+ إنشاء موضوع جديد
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    Status
    Offline
    الصورة الرمزية MUHAMED SAMY
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    Alexandria, Egypt, Egypt
    العمر
    34
    المشاركات
    3,026
    معدل تقييم المستوى
    8525

    افتراضي المنظور العضوي لمواد دراسة الجغرافيا


    المنظور العضوي لمواد دراسة الجغرافيا
    Organic View to Geography Curriculum
    أ.د. مضر خليل عمر
    وحدة الأبحاث المكانية – جامعة ديالى



    المقدمة
    يبدو أن الجغرافيا أكثر العلوم اثارة للجدل والنقاش ، و ليس هذا بالجديد . فقد كان النقاش محتدما في القرون الماضية في اوربا وانتهى بحصول الجغرافيا على مقعد للتدريس في الجامعات ، وهذا شرف كبير لا تحضى به الا العلوم التي يعتد بها و بالباحثين في موضوعاتها. واستمر الجدال ولكنه اثير مؤخرا بصيغة جديدة يلغي دور الجغرافيا في خدمة المجتمع
    و يطالب بالغاء كرسييها من الجامعات في عصر تداعت المسافات وتلاشت ، عصر العولمة والقرية العالمية التي اثمرتها تقنيات الاتصالات و المعلومات .
    ولرب سائل يسأل : لماذا الجغرافيا دون غيرها من حقول المعرفة و العلوم تثار حولها هذه الزوبعة من التشكيك في علميتها و اهميتها ؟ لماذا لا يحدث تشكيك في علمية وأهمية الرياضيات او الفيزياء او الاقتصاد أو علم الاجتماع مثلا ؟ و قد كتب عن هذا الكثير وخاصة خلال النصف الثاني من القرن الماضي لتوضيح ان الجغرافيا علم وليس معلومات ثقافية عامة كما يراها العامة ، و حتى بعض حاملي الشهادة الجامعية بها . وما زلت مقتنعا بان العلة في طريقة تدريس الجغرافيا وايصالها الى الطلبة والآخرين بصورة تبعدها عن حقيقتها .
    لا اريد هنا عرض نقاط الخلاف و تباين وجهات النظر بين العاملين في حقل الجغرافيا من جهة ، وبينهم و العاملين في العلوم الاخرى في هذا الجدل من جهة أخرى ، بل اركز على أحد الأسباب الجوهرية التي أدت الى الوصول الى هذه النتيجة ، من وجهة نظر شخصية .
    ولا اوجه اصابع الاتهام الى طرائق التدريس و نظرياتها رغم دورها الكبير والبين في سوء فهم الجغرافيا والتعامل بسلبية معها (لم يتم تطويعها لتستوعب الجغرافيا علما وتوصلها للطلبة هكذا ، بل انساق مدرسوها وراء السهل والبسيط من الطرائق والسبل) .
    حزمة الضوء اليوم موجهة نحو منهجية تدريس الموضوعات الجغرافية من قبل الجغرافيين انفسهم . فمناهج تدريس الجغرافيا تتعامل مع المواد الدراسية منفصلة عن بعضها البعض ، ولهذا هي لا تشكل جسما معرفيا متكاملا مترابط الاطراف شمولي النظرة . وفي اعتقادي ان العلة الرئيسة التي يتحمل وزرها ونتائجها الجغرافيون أنفسهم تكمن هنا .
    يفترض ان قسم الجغرافيا يؤهل الطالب علميا و يقوم بتنشئته ليقوم بالمهام العلمية التخصصية لاحقا . ولكن عندما تكون التنشئة (من خلال المواد والاساليب التربوية ) ، ويكون التأهيل العلمي (مواد التخصص العلمي) غير متناغمين و غير مكملين لبعض ، و يكمل ذلك خلل و نقص حاد في طريقة التعامل مع المواد العلمية التخصصية ، حينها لا نتوقع أن يكون خريج القسم مؤهلا جغرافيا و بتنشئة علمية سليمة تؤهله للقيام بالمهام التي توكل اليه وتتطلب معرفة و دراية وخبرة جغرافية .
    الوضع الراهن لمنهج الجغرافيا ،
    تقسم الموضوعات الجغرافية عادة الى أربع أصناف ، هي : الجغرافيا الطبيعية ، الجغرافيا البشرية ، الجغرافيا الاقليمية (القارات) ، والموضوعات المساندة (علم الخرائط ، منهجية البحث العلمي ، الدراسة الميدانية ، الاحصاء ، فكر جغرافي ، مشروع بحث تخرج ، وحاليا اضيفت نظم المعلومات الجغرافية و الاستشعار عن بعد ) . وتضيف بعض الاقسام مواد علمية للمنهج مثل علم الارض ، علم الانسان ، الاقتصاد ، علم البيئة ، و علم المساحة ، إضافة الى العلوم النفسية والتربوية في كليات التربية .

    وتتلخص المشكلة بان المنظور العام ، واسلوب تدريس هذه المواد يتم بالصيغة الاتية :-

    1- الجغرافيا الطبيعية منفصلة بالكامل عن الجانب البشري .

    2- عند تدريس موضوعات الجغرافيا البشرية ، فان الوضع الطبيعي يمثل خلفية للصورة وليس جزء من النظام البيئي المحلي .

    3- الموضوع الجغرافي الوحيد الذي يربط عمليا و نظاميا بين العوامل الطبيعية والبشرية هو جغرافية الزراعة . و يحدث ذلك احيانا في جغرافية السياسة عندما يكون للوضع الطبيعي في منطقة الدراسة دور مميز في الظاهرة أو المشكلة قيد الدرس .

    4- وحتى عند تدريس القارات و الأقاليم فنادرا ما يتم الربط الحقيقي بين العوامل الطبيعية والبشرية . وعندما يتم تدريس جغرافية الدولة او القارة بصورة علمية نظامية ، ويستوعب الطلبة ذلك جيدا ، حينها تكون دراسة الدول والقارات الاخرى سهلة لان الاسس الفكرية – الجغرافية العامة واحدة ((العلاقة بين الموقع والمناخ ، العلاقة بين المسطحات المائية والمناخ ، العلاقة بين التضاريس و النشاط البشري ، وهكذا)) .


    5- جميع هذه العلاقات درسها الطالب سابقا ، ولكنه حفظها و ادرك ان لا علاقة لها بالموضوعات الجغرافية الاخرى . فموضوعات الجغرافيا الاقليمية بالنسبة له تكرار و تجميع لمعلومات لم ولن يقوم الطالب بالربط بينها مالم يستوعب ذلك من اول مرة يتعلمها . من يدرك ماهية هذه العلاقات وطبيعتها بمقدوره ومن النظرة البسيطة الى الخارطة ان يتحدث بعمومية عن منطقة الدراسة دون ان يحتاج الى قراءة مسبقة لكتاب عن جغرافيتها . فالخارطة كتاب مفتوح للجغرافي الجيد .

    6- اذا كان هذا حال تدريس الموضوعات الجغرافية ، فماذا نتوقع من تدريس المواد المساندة والمكملة لمنهج التأهيل العلمي ؟ فمادة الاحصاء يدرسها في الغالب احصائي ويركز على الجانب الرياضي دون التطبيق الجغرافي . وتدرس مادة منهج البحث العلمي يتيمة دون ان تكون لها صلة حميمة (كما يجب) مع علم الخرائط و الاحصاء و مشروع بحث التخرج . اما مشروع البحث فغالبا ما يوأد مباشرة (من يد مكتب الانترنيت الى الاستاذ المشرف دون حتى اطلاع الطالب على محتوياته) .

    7- تدرس مادة الفكر الجغرافي كتاريخ فكر دون تسليط الضوء على اسسها الفلسفية ، وما وصلت اليه فلسفة علم الجغرافيا مع اطلالة القرن الحادي والعشرين . انها في الغالب استعراض للاكتشافات الجغرافية وما تمخض عنه الفكر العربي – الاسلامي ، و ملامح من فكر النهضة الاوربية .


    8- المنهج الجغرافي نظري بنسبة عالية جدا ، الا ما رحم ربي و توفر تدريسي له كلمته في فرض الجانب العملي (الذي يأتي في الغالب واحة في صحراء الربع الخالي) . وما يعرف بالدراسة الميدانية هو في الواقع زيارة ميدانية في احسن الاحوال ، ونزهة اجتماعية في كثير من الاحيان .

    النتيجة المنطقة لمنهج دراسي بهذه الصورة ، أن لا يتأهل الخريج ليمارس الجغرافيا كعلم ، لأنه لم يحس بوجود ذلك في المواد التي درسها ، بل وجدها معلومات تخصصية ممكن ان يتعلمها اي شخص بدون الحاجة الى ان يأخذ شهادة جامعية بها . وبالتاكيد ينعكس ذلك على المحيطين به من الاهل والاصدقاء والاقران . فلا نستغرب من تدني النظرة للجغرافيا وللجغرافيين لأننا السبب ، وعلى نفسها جنت براقش .
    المنظور العضوي لمنهج دراسة الجغرافيا ،

    الجغرافيا من أكثر العلوم استخداما للنماذج ، ومنذ الأزل ، وما الخراطة الا نمذجة مبسطة لمنطقة الدراسة . والان ومع تقنيات الحاسوب و التقنيات الرقمية اصبحت النمذجة والتجسيد
    و تصور السيناريوهات المحتملة امرا ملازما للجغرافيا . ولكن للتوضيح سنعتمد نموذجا تخطيطيا بسيطا لتوضيح الفكرة . سنعتمد جسم الانسان كنموذج مقابل Analog نقارن معه العلاقات والوظائف التي تؤديها موضوعات الجغرافيا . وننظر للمنهج الدراسي كوسيلة لتأهيل الطلبة للتخصص في علم الجغرافيا وليس (مثقفين جغرافيين) .
    والجغرافيا ككائن (وهذه نظرة عضوية Organic تعتمد للنظر للدولة ، والمدينة على سبيل المثال لا الحصر) ينمو ويمرض و يضمحل ، ويسرع في خطاه ، وقد يصاب بالشلل . وجميع هذه الاعراض ناتجة عن طبيعة الوظائف التي تؤديها اعضاء الجسم ، وفاعليتها . التي قد تتعرض الى مؤثرات داخلية او خارجية . المهم أن يكون هناك تشخيص موضوعي للعلة كي يتم وصف الدواء لها وليعود الكائن معافى وسليم و ينهض بالمهام الموكلة اليه اجتماعيا وعلميا .


    1) لنبدأ بالرأس ، إنه اداة التفكير و الاداري الذي يوجه الاعضاء لاداء الواجبات . وبدون الرأس لا وجود للشخص ، أو على الأقل لا هوية له . في الجغرافيا تمثل فلسفة المكان الدماغ ، و بدون استيعاب لهذه الفلسفة وفهمها و تطبيقها على أرض الواقع ليس هناك (كائن) له حضوره ومكانته و دوره . فهل استوعب جغرافيونا الفكر الجغرافي المعاصر ؟ ومتى يستوعبوا ذلك تكون تتولد مدرسة جغرافية عربية ، وتكون للجغرافي مكانة علمية حقيقية امام اقرانه في الجامعة والمجتمع .

    2) عندما يكون هناك (دماغ) يعمل ، فلابد من تباين في زوايا النظر للاشياء ومن زوايا مختلفة ، وتمارس الرقبة هنا دورا مهما في تنفيذ ايعازات الدماغ . والنظرة الجغرافية تتباين في المستوى scale وفي المنحى approach (تطبيقي ، تاريخي ، تحليلي ، نظري) . وحتى عندما تستخدم (باترونات) جاهزة تبقى فسحة مجال للفكر للاضافة والتعديل .

    3) تمثل الخارطة العمود الفقري للجغرافيا ، وقد قيل سابقا ما لا يرسم بخارطة ليس بجغرافيا ، وقيل أيضا كل ما يمكن تمثيله على الخارطة ويتباين مكانيا يصلح لان يكون موضوعا ومادة للدراسة الجغرافية . ويميز الكثيرون بين الكتابات الجغرافية عن غيرها من وجود الخرائط و عنوان الدراسة والمصادر المعتمدة .

    4) يحتاج الانسان يدية لمعالجة الاشياء و ترتيبها بالشكل الذي ينتفع منها أكثر . بعض المهام تتطلب يدا واحدة ، ولكن الاكثرية تحتاج الى الاثنين ليكملا بعضهما البعض وينجزا الواجب بافضل حال . وفي الجغرافيا تقوم مواد التحليل الكمي والنوعي بهذه المهمة Quantitative & qualitative . وعلى الرغم من الصراع بين مؤيدي الكم و معارضيه الا ان الاثنين يكملان بعض ويعطيان الدراسة الجغرافية صورتها الحقيقية عندما يستخدمان بشكل جيد ومتكامل .

    5) تمثل الرجلين اداة الانتقال والتحرك لتحقيق الهدف عند الانسان ، وفي الجغرافيا لا يمكن الاستغناء عن المنهج البحثي العلمي و الدراسة الميدانية لتحقيق اهداف الابحاث والدراسات . قد يرى البعض ان الدراسة الميدانية غير ضرور ية ، لآنه استعاض عنها ببيانات جمعت من قبل الآخرين . انه يعتمد (عكازة) إستعارها من غيره ، فهو أعرج بدون أن يعي ذلك . وقد يرى البعض أن الصور الجوية والمرئيات الفضائية قد أنهت دور الدراسة الميدانية ، ولكنهم واهمون جدا ، لانها جاءت لتكمل النقص و تتجاوز الصعاب وليست بديلا .

    6) تشكل الموضوعات الجغرافية (البدن Body) الذي يرتكز على هذا الهيكل . وبدون هذا الهيكل تبقى الموضوعات الجغرافية بعيدة عن العلم ، راقدة في مكانها بدون حركة او تقدم او مكانة بين العلوم ، ناهيك عن تخلفها عن (ماراثون) تبني و امتلاك تقنيات الالفية الثالثة من رقمية وغيرها . ويبقى الهيكل (مثيرا للشفقة والاشمئزاز) بدون الموضوعات الجغرافية التي تعطيه شخصيتها وتكمل صورته ومكانته بين اقرانه .
    فبدون (الرجلين – منهج البحث والدراسة الميدانية) ليس هناك حركة وتقدم ، وبدون (الأيدي – ادوات التحليل) ليس هناك ما يضاف للعلم والمعرفة ، و بدون (الرقبة – المنظور) تبقى الزاوية احادية النظرة ، وبدون (العمود الفقري – الخرائط) ليس هناك جغرافيا ، وبدون (الرأس – فلسفة الجغرافيا) ليس هناك هوية .
    خطأنا الجسيم اننا ركزنا على (اللحمة البدن – الموضوعات الجغرافية) ونسينا (الهيكل العظمي – الموضوعات المساندة) . ما نحتاجه فعلا اعادة نظر في منهجية تدريس المواد الجغرافية وليس المنهج الدراسي للجغرافيا بذاته . والمنهجية اقصد بها طريقة التفكير و العمل ، سبيل تحقيق الهدف ، أسلوب النظر الى الأشياء ،
    والمنهجية هي التي تعطي للشخصية ملامحها وسماتها التي يتعرف الاخرون من خلالها على الكائن و هويته .

    المصدر
    http://www.geoiraq.net/print.php?id=66
    للعلم والعمل ثلاث مراتب
    1- رواية ؛ وهي مجرد النقل ، وحمل المروي .
    2- دراية ؛ وهي فهم المروي وتعقل معناه .
    3- رعاية ؛ وهي العمل بموجب ماعلمه ومقتضا
    ه





    وادى بــالــى
    دفـــــعـــــة 2011


    http://www.tvquran.com/



  2. #2
    Status
    Offline
    الصورة الرمزية Nada Mohammed
    مشرفة الأقسام الاسلاميه ( واحة الايمان)
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    Alex
    المشاركات
    1,740
    معدل تقييم المستوى
    7525

    افتراضي

    موضوع مهم




    جزاك الله كل خير


    ربنا يجزيك كل خير

  3. #3
    Status
    Offline
    الصورة الرمزية MUHAMED SAMY
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    Alexandria, Egypt, Egypt
    العمر
    34
    المشاركات
    3,026
    معدل تقييم المستوى
    8525

    افتراضي

    شكرا لمروك اتمنى يكوون الموضوع عجبك
    للعلم والعمل ثلاث مراتب
    1- رواية ؛ وهي مجرد النقل ، وحمل المروي .
    2- دراية ؛ وهي فهم المروي وتعقل معناه .
    3- رعاية ؛ وهي العمل بموجب ماعلمه ومقتضا
    ه





    وادى بــالــى
    دفـــــعـــــة 2011


    http://www.tvquran.com/



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •