شخص مجهول
08-30-2009, 02:22 PM
روسيا
1997.......
هطلت الامطار الممزوجة بالثلوج فى بطء فى بداية الامر ثم اشتدت مع مرور الوقت واصبحت تنهمر بقوة وسرعة تدفن سيارات تارة وتخفى معالم الطرق تارة اخرى , ولكنها واصلت انهمارها على تلك الجزيرة الصغيرة ( جزيرة كولغوييف ) او كما يطلق عليها سكنها القليلون جزيرة الجليد الدائم فتلك الجزيرة لم تشهد من زمن بعيد المعنى الحقيقى للشمس كما ان درجة حرارتها فى المعتاد لاتقل عن -25 دون الصفر مما يجعل اهلهل يهتمون بالملابس عن الطعام وهى جزيرة تمتاز بالهدوء والصمت بنيت مساكنها ( فيلات ) بالنظام الكلاسيكى أبان الحرب العالمية الثانية وفى داخل احد المنازل جلس رجل فى حجرة مكتبه يبدو عليه انه تخطى العقد الرابع من عمره ببضع سنوات فقد تناثرت الشعيرات البيضاء فى انحاء متفرقة من شعره الاسود دون انتظام
, جلس فى غرفة مكتبه التى تتكون من مكتبة ضخمة مليئة بالكتب , ففى اول الامر كان ذلك الرجل يدفن وجهه بين كفيه ثم رفع وجهه وألقى نظرة تجيش بالحزن العميق على ذلك الاطار الذى يحوى صورة زوجته ألسندا التى توفت اثناء اجراء جراحة بقلبها لترحل عن دنياه تتركه للاحزان والذكريات, كم كان يحبها ومازال يعيش على ذكراها بل انه فضل أن ينتقل الى تلك الجزيرة الذى لايشتهى الكثير اطلاقا الذهاب اليها لكنه فعل ذلك لانه احس بفراق من أحب فلا حياة هنيئة بعدها.
الان هو يعوض نفسه برؤية أبنائه لعله يجد بهم اللهو والنسيان ولكن هل يستطيع ان ينسى حبيبة العمر ألسندا وهو يراها دائما فى ابنته أليزا التى تشبه والدتها الى حد كبير , فرغ أربان ادمز من ذكرياته وطبع قبلة حانية على صورة زوجته ثم وضع الصورة مرة اخرى على المكتب امامه , فشعر ببرودة الجو فجأة فنظر الى المدفأة فوجد النيران قد خمدت بها فألتف بمقعده الى الخلف فى مواجهة النافذة ليتابع انهمار الثلوج قبل ان يصيح على خادمه مرفر بصوت عال مرفر.......مرفر.......اين انت ؟
سمع أربان وقع اقدام مرفر وهى قادمة بسرعة باتجاه غرفة المكتب وعندما وصل مرفر الخادم الى باب الحجرة طرق الباب فى هدوء وانتظام فقال له أربان دون ان يلتفت اليه أدخل يا مرفر..... فتقدم مرفر داخل الحجرة حتى اصبح امام المكتب و أربان مازال يولى ظهره له ويتابع الثلوج
قال أربان : أنظر يا مرفر كم هو ممتع ان تشاهد انهمار الثلوج
فرد مرفر فى سرعة : بالطبع يا سيدى ولكنك لم يمر على قضائك بكولغوييف سوى 3 اسابيع ومن الطبيعى انك مازلت معجب بهذا المنظر
فقال اربان : أتقصد لننى ربما لا اتذكر بمرور الزمن الاحساس بحرارة الشمس
فقال مرفر : انها الطبيعة ولكل شئ ثمن فمع مرور الوقت ستمل رؤية الثلوج وستطلع عم قريب الى شمس حارقة ولكنها لن تأتى
قال أربان : لا يعجبنى عدم تفائلك بالحياة فأنا قد اخترت هذه الجزيرة لانعم بالهدوء بعيدا عن ضوضاء المدن
ثم التفت أربان بمقعده واستقر بوجهه امام مرفر قبل ان يقول له لقد أنطفأ حطب المدفأة واريدك ان تشعله مرة اخرى من فضلك
فقال مرفر حسنا يا سيدى واتجه للخارج كى يحضر الحطب ولكن أربان اوقفه حينما صاح عليه فالتفت اليه مرفر قائلا ماذا هناك يا سيدى ؟ فقال له أربان اين الاولاد فأجاب مرفر انهم يلهون فى اتم حال يا سيدى فقال له حسنا اذهب انت الان
فأستدار مرفر وواصل سيره وعاد أربان مرة اخرى يتابع الثلوج وهو يحدث نفسه قائلا اخطأت يا مرفر فانا لا اريد تذكر الشمس فقط بل وحيلت باكملها........حياتى الوهمية
1997.......
هطلت الامطار الممزوجة بالثلوج فى بطء فى بداية الامر ثم اشتدت مع مرور الوقت واصبحت تنهمر بقوة وسرعة تدفن سيارات تارة وتخفى معالم الطرق تارة اخرى , ولكنها واصلت انهمارها على تلك الجزيرة الصغيرة ( جزيرة كولغوييف ) او كما يطلق عليها سكنها القليلون جزيرة الجليد الدائم فتلك الجزيرة لم تشهد من زمن بعيد المعنى الحقيقى للشمس كما ان درجة حرارتها فى المعتاد لاتقل عن -25 دون الصفر مما يجعل اهلهل يهتمون بالملابس عن الطعام وهى جزيرة تمتاز بالهدوء والصمت بنيت مساكنها ( فيلات ) بالنظام الكلاسيكى أبان الحرب العالمية الثانية وفى داخل احد المنازل جلس رجل فى حجرة مكتبه يبدو عليه انه تخطى العقد الرابع من عمره ببضع سنوات فقد تناثرت الشعيرات البيضاء فى انحاء متفرقة من شعره الاسود دون انتظام
, جلس فى غرفة مكتبه التى تتكون من مكتبة ضخمة مليئة بالكتب , ففى اول الامر كان ذلك الرجل يدفن وجهه بين كفيه ثم رفع وجهه وألقى نظرة تجيش بالحزن العميق على ذلك الاطار الذى يحوى صورة زوجته ألسندا التى توفت اثناء اجراء جراحة بقلبها لترحل عن دنياه تتركه للاحزان والذكريات, كم كان يحبها ومازال يعيش على ذكراها بل انه فضل أن ينتقل الى تلك الجزيرة الذى لايشتهى الكثير اطلاقا الذهاب اليها لكنه فعل ذلك لانه احس بفراق من أحب فلا حياة هنيئة بعدها.
الان هو يعوض نفسه برؤية أبنائه لعله يجد بهم اللهو والنسيان ولكن هل يستطيع ان ينسى حبيبة العمر ألسندا وهو يراها دائما فى ابنته أليزا التى تشبه والدتها الى حد كبير , فرغ أربان ادمز من ذكرياته وطبع قبلة حانية على صورة زوجته ثم وضع الصورة مرة اخرى على المكتب امامه , فشعر ببرودة الجو فجأة فنظر الى المدفأة فوجد النيران قد خمدت بها فألتف بمقعده الى الخلف فى مواجهة النافذة ليتابع انهمار الثلوج قبل ان يصيح على خادمه مرفر بصوت عال مرفر.......مرفر.......اين انت ؟
سمع أربان وقع اقدام مرفر وهى قادمة بسرعة باتجاه غرفة المكتب وعندما وصل مرفر الخادم الى باب الحجرة طرق الباب فى هدوء وانتظام فقال له أربان دون ان يلتفت اليه أدخل يا مرفر..... فتقدم مرفر داخل الحجرة حتى اصبح امام المكتب و أربان مازال يولى ظهره له ويتابع الثلوج
قال أربان : أنظر يا مرفر كم هو ممتع ان تشاهد انهمار الثلوج
فرد مرفر فى سرعة : بالطبع يا سيدى ولكنك لم يمر على قضائك بكولغوييف سوى 3 اسابيع ومن الطبيعى انك مازلت معجب بهذا المنظر
فقال اربان : أتقصد لننى ربما لا اتذكر بمرور الزمن الاحساس بحرارة الشمس
فقال مرفر : انها الطبيعة ولكل شئ ثمن فمع مرور الوقت ستمل رؤية الثلوج وستطلع عم قريب الى شمس حارقة ولكنها لن تأتى
قال أربان : لا يعجبنى عدم تفائلك بالحياة فأنا قد اخترت هذه الجزيرة لانعم بالهدوء بعيدا عن ضوضاء المدن
ثم التفت أربان بمقعده واستقر بوجهه امام مرفر قبل ان يقول له لقد أنطفأ حطب المدفأة واريدك ان تشعله مرة اخرى من فضلك
فقال مرفر حسنا يا سيدى واتجه للخارج كى يحضر الحطب ولكن أربان اوقفه حينما صاح عليه فالتفت اليه مرفر قائلا ماذا هناك يا سيدى ؟ فقال له أربان اين الاولاد فأجاب مرفر انهم يلهون فى اتم حال يا سيدى فقال له حسنا اذهب انت الان
فأستدار مرفر وواصل سيره وعاد أربان مرة اخرى يتابع الثلوج وهو يحدث نفسه قائلا اخطأت يا مرفر فانا لا اريد تذكر الشمس فقط بل وحيلت باكملها........حياتى الوهمية