المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متجدد :: شخصيات هامه فى تاريخ وحاضر العالم العربى الشيخ محمد بن عثيمين



ابورفعت
09-01-2009, 10:27 PM
متجدد :: شخصيات هامه فى تاريخ وحاضر العالم العربى _- برجاء التثبيت -_




http://www.samysoft.net/forumim/other/1/dfgdgd.gif


فى هذا الموضوع اود ان اسرد لكم اسماء بدت واضحه فى تاريخ العالم العربى وايضا فى حاضره ... الموضوع متجدد بمعنى .. اننى سوف اضع لكم بصفه مستمرة شخصيات لها اثر فى الحياه ومن يود منكم المشاركه والاضافه فله ذلك




الشيخ الشهيد عمر المختار





http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/1/mod124au5.gif





طفل يتيم :




ينتسب عمر المختار إلى قبيلة المنفه إحدى كبريات قبائل المرابطين ببرقة, ولد عام 1862م في قرية جنزور بمنطقة دفنة في الجهات الشرقية من برقة التي تقع شرقي ليبيا على الحدود المصرية..




تربى يتيما .حيث وافت المنية والده مختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة بصحبة زوجته عائشة.




تلقى عمر المختار تعليمه الأول في زاوية جنزور, ثم سافر إلى الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل على كبار علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم الإمام السيد المهدي السنوسى قطب الحركة السنوسية، فدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى.




ظهرت عليه علامات النجابة ورزانة العقل،، فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه السيد المهدي السنوسى مما زاده رفعة وسمو، فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ومشايخ القبائل وأعيان المدن حتى قال فيه السيد المهدي واصفاً إياه " لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم ".




فقد وهبه الله تعالى ملكات منها جشاشة صوته البدوي وعذوبة لسانه واختياره للألفاظ المؤثرة في فن المخاطبة وجاذبية ساحرة لدرجة السيطرة على مستمعيه وشد انتباههم،




شارك عمر المختار في الجهاد بين صفوف المجاهدين في الحرب الليبية الفرنسية في المناطق الجنوبية (السودان الغربي) وحول واداي. وقد استقر المختار فترة من الزمن في قرو مناضلاً ومقاتلاً, ثم عين شيخاً لزاوية (عين كلك) ليقضي فترة من حياته معلماً ومبشراً بالإسلام في تلك الأصقاع النائية.




وبعد وفاة السيد محمد المهدي السنوسي عام 1902م تم استدعاؤه حيث عين شيخاً لزاوية القصور.




معلم يتحول إلى محارب :




عاش عمر المختار حرب التحرير والجهاد منذ بدايتها يوماً بيوم, فعندما أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في 29 سبتمبر 1911م, وبدأت البارجات الحربية بصب قذائفها على مدن الساحل الليبي, درنة وطرابلس ثم طبرق وبنغازي والخمس, كان عمر المختار في تلك الأثناء مقيما في جالو بعد عودته من الكفرة حيث قابل السيد أحمد الشريف, وعندما علم بالغزو الإيطالي سارع إلى مراكز تجمع المجاهدين حيث ساهم في تأسيس دور بنينه وتنظيم حركة الجهاد والمقاومة إلى أن وصل السيد أحمد الشريف قادماً من الكفرة. وقد شهدت الفترة التي أعقبت انسحاب الأتراك من ليبيا سنة 1912م أعظم المعارك في تاريخ الجهاد الليبي, أذكر منها على سبيل المثال معركة يوم الجمعة عند درنة في 16 مايو 1913م حيث قتل فيها للأيطاليين عشرة ضباط وستين جنديا وأربعمائة فرد بين جريح ومفقود إلى جانب انسحاب الإيطاليين بلا نظام تاركين أسلحتهم ومؤنهم وذخائرهم,




ومعركة بو شمال عن عين ماره في 6 أكتوبر 1913, وعشرات المعارك الأخرى.




وحينما عين أميليو حاكماً عسكريا لبرقة, رأى أن يعمل على ثلاث محاور




الأول : قطع الإمدادات القادمة من مصر والتصدي للمجاهدين في منطقة مرمريكا




الثاني : قتال المجاهدين في العرقوب وسلنطه والمخيلي..




والثالث :قتال المجاهدين في مسوس واجدابيا.




لكن القائد الإيطالي وجد نار المجاهدين في انتظاره في معارك أم شخنب وشليظيمة والزويتينة في فبراير 1914م, ولتتواصل حركة الجهاد بعد ذلك حتى وصلت إلى مرحلة جديدة بقدوم الحرب العالمية الأولى.




الفاشيست والمجاهدون :




بعد الانقلاب الفاشي في إيطالي في أكتوبر 1922, وبعد الانتصار الذي تحقق في تلك الحرب إلى الجانب الذي انضمت إليه إيطاليا. تغيرت الأوضاع داخل ليبيا واشتدت الضغوط على السيد محمد إدريس السنوسي, واضطر إلى ترك البلاد عاهداً بالأعمال العسكرية والسياسية إلى عمر المختار في الوقت الذي قام أخاه الرضا مقامه في الإشراف على الشئون الدينية.




بعد أن تأكد للمختار النوايا الإيطالية في العدوان قصد مصر عام 1923م للتشاور مع السيد إدريس فيما يتعلق بأمر البلاد, وبعد عودته نظم أدوار المجاهدين, فجعل حسين الجويفي على دور البراعصة ويوسف بورحيل المسماري على دور العبيدات والفضيل بوعمر على دور الحاسة, وتولى هو القيادة العامة.




بعد الغزو الإيطالي على مدينة اجدابيا مقر القيادة الليبية, أصبحت كل المواثيق والمعاهدات لاغية, وانسحب المجاهدون من المدينة وأخذت إيطاليا تزحف بجيوشها من مناطق عدة نحو الجبل الأخضر, وفي تلك الأثناء تسابقت جموع المجاهدين إلى تشكيل الأدوار والإنضواء تحت قيادة عمر المختار, كما بادر الأهالي إلى إمداد المجاهدين بالمؤن والعتاد والسلاح, وعندما ضاق الإيطاليون ذرعا من الهزيمة على يد المجاهدين, أرادوا أن يمنعوا عنهم طريق الإمداد فسعوا إلى احتلال الجغبوب ووجهت إليها حملة كبيرة في 8 فبراير 1926م, وقد شكل سقوطها أعباء ومتاعب جديدة للمجاهدين وعلى رأسهم عمر المختار, ولكن الرجل حمل العبء كاملاً بعزم العظماء وتصميم الأبطال.




ولاحظ الإيطاليون أن الموقف يملي عليهم الاستيلاء على منطقة فزان لقطع الإمدادات على المجاهدين, فخرجت حملة في يناير 1928م, ولم تحقق غرضها في احتلال فزان بعد أن دفعت الثمن غاليا. ورخم حصار المجاهدين وانقطاعهم عن مراكز تموينهم, إلا أن الأحداث لم تنل منهم وتثبط من عزمهم, والدليل على ذلك معركة يوم 22 أبريل التي استمرت يومين كاملين, انتصر فيها المجاهدون وغنموا عتادا كثيرا.




مفاوضات السلام في سيدي ارحومة :




وتوالت الانتصارات, الأمر الذي دفع إيطاليا إلى إعادة النظر في خططها وإجراء تغييرات واسعة,




فأمر موسوليني بتغيير القيادة العسكرية, حيث عين بادوليو حاكماً عسكريا على ليبيا في يناير 1929م, ويعد هذا التغيير بداية المرحلة الحاسمة بين الطليان والمجاهدين.




تظاهر الحاكم الجديد لليبيا في رغبته للسلام لإيجاد الوقت اللازم لتنفيذ خططه وتغيير أسلوب القتال لدى جنوده,وطلب مفاوضة عمر المختار, تلك المفاوضات التي بدأت في 20 أبريل 1929م,




واستجاب الشيخ لنداء السلام وحاول التفاهم معهم على صيغة ليخرجوا من دوامة الدمار. فذهب كبيرهم للقاء عمر المختار ورفاقه القادة في 19 يونيو1929م في سيدي ارحومه. ورأس الوفد الإيطالي بادوليونفسه، الرجل الثاني بعد بنيتو موسليني، ونائبه سيشليانو، ولكن لم يكن الغرض هوالتفاوض، ولكن المماطلة وشراء الوقت لتلتقط قواتهم أنفاسها، وقصد الغزاة الغدر به والدس عليه وتأليب أنصاره والأهالي وفتنة الملتفين حوله..




وعندما وجد المختار أن تلك المفاوضات تطلب منه اما مغادرة البلاد إلى الحجاز اومصر أو البقاء في برقة و انهاء الجهاد .والإستسلام مقابل الأموال والإغراءات, رفض كل تلك العروض, وكبطل شريف ومجاهد عظيم عمد إلى الاختيار الثالث وهو مواصلة الجهاد حتى النصر أو الشهادة.




تبين للمختار غدر الإيطاليين وخداعهم, ففي 20 أكتوبر 1929م وجه نداء إلى أبناء وطنه طالبهم فيه بالحرص واليقظة أمام ألاعيب الغزاة.




وصحت توقعات عمر المختار, ففي 16 يناير 1930م ألقت الطائرات بقذائفها على المجاهدين,





السفاح يتدخل :





دفعت مواقف المختار ومنجزاته إيطاليا إلى دراسة الموقف من جديد وتوصلت إلى تعيين غرسياني وهو أكثر جنرالات الجيش وحشية ودموية.. ليقوم بتنفيذ خطة إفناء وإبادة لم يسبق لها مثيل في التاريخ في وحشيتها وفظاعتها وعنفها وقد تمثلت في عدة إجراءات ذكرها غرسياني في كتابه "برقة المهدأة":




1- قفل الحدود الليبية المصرية بالأسلاك الشائكة لمنع وصول المؤن والذخائر.




2- إنشاء المحكمة الطارئة في أبريل 1930م.




3- فتح أبواب السجون في كل مدينة وقرية ونصب المشانق في كل جهة.




4- تخصيص مواقع العقيلة والبريقة من صحراء غرب برقة البيضاء والمقرون وسلوق من أواسط برقة الحمراء لتكون مواقع الإعتقال والنفي والتشريد.




5- العمل على حصار المجاهدين في الجبل الأخضر واحتلال الكفرة.




إنتهت عمليات الإيطاليين في فزان باحتلال مرزق وغات في شهري يناير وفبراير 1930م ثم عمدوا إلى الإشباك مع المجاهدين في معارك فاصلة, وفي 26 أغسطس 1930م ألقت الطائرات الإيطالية حوالي نصف طن من القنابل على الجوف والتاج, وفي نوفمبر اتفق بادوليو وغرسياني على خط الحملة من اجدابيا إلى جالو إلى بئر زيغن إلى الجوف, وفي 28 يناير 1931م سقطت الكفرة في أيدي الغزاة, وكان لسقوط الكفرة آثار كبيرة على حركة الجهاد والمقاومة.




الأسد أسيرا :




في معركة السانية في شهر أكتوبر عام 1930م سقطت من الشيخ عمر المختار نظارته، وعندما وجدها أحد جنود الطليان وأوصلها لقيادته، فرائها غراتسياني فقال: "الآن أصبحت لدينا النظارة، وسيتبعها الرأس يوماً ما".




وفي 11 سبتمبر من عام 1931م، وبينما كان الشيخ عمر المختار يستطلع منطقة سلنطة في كوكبة من فرسانه، عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره ولحقها تعزيزات، واشتبك الفريقين في وادي بوطاقة ورجحت الكفة للعدوفأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن قُتلت فرسه تحته وسقطت على يده مما شل حركته نهائياً. فلم يتمكن من تخليص نفسه ولم يستطع تناول بندقيته ليدافع عن نفسه، فسرعان ماحاصره العدو من كل الجهات وتعرفوا على شخصيته، فنقل على الفور إلي مرسى سوسه ومن ثم وضع على طراد الذي نقله رأسا إلي بنغازي حيث أودع السجن الكبير بمنطقة سيدي اخريبيش. ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم في محاولة لتخليص قائدهم.




كان لاعتقاله في صفوف العدو، صدىً كبيراً، حتى أن غراسياني لم يصدّق ذلك في بادىء الأمر،وكان غراتسياني في روما حينها كئيباً حزيناً منهار الأعصاب في طريقه إلي باريس للاستجمام والراحة تهرباً من الساحة بعد فشله في القضاء على المجاهدين في برقة، حيث بدأت الأقلام اللاذعة في إيطاليا تنال منه والانتقادات المرة تأتيه من رفاقه مشككة في مقدرته على إدارة الصراع. وإذا بالقدر يلعب دوره ويتلقى برقية مستعجلة من نغازي مفادها إن عدوه اللدود عمر المختار وراء القضبان. فأصيب غراتسياني بحالة هستيرية كاد لا يصدق الخبر. فتارة يجلس على مقعده وتارة يقوم، وأخرى يخرج متمشياً على قدميه محدثاً نفسه بصوت عال، ويشير بيديه ويقول: "صحيح قبضوا على عمر المختار ؟ ويرد على نفسه لا، لا اعتقد." ولم يسترح باله فقرر إلغاء أجازته واستقل طائرة خاصة وهبط ببنغازي في نفس اليوم وطلب إحضار عمر المختار إلي مكتبه لكي يراه بأم عينيه.




وصل غرسياني إلى بنغازي يوم 14 سبتمبر , وأعلن عن انعقاد "المحكمة الخاصة" يوم 15 سبتمبر 1931م, وفي صبيحة ذلك اليوم وقبل المحاكمة رغب غرسياني في الحديث مع عمر المختار, يذكر غرسياني في كتابه (برقة المهدأة):




"وعندما حضر أمام مكتبي تهيأ لي أن أرى فيه شخصية آلاف المرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية. يداه مكبلتان بالسلاسل, رغم الكسور والجروح التي أصيب بها أثناء المعركة, وكان وجهه مضغوطا لأنه كان مغطيا رأسه (بالجرد) ويجر نفسه بصعوبة نظراً لتعبه أثناء السفر بالبحر, وبالإجمال يخيل لي أن الذي يقف أمامي رجل ليس كالرجال له منظره وهيبته رغم أنه يشعر بمرارة الأسر, ها هو واقف أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ وواضح."




غراتسياني: لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة لفاشستية ؟




أجاب الشيخ: من أجل ديني ووطني.




غراتسياني:ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه ؟




فأجاب الشيخ: لا شئ إلا طردكم … لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله.




غراتسياني: لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم ؟.




فأجاب الشيخ: لا يمكنني أن أعمل أي شئ … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح…




ويستطرد غرسياني حديثه "وعندما وقف ليتهيأ للإنصراف كان جبينه وضاء كأن هالة من نور تحيط به فارتعش قلبي من جلالة الموقف أنا الذي خاض معارك الحروب العالمية والصحراوية ولقبت بأسد الصحراء. ورغم هذا فقد كانت شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنطق بحرف واحد, فانهيت المقابلة وأمرت بإرجاعه إلى السجن لتقديمه إلى المحاكمة في المساء, وعند وقوفه حاول أن يمد يده لمصافحتي ولكنه لم يتمكن لأن يديه كانت مكبلة بالحديد."




مهزلة المحاكمة :




عقدت للشيخ الشهيد محكمة هزلية صورية في مركز إدارة الحزب الفاشستي ببنغازي مساء يوم الثلاثاء عند الساعة الخامسة والربع في 15 سبتمبر 1931م،




وبعد ساعة تحديداً صدر منطوق الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت،




وعندما ترجم له الحكم، قال الشيخ "إن الحكم إلا لله … لا حكمكم المزيف ... إنا لله وإنا أليه لراجعون".




وهنا نقلا حرفيا لمحضر المحاكمة كما ورد في الوثائق الإيطالية :




إنه في سنة ألف وتسعمائة وواحدة وثلاثين ؛ السنة التاسعة ، وفي اليوم الخامس عشر من شهر سبتمبر ، ببنغازي ، وفي تمام الساعة 17 بقصر "الليتوريو" بعد إعداده كقاعة لجلسات المحكمة الخاصة بالدفاع عن أمن الدولة ، والمؤلفة من السادة :




- المقدم الكواليير اوبيرتو فانتيري مارينوني ، رئيسا بالوكالة ، نيابة عن الرئيس الأصيل الغائب لعذر مشروع .




- المحامي د. فرانشيسكو رومانو (قاضي مقرر) .




- الرائد الكاواليير قوناريو ديليتلو (مستشار ، أصيل ) .




- رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير جوفاني منزوني ، مستشار أصيل) .




- رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير ميكيلي مندوليا ، مستشار أصيل) ، والرئيس بالنيابة عن الرئيس الأصيل ، الغائب بعذر مشروع .




- بمساعدة الملازم بسلاح المشاة ، ايدواردو ديه كريستوفانو (كاتب الجلسة العسكري بالنيابة) .





للنظر في القضية المرفوعة ضد : عمر المتخار ، بن عائشة بنت محارب ، البالغ من العمر 73 سنة ، والمولود بدفنة ، قبيلة منفة ، عائلة بريدان ، بيت فرحات ؛ حالته الاجتماعية : متزوج وله أولاد ، يعرف القراءة والكتابة ، وليست له سوابق جنائية ، في حالة اعتقال منذ 12 سبتمبر 1931.




المتهم بالجرائم المنصوص عليها وعلى عقوباتها في المواد 284-285-286-575-576 (3) ، والمادة 26 ، البنود : 2 - 4 - 6 - 10 ، وذلك أنه قام ، منذ عام 1911م وحتى القبض عليه في جنوب سلنطة في 11سبتمبر 1931، بإثارة العصيان وقيادته ضد سلطات الدولة الإيطالية ، داخل أراضي المستعمرة ، وباشتراكه في نصب الكمائن للوحدات المعزولة من قواتنا المسلحة وفي معارك عديدة وأعمال الإغارة للسلب والنهب واللصوصية مع ارتكاب جرائم قتل بدافع نزعته إلى القسوة والتوحش ، وأعمال البطش والتنكيل ، بقصد إحداث الدمار وسفك الدماء لفصل المستعمرة عن الوطن الأم .




بعد ذلك سمح للجمهور بدخول قاعة الجلسات ، بينما جلس المتهم في المكان المخصص للمتهمين ، تحت حراسة عسكرية ، وهو طليق اليدين وغير مكبل بأغلال من أي نوع .




كما حضر وكيل النيابة العامة السينور "كواليير" أوفيتشالي جوسيبي بيديندو ، كمدعي عسكري ، والمكلف بالدفاع عن المتهم ، المحامي ، النقيب في سلاح المدفعية ، روبيرتو لونتانو .




يعلن الرئيس افتتاح الجلسة . فيحضر أيضا المترجم السيد نصري هرمس الذي يطلب إليه الرئيس الادلاء ببيانات هويته فيجيب :




- نصري هرمس ، ابن المتوفى ميشيل ، وعمري 53 سنة ، ولدت في ديار بكر ببلاد ما بين النهرين (العراق) رئيس مكتب الترجمة لدى حكومة برقة .




يكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة ، بعد تحذيره حسبما هو مقرر ، فيؤديها بصوت عال وبالصيغة التالية : (( أقسم بأنني سأنقل الأسئلة إلى الشخص المقرر استجوابه بواسطتي بأمانة وصدق ، وبأن أنقل الردود بأمانة )) .




فيوجه الرئيس ، عن طريق الترجمان ، أسئلة للمتهم حول هويته ، فيدلي بها بما يتفق مع ما تقدم ، ومن ثم ينبه عليه بالانصات إلى ما سيسمع . وعند هذه النقطة ، يثبت في المحضر طلب وكيل النيابة بإعفاء المترجم نصري من المهمة بسبب وعكة ألمت به والاستعاضة عنه بالكواليير لومبروزو ابن آرونه وماريا قاندوس ، المولود بتونس في 27 - 2 - 1891م ، ومهنته صناعي .




فيكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة ، بعد تحذيره نظاميا ؛




يتلو كاتب الجلسة صحيفة الاتهام ، فيتولى الترجمان ترجمتها للمتهم ، ويسرد بعدها قائمة المستندات والوثائق المتصلة بالدعوى ،




وبعد سردها يكلف الرئيس الترجمان بترجمتها ، حيث إن المتهم غير ملم باللغة الإيطالية ، ومن ثم يبدأ استجوابه حول الأفعال المنسوبة إليه ؛ فيرد عليها ، ويتولى الترجمان ترجمة ردود المتهم عليها .




ويثبت بالمحضر أن المتهم يرد بانتظام عن كل اتهام حسب ما جاء في محضر استجوابه المكتوب ، معترفا بأنه زعيم المقاومة في برقة وبهذه الصفة فهو الفاعل والمحرض لجميع الجرائم التي اقترفت في أراضي المستعمرة خلال العقد الأخير من الزمن ، أي الفترة التي ظل خلالها الرئيس الفعلي للمقاومة .




وردا عن سؤال ، يجيب :




منذ عشر سنوات ، تقريبا ، وأنا رئيس المحافظية . ويثبت هنا أن المتهم ظل يرد عن كل سؤال محدد حول تهمة بعينها ، بقوله : (( لا فائدة من سؤالي عن وقائع منفردة ، وما أرتكب ضد إيطاليا والإيطاليين ، منذ عشر سنوات وحتى الآن ، كان بإرادتي وإذني ، عندما لم أشترك أنا نفسي في تلك الأفعال ذاتها )) .




وردا عن سؤال ، يجيب : (( كانت الغارات تنفذ أيضا بأمري وبعضها قمت بها أنا نفسي )) .




يعطي الرئيس الكلمة لوكيل النيابة : بعد أن تناول الكلمة ، أوجز مطلبه في أن تتكرم المحكمة ، بعد تأكيد إدانة المتهم بالجرائم المنسوبة إليه ، بإصدار حكم الإعدام عليه وما يترتب عليه من عواقب .




وينهي الدفاع ، بدوره مرافعته بطلب الرأفة بالمتهم . وبعدما أعطى المتهم الكلمة كآخر المتحدثين ، يعلن الرئيس قفل باب المناقشة ، وتنسحب هيئة المحكمة إلى حجرة المداولة لتحديد الحكم




عادت المحكمة بعد قليل إلى قاعة الجلسات ؛ لينطق الرئيس بصوت عال بالحكم بالإدانة ، بحضور جميع الأطراف المعنية . فيقوم الترجمان بترجمة منطوق الحكم .




أثبت تحريريا كل ما تقدم بهذا المحضر الذي وقع عليه : كاتب المحكمة العسكري .




الإمضاء : ادواردو ديه كريستوفانو ، الرئيس (المقدم الكاواليير أوميركو مانزولي) .




كاتب المحكمة العسكرية ، الإمضاء : ادواردوديه كريستوفاني (Edoardo De Cristofano) .




الرئيس : (المقدم الكاواليير أوميركو مانزوني)




الإمضاء : أومبيرتو مانزوني (Umberto Marinoni) .




- صورة طبق الأصل -




كاتب المحكمة العسكرية بالنيابة




التوقيع




الإعدام :




في صباح اليوم التالي للمحاكمة الأربعاء، 16 سبتمبر 931م، اتخذت جميع التدابيراللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران،




واحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصاً من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم.




واحضر الشيخ عمر المختار مكبل الأيدي، وعلى وجهه ابتسامة الرضا بالقضاء والقدر،




وبدأت الطائرات تحلق في الفضاء فوق المعتقلين بأزيز مجلجل حتى لا يتمكن عمر المختار من مخاطبتهم،




وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم الشيخ إلي الجلاد، وكان وجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة وكله ثبات وهدوء، فوضع حبل المشنقة في عنقه، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يأذن في صوت خافت آذان الصلاة، والبعض قال انه تمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية" ليجعلها مسك ختام حياته البطولية. وبعد دقائق صعدت روحه الطاهرة النقية إلي ربها تشكوأليه عنت الظالمين وجور المستعمرين.




وسبق إعدام الشيخ أوامر شديدة الطبيعة بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أويظهر البكاء عند إعدام عمر المختار، فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضرباً مبرحاً بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار. ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها سياط الطليان، فصرخت فاطمة داروها العبارية وندبت فجيعة الوطن عندما على الشيخ شامخاً مشنوقاً، ووصفها الطليان "بالمرأة التي كسرت جدار الصمت".





http://www.samysoft.net/forumim/nehaya/8vovpd.gif

ابورفعت
09-01-2009, 10:28 PM
الشيخ سيد سابق










فقيه السنة المجتهد الميسّر الشيخ سيد سابق
















السيد سابق أحد علماء الأزهر تخرح في كلية الشريعة،اتصل بالإمام حسن البنا، وأصبح عضوًا في جماعة (الإخوان المسلمين) منذ ان كان طالبًا

























http://www.ikhwan.net/wiki/images/8/83/2_3987_1_15.jpg (http://www.ikhwan.net/wiki/index.php/%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9:2_3987_1_15.jpg)
























حياته
















من مواليد محافظة المنوفية مركز الباجور قريه اسطنها بدأ يكتب في مجلة الإخوان الأسبوعية مقالة مختصرة في فقه الطهارة، معتمدًا على كتب فقه الحديث وهي التي تعنى بالأحكام، مثل (سبل السلام) للصنعاني، وشرح (بلوغ المرام) للحافظ ابن حجر، ومثل (نيل الأوطار) للشوكاني، وشرح (منتقى الأخيار من أحاديث سيد الأخيار) لابن تيمية






ومستفيدًا من كتاب (الدين الخالص) للعلامة الشيخ محمود خطاب السبكي، مؤسس الجمعية الشرعية في مصر، وأول رئيس لها، الذي ظهر منه تسعة أجزاء في فقه العبادات، ومن غير ذلك من المصادر المختلفة، مثل (المغني) لابن قدامة، و(زاد المعاد) لابن القيم، وغيرهما.












قدم للمحاكمة في قضية مقتل النقراشي باشا، حيث زعموا في ذلك الوقت أنه هو الذي أفتى الشاب القاتل عبدالمجيد حسن بجواز قتله، عقوبة على حل الإخوان، وكانت الصحف تلقب الشيخ في ذلك الوقت بـ (مفتي الدماء).






و لكن برأته المحكمة، وخلت سبيله، ولكنه اعتقل مع من اعتقل من الإخوان في سنة 1949م واقتيد إلى معتقل الطور,و في هذا المعتقل كان الشيخ سيد يعقد حلقات في الفقه بعد صلاة الفجر وقراءة الأدعية المأثورات












عين بعد ذلك مديرًا لإدارة الثقافة في وزارة الأوقاف،في عهد وزير الأوقاف المعروف الشيخ أحمد حسن الباقوري






وظل الشيخ مرموق المكانة في وزارة الأوقاف، حتى جاء عهد وزيرها المعروف الدكتور/ محمد البهي، فساءت علاقته بالشيخين الغزالي وسابق، رغم أنها كانت من قبل علاقة متينة، وقد نقل الشيخان إلى الأزهر، لإبعادهما عن نشاطهما المعهود، وإطفاء لجذوتهما، وقد بقيا على هذه الحال، حتى تغير وزير الأوقاف،












انتقل الشيخ في السنين الأخيرة من عمره إلى (جامعة أم القرى) بمكة المكرمة، سعيدًا بمجاورة البيت الحرام،






وفي سنة 1413 هـ حصل الشيخ على جائزة الملك فيصل في الفقه الإسلامي، وسعدت بمشاركته فيها.






وتوفي يوم الأحد 23 من ذي القعدة 1420هـ الموافق 27/2/2000م عن عمر يناهز 85 سنة ودفن بمدافن عائلته بقرية اسطنها حيث مسقط رأسه.


















سيرته العملية
















وكان في مقتبل حياته متأثراً بالجمعية الشرعية بمصر، على يد مؤسسها الشيخ محمود خطاب السبكي، وكان من زملائه الشيخ عبداللطيف مشتهري، ثم تعرّف بعد ذلك على الإمام الشهيد حسن البنا، والتحق بجماعة الإخوان المسلمين، وكان من أنشط العاملين فيها، وكان له دور كبير في التوجيه والتربية، من خلال الأسر والكتائب، والرحلات والمخيمات، والدروس والخطب، والمحاضرات والندوات، وحين انتقل في أواخر عمره إلى مكة المكرمة حيث عمل أستاذاً بجامعة "أم القرى"، سعدتُ بزيارته، حيث كنت أقيم بمكة المكرمة أثناء عملي برابطة العالم الإسلامي، وكثيراً ما كان يصحبني لزيارته الأخ الدكتور عبدالحميد البس، وكنا نستفيد من علمه وتوجيهاته، ونأنس بحلو حديثه وطرائفه، ويروي لنا تاريخه في الجماعة، واستذكر أيام دراستي بمصر، وتتلمذي على يديه في الرحلات والكتائب والدروس. كما حصل على جائزة الملك فيصل في الفقه الإسلامي بمشاركة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي سنة 1413ه.












والأستاذ الشيخ سيد سابق، كان مع علمه وعبادته وكثرة صومه، يتوق إلى الجهاد ويمنِّي نفسه بالمشاركة مع المجاهدين، ولما سنحت له الفرصة سنة 1948م كان في أول كتيبة للإخوان المسلمين، مفتياً ومعلماً للأحكام الشرعية ومربياً للمجاهدين للقيام بدورهم في نصرة دين الله والدفاع عن بلاد المسلمين، ومحرضاً للمجاهدين على الثبات والإثخان في العدو، ومشاركاً لهم في التدرب على السلاح واستعماله في وجه أعداء الله اليهود المحتلين لفلسطين أرض الإسراء والمعراج.


















شخصيته وصفاته
















كان فقيهاً متمكناً ذا علم غزير وذهن وقاد وذكاء حاد وخلق رفيع وتواضع جم، ولسان عف، وبديهة حاضرة، ومنطق حسن، وروح مرحة، كما كان على اطلاع واسع ومتابعة للأحداث والمتغيرات، يعيش قضايا المسلمين في كل مكان، وكان علماء الأزهر يجلونه ويحترمونه لمعرفتهم بواسع علمه، وعمق فهمه وسعة أفقه، وجرأته في قول كلمة الحق. وكان موضع الإجلال والاحترام والتقدير من كبار علماء الأزهر أمثال: الشيخ محمود شلتوت، والشيخ محمد أبوزهرة، والشيخ عبدالجليل عيسى، وغيرهم.












كما كان له العديد من التلامذة الذين يذكرون فضله ويقدرون مكانته أمثال: الشيخ مناع القطان، والدكتور يوسف القرضاوي، والدكتور محمد الراوي، والدكتور أحمد العسال، والدكتور عبدالستار فتح الله سعيد، والدكتور صالح بن حميد وغيرهم.






ويُروى أنه بعد إبعاد زميله الشيخ محمد الغزالي عن الخطابة في مسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة وتعيينه خلفاً للشيخ الغزالي، ظنَّ الناس أن الشيخ سيد سابق سيداهن في خطبه، بعد أن غضب الحاكم على سلفه الشيخ الغزالي، فما كان من الشيخ سيد سابق، إلا أن جعل الخطبة عن شروط الحاكم المسلم، وذكر فيها ثلاثة عشر شرطاً بأدلتها الشرعية وشواهدها التاريخية، فكانت خطبة جامعة مانعة، عقَّب عليها أحد المشايخ الحاضرين بقوله: لقد قال الشيخ سيد سابق في خطبته كل شيء ولم يؤخذ عليه شيء. وحين ساءت الأوضاع بمصر في السبعينيات سُئل عن رؤيته للأوضاع فقال: "إن علة مصر سؤالان وجيهان"!






منهجة
















اعتمد الشيخ سيد منهجًا يقوم على طرح التعصب للمذاهب مع عدم تجريحها، والاستناد إلى أدلة الكتاب والسنة والإجماع، وتبسيط العبارة للقارئ بعيدًا عن تعقيد المصطلحات، وعمق التعليلات، والميل إلى التسهيل والتيسير على الناس، والترخيص لهم فيما يقبل الترخيص، وحتى يحب الناس الدين ويقبلوا عليه، كما يحرص على بيان الحكمة من التكليف، اقتداء بالقرآن في تعليل الأحكام.












وكان من التسهيل الذي اتبعه في منهجه الذي ارتضاه في كتابة الفقه البعد عن ذكر الخلاف إلا ما لا بد منه، فيذكر الأقوال في المسألة، ويختار الراجح أو الأرجح في الغالب، وأحيانًا يترك الأمر دون أن يرجح رأيًا، حيث لم يتضح له الراجح، أو تكافأت عنده الأقوال والأدلة، فيرى من الأمانه أن يدع الأمر للقارئ يتحمل مسئولية اختياره، أو يسأل عالمًا آخر، وهذا ما لا يسع العالم غيره.












كتب الكثير من الكتب و أهم كتاب له علي الأطلاق هو كتاب (فقه السنة)الذي سَدَّ فراغًا في المكتبة الإسلامية في مجال فقه السنة، الذي لا يرتبط بمذهب من المذاهب، ولهذا أقبل عليه عامة المثقفين الذين لم ينشأوا على الالتزام بمذهب معين أو التعصب له، وكان مصدرًا سهلاً لهم يرجعون إليه كلما احتاجوا إلى مراجعة مسألة من المسائل.












وقد انتشر الكتاب انتشارًا، وطبعه بعض الناس بدون إذن مؤلفه مرات ومرات، كما يفعلون مع غيره من الكتب التي يطلبها الناس


















قالوا عنه
















يقول الأستاذ مصطفى مشهور المرشد الخامس للإخوان المسلمين: "إن الشيخ سيد سابق له مكانته بين الإخوان المسلمين، ومؤلفاته أثّرت في الإخوان وأثْرتهم وأفادتهم وخاصة مؤلفه (فقه السنة) الذي كان ولا يزال من المصادر التي يرجع إليها الإخوان، وله أثر طيّب في تربية وتكوين ثقافة الإخوان الفقهية، حيث إن الإمام الشهيد حسن البنا قد اعتمد هذا الكتاب واعتبره مرجعاً من مراجع السنة.












والشيخ سيد سابق كان من المجاهدين على أرض فلسطين، وقد دخل السجن في قضية النقراشي سنتين، ثم أفرج عنه ليكمل مسيرته حتى لقي ربه بعد 85 عاماً من الجهاد في سبيل الله والاجتهاد الفقهي والعمل لخدمة دين الله، والله نسأل أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته".












ويقول الشيخ د. يوسف القرضاوي: "كان الشيخ سيد سابق أحد علماء الأزهر الذين تخرجوا في كلية الشريعة، وقد اتصل بالإمام الشهيد حسن البنا، وبايعه على العمل للإسلام ونشر دعوته، وجمع الأمة على كلمته، وتفقيهها في شريعته، وأصبح عضواً في جماعة "الإخوان المسلمين" منذ كان طالباً، وكان معاصراً لإخوانه من أبناء الأزهر النابهين الذين انضموا إلى قافلة الإخوان المسلمين من أمثال الشيخ محمد الغزالي، والشيخ عبدالمعز عبدالستار وغيرهما.












واشتغل الشيخ سيد سابق بالفقه لأنه الأليق بتخصصه في كلية الشريعة الإسلامية، وقد بدأ يكتب في مجلة الإخوان المسلمين الأسبوعية مقالة مختصرة في فقه الطهارة، معتمداً على كتب الفقه الحديث وهي التي تُعنى بالأحكام مثل: سبل السلام، وبلوغ المرام، ونيل الأوطار، ومنتقى الأخبار من أحاديث سيد الأخيار والمغني وزاد المعاد وغيرها.












وقد اعتمد السيد سابق منهجاً يقوم على طرح التعصب للمذاهب، مع عدم تجريحها، والاستناد إلى أدلة الكتاب والسنة والإجماع، وتبسيط العبارة للقارئ بعيداً عن تعقيد المصطلحات، وعمق التعليلات، والميل إلى التسهيل والتيسير على الناس، والترخيص لهم فيما يقبل الترخيص، فإن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه، وكما يكره أن تؤتى معصيته، وحتى يحبّ الناس الدين ويقبلوا عليه، كما يحرص على بيان الحكمة من التكليف، اقتداء بالقرآن في تعليل الأحكام. وكان من التسهيل الذي اتبعه الشيخ في منهجه الذي ارتضاه في كتابة الفقه، البعد عن ذكر الخلاف إلا ما لا بد منه، فيذكر الأقوال في المسألة، ويختار الراجح أو الأرجح في الغالب، وأحياناً يترك الأمر دون أن يرجّح رأياً، حيث لم يتضح له الراجح، أو تكافأت عنده الأقوال والأدلة، فرأى من الأمانة أن يدع الأمر للقارئ يتحمل مسؤوولية اختياره، أو يسأل عالماً آخر، وهذا ما لا يسع العالم غيره.












وحين أصدر الشيخ سيد سابق الجزء الأول من كتابه "فقه السنة" صدَّره بمقدمة للمرشد العام للإخوان المسلمين الإمام الشهيد حسن البنا، تنوّه بمنهج الشيخ سيد سابق في الكتابة وحسن طريقته في عرض الفقه وتحبيبه إلى الناس، ومما جاء في هذه المقدمة قول الإمام البنا رحمه الله: "أما بعد.. فإن من أعظم القربات إلى الله تبارك وتعالى نشر الدعوة الإسلامية وبث الأحكام الدينية، وبخاصة ما يتصل منها بهذه النواحي الفقهية حتى يكون الناس على بيّنة من أمرهم في عباداتهم وأعمالهم، وقد قال رسول الله {: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، وإنما العلم بالتعلم، وإن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، لم يورِّثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورَّثوا العلم فمن أخذه أخذه بحظ وافر". وإن من ألطف الأساليب وأنفعها وأقربها إلى القلوب والعقول في دراسة الفقه الإسلامي وبخاصة في أحكام العبادات وفي الدراسات العامة التي تقدم لجمهور الأمة البعد عن المصطلحات الفنية والتفريعات الكثيرة الفرضية، ووصله ما أمكن ذلك بمآخذ الأدلة من الكتاب والسنة في سهولة ويسر، والتنبيه على الحِكم والفوائد ما أتيحت لذلك الفرصة حتى يشعر القارئون المتفقهون بأنهم موصولون بالله ورسوله، مستفيدون في الآخرة والأولى، وفي ذلك أكبر حافز لهم على الاستزادة من المعرفة والإقبال على العلم. وقد وفق الله الأخ الفاضل الأستاذ الشيخ السيد سابق إلى سلوك هذا السبيل فوضع هذه الرسالة السهلة المأخذ الجمة الفائدة، وأوضح فيها الأحكام الفقهية بهذا الأسلوب الجميل فاستحق بذلك مثوبة الله إن شاء الله، وإعجاب الغيورين على هذا الدين. فجزاه الله عن دينه وأمته ودعوته خير الجزاء ونفع به وأجرى على يديه الخير لنفسه وللناس آمين".












ويقول الشيخ الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية السابق:












"جزى الله الشيخ سيد سابق عن أبناء الأزهر الشريف وشباب هذه الأمة خير الجزاء، فهو بحق فقيه الأمة الذي أكد وسطية هذا الدين، وفك طلاسم الفقه التي كان يصعب على العوام أن يفهموها، فقد قرأنا ونحن في شبابنا كتابه العظيم "فقه السنة" الذي أثرى المكتبة الإسلامية ويسّر الفقه لأبناء الأمة الإسلامية في مصر والعالم العربي والإسلامي، وتُرجم إلى عدد كبير من اللغات التي ينطق بها المسلمون في العالم الإسلامي، فجزاه الله عن الجميع خير الجزاء ورزق أبناءه وذويه الصبر والسلوان، وأسكنه فسيح جناته".


















من أقواله
















يقول في مقدمة كتابه "فقه السنة":












"هذا الكتاب يتناول مسائل من الفقه الإسلامي مقرونة بأدلتها من صريح الكتاب وصحيح السنة، ومما أجمعت عليه الأمة. وقد عرضت في يسر وسهولة وبسط واستيعاب لكثير مما يحتاج إليه المسلم، مع تجنب ذكر الخلاف إلا إذا وُجد ما يسوغ ذكره فنشير إليه، والكتاب يعطي صورة صحيحة للفقه الإسلامي الذي بعث الله به محمداً {، ويفتح للناس باب الفهم عن الله ورسوله ويجمعهم على الكتاب والسنة ويقضي على الخلاف وبدعة التعصب للمذاهب كما يقضي على الخرافة القائلة: بأن باب الاجتهاد قد سُد".












"إن هذه الأمة تقوم مقام النبوة وأنتم معشر المسلمين والمؤمنين تمثلون الأنبياء في تبليغ الرسالة. قال الرسول {: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين من بعدي"، ولكي نصل إلى هذا المستوى لابد من مجاهدة النقائص داخل المجتمع في جميع الأوساط وعلى كل المستويات حتى تصبح الدولة مثلاً أعلى، ويجب ألا يصدر عنها إلا الكمال والفضائل، ولن يتحقق الأدب الرفيع والخلق المنيع إلا بجهاد النقائص بجانب جهاد النفس الذي يبدأ من الفرد، حيث إنه محور وأساس التوجيه. ثم يأتي دور الأمة كأمة مسلمة يجب أن تبقى حرة مستقلة لأن لها عقائدها ولها مُثُلها ولها القيادة والريادة والسيادة، فهي أمة محمد {، وعليها أن تعد نفسها للجهاد لأن الباطل لن يكف عن مناوئة الحق، والصراع بين الحق والباطل قائم منذ قابيل وهابيل، بل منذ أن دخل إبليس على أبينا آدم وأخرجه من الجنة".












ومن أقواله أيضاً: "الأب الشرعي للضعف والضياع والذهاب هو تفرق الأمة الذي نهانا الله تعالى عنه بقوله: ولا تكونوا من المشركين (31) من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون (32) (الروم)، وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين 46 (الأنفال)، والرسول { يكشف لهذه الأمة عن هذه السنة الاجتماعية، ويبين أن الهلاك الطبيعي نتيجة حتمية للتفرق، والإسلام يحاول ما استطاع أن يعالج الصلات حين تتعرض للوهن. ومن بداية الأمر فلا ينبغي أن يترك أمر الأمة حتى يستفحل الخلاف، بل لا بد من علاج أسبابه. وقد دعانا القرآن الكريم إلى ذلك، قال الله تعالى في محكم كتابه: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا 59 (النساء)، وقد حذرنا القرآن الكريم من الأساليب التي يلجأ إليها الأعداء ولعل أمضى الأسلحة في يدهم هو إيجاد الخلاف بين الأمة الإسلامية".












"إن (إسرائيل) عدو المسلمين اللدود الذي يناصبنا ونناصبه العداء المستمر، تعد الآن دعاتها لبث سمومها بين الشباب المسلم، فقد قابلت مرة أحد الإخوة الفلسطينيين الذين يعملون في حقل التعليم فقال لي: لقد لقيت مرة يهودياً منكباً على حفظ كتاب الله وأحاديث الرسول { فسألته: لِمَ تقوم بهذا العمل؟ فقال لي: لكي نحاججكم به، فأنتم عاطفيون تتحكم فيكم عواطفكم، فعندما نجادلكم سنلجأ إلى الاستشهاد بما جاء في القرآن وبما قال نبيكم ونذكر لكم بعض الأمثال العربية التي تؤيد قضيتنا، فتستسلمون عندئذ لدعوانا وتؤمنون بصحتها".


















حكايات تروى:
















يروى أنه أُوفد رسمياً إلى الاتحاد السوفييتي في الستينيات لحضور أحد المؤتمرات للحديث عن الإسلام، وما إن خرج من المطار بصحبة المسؤول الرسمي الذي جاء لاستقباله، حتى فوجئ بحشد ضخم جاء لاستقباله في موسكو بين مقبل يديه أو رأسه، وبين هاتف باسمه، فتعجب الشيخ سيد وقال متسائلاً: كيف عرفتموني؟ فكان الرد: لقد عرفناك من كتابك "فقه السنة" الذي ترجم إلينا، وقد أخذ جمهور المستقبلين يلوحون بالكتاب المترجم.. يقول الشيخ سيد سابق: فلم أتمالك نفسي من البكاء، إذ لم أكن أتصور أن فضل الله علي سيبلغ بي إلى هذا الحد.












ومما يحكى عنه أنهم حين قبضوا عليه في قضية مقتل النقراشي، وسألوه عن "محمد مالك" الذي ضخمت الصحافة دوره واعتبروه أكبر إرهابي، وقد اختفى ولم يعثروا عليه، فلما سألوا الشيخ سيد سابق: هل تعرف شيئاً عن مالك؟ قال: كيف لا أعرفه وهو إمام من أئمة المسلمين، وهو إمام دار الهجرة رضي الله عنه؟ قالوا: نحن لا نسألك عن الإمام مالك، بل عن مالك الإرهابي قال: أنا رجل فقه أعرف الفقهاء ولا أعرف الإرهابيين.


















وفاته
















توفي الشيخ سيد سابق مساء يوم الأحد 23 من ذي القعدة 1420ه 27-2-2000م، عن عمر يناهز 85 سنة، وفي يوم الإثنين تم تشييع الفقيد بعد الصلاة عليه ودفنه، دون أن يقام سرادق للعزاء كما جرت العادة في مصر وذلك بناء على وصيته بالاكتفاء بالصلاة والتشييع فقط.












رحم الله أستاذنا الكبير وشيخنا الجليل مؤلف "فقه السنة" الفقيه المجتهد خادم السنة الشيخ سيد سابق، وأسكنه الله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحشرنا معهم برحمته.. والحمد لله رب العالمين.






























أهم مؤلفاتة











فقه السنة
مصادر القوة في الإسلام.
الربا والبديل.
رسالة في الحج.
رسالة في الصيام.
تقاليد وعادات يجب أن تزول في الأفراح والمناسبات.
تقاليد وعادات يجب أن تزول في المآتم.
العقائد الإسلامية.
إسلامنا
لة الكثير من الكتب والمحاضرات والأبحاث والمقالات







http://www.samysoft.net/forumim/nehaya/8vovpd.gif

alaa eid
09-02-2009, 05:42 PM
جزاك الله كل خير


موضوع رائع الله ينور

ابورفعت
09-02-2009, 05:54 PM
اشكرك جدا الاء على مرورك
جزاكى الله خير

Marwa Mahmoud
09-02-2009, 08:04 PM
الله يفتح عليك مجهود رائع

جزاك الله كل خير

ابورفعت
09-02-2009, 09:23 PM
تسلمى مرمر على مرورك
جزاكى الله خير

ابورفعت
09-06-2009, 07:46 PM
الشيخ محمد بن عثيمين

عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية

(1347 ـ 1421هـ)
http://www.ashefaa.com/a3lam/shekh/a3lam-ashefaa-8.jpg


أولاً: بيانات عامة
.اسم العائلة: ابن عثيمين.
.الاسم: محمد بن صالح بن محمد بن عثيمين الوهيبي التميمي.
.تاريخ ومحل الميلاد: 27 رمضان 1347هـ، في مدينة عنيزة، بالقصيم.
.الجنسـية: سعودي.
.الحالة الاجتماعية: متزوج، عدد البنين: (5). عدد البنات: (3).
.تاريخ وفاته: 15 شوال 1421هـ.

ثانياً: دراسته وشيوخه
قرأ الشيخ ابن عثيمين القرآن على يد جده لأمه، الشيخ عبد الرحمن السليمان الدامغ، فحفظه، ثم اتجه إلى طلب العلم، فتعلم الخط والحساب وبعض فنون الأدب. وكان الشيخ عبد الرحمن السعدي قد أقام اثنين من طلبة العلم عنده ليدرسا للطلبة الصغار؛ أحدهما، الشيخ علي الصالحي، والثاني، الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع. فقرأ عليه مختصر العقيدة الواسطية للشيخ عبد الرحمن السعدي ومنهاج السالكين في الفقه للشيخ عبد الرحمن كذلك، والأجرومية والألفية. كما قرأ على الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان في الفرائض، وعلى الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، الذي يعد شيخه الأول، إذ لازمه وقرأ عليه التوحيد والتفسير والحديث والفقه وأصول الفقه والفرائض ومصطلح الحديث والنحو والصرف. وقرأ على الشيخ الراحل عبد العزيز بن باز شيخه الثاني. ولما فُتحت المعاهد العلمية، في الرياض، التحق بها عام 1372هـ. وبعد سنتين تخرج وعُيِّن مدرساً في معهد عنيزة العلمي، مع مواصلة الدراسة، انتساباً، في كلية الشريعة، ومواصلة طلب العلم، على يد الشيخ عبد الرحمن السعدي.

تابعونى

ابورفعت
09-06-2009, 07:47 PM
ثالثاً: مسيرته العلمية ومؤلفاته


في عام 1371هـ، جلس ابن عثيمين للتدريس في الجامع الكبير بعنيزة. ولما تُوفي الشيخ عبد الرحمن السعدي تولى الشيخ ابن عثيمين إمامة الجامع، والتدريس في مكتبتها الوطنية، إضافة إلى التدريس في المعهد العلمي. ثم انتقل إلى التدريس في كليتي الشريعة وأصول الدين، بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم، إضافة إلى عضوية هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.
وللشيخ نشاط كبير في الدعوة إلى الله، وتبصير الدعاة في كل مكان، وقد اشتهر بالتقشف والتواضع وكان منزله في عنيزة بسيطاً، كما كان زاهداً في حياته، إلى درجة كبيرة. وقد ترك ابن عثيمين ثروة علمية هائلة، ما بين شروحات كتب ورسائل علمية وأشرطة سمعية، من أبرزها: تلخيص كتاب "الحموية"، وهو أول كتاب، يُطبع له في 8 ذي القعدة 1380هـ؛ وتفسير آيات الأحكام؛ ومصطلح الحديث والوصول في علم الأصول؛ ورسالة في الوضوء والغسل والصلاة؛ ورسالة في كفر تارك الصلاة؛ ومجالس رمضان؛ والأضحية والزكاة والمنهج لمريد الحج والعمرة؛ وتسهيل الفرائض؛ وشرح لمعة الاعتقاد؛ وشرح الواسطية، وعقيدة أهل السنة والجماعة؛ والقواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى؛ ونيل الأدب من قواعد ابن رجب؛ والضياء اللامع من الخطب الجوامع؛ والفتاوى النسائية وزاد الداعية إلى الله عز وجل، وهي الرسالة الأولى من سلسلة أُطلق عليها العقد الثمين من محاضرات الشيخ العثيمين.


تابعونى

ابورفعت
09-06-2009, 07:49 PM
رابعاً: منهجه في التدريس
يُعد الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، من العلماء الربانيين، الذين حباهم الله بالذكاء والفهم والدقة والحرص على التحصيل، والهمة العالية، إضافة إلى الزهد والورع، وهما صفتان نبيلتان اتصف بهما الأنبياء والتزم بهما العلماء الذين جعلوا من منهج الأنبياء صورة حية يعيشونها ويطبقونها في واقع حياتهم. وما الشيخ ـ رحمه الله ـ إلا صورة من هؤلاء. وقد أخذ الشيخ ـ رحمه الله ـ عن علماء كثيرين، ولا يمكن حصر من تتلمذ على الشيخ، لأنهم ازدحموا في مجلسه، لا سيما في السنوات الأخيرة، بما يزيد على خمسمائة طالب، ويرجع ذلك لعدة عوامل منها:

. صدقه رحمه الله وإخلاصه في تعليم العلم، وبذل نفسه في ذلك.
. وضوحه في الأداء سواء في ما يرجع إلى اللفظ، أو ما يرجع إلى المعنى، فكان في غاية الوضوح مع قوة الأسلوب، وجزالة العبارة، التي يفهمها عامة الناس، فضلاً عن طلاب العلم.
. طريقته الفذة في التدريس.
. عدم تعصبه وجموده على مذهب معين، بل كان رحمه الله متبعاً للدليل.
. استجابته للدعوات الموجهة إليه لإلقاء المحاضرات.
. كثرة الأشرطة العلمية، التي سجلت له، سواء في ما يتعلق بشرح المتون أو إلقاء المحاضرات.
أما منهجه العلمي، فكان اتباعه لما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم. فقد كان ـ رحمه الله ـ متجرداً للحق، حيثما ثبت الدليل يمم وجهه إليه، وحيثما وجد الحق فهو ضالته ومطلبه. وكان ـ رحمه الله ـ إذا اخذ بقول، ثم تبين له رجحان غيره من حيث الدليل، رجع عن قوله الأول، ولذلك أمثلة منها:


. كان يرى أن الكدرة قبل الحيض لها حكم الحيض إذا وجدت القرائن كأوجاع العادة، ثم رجع عن هذا واعتبر الحيض هو الدم دون ما تقدمه من كدرة ونحوها.
. أن دم النفاس لا حد لأكثره، ثم رجع عن ذلك واعتبر حده أربعين يوما.
. أن المستحاضة تتوضأ لوقت كل صلاة، ثم رجع عن ذلك وان طهارتها باقية ما لم يتجدد حدث آخر.
. استحباب جلسة الاستراحة مطلقا، ثم رجع عن ذلك إلى استحبابها عند الحاجة. وغير ذلك.
اتخذ الشيخ رحمه الله منهجا في التدريس، مخالفا للأساليب التي ينتهجها العلماء في وقته، فيأخذ اللفظ الذي يريد شرحه سواء كان من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من متون أهل العلم فيتعرض لجانبه العقدي والفقهي، واللغوي، والنحوي وغير ذلك من الجوانب، فيظل طول الدرس يشرح مع ضرب الأمثلة والتكرار عند الحاجة وتقسيم المسألة إلى أقسام وصور مما يقرب فهم ذلك للطلبة.
اهتم رحمه الله تعالى بطلابه، وحرص على تذليل الصعاب التي تواجههم في مسيرتهم العلمية، وذلك انه خصص للمغتربين منهم سكنا مجانيا توفر فيه جميع سبل الراحة من المأكل والمشرب وغير ذلك. كما هيأ مكتبة داخل السكن تضمنت سائر أنواع الفنون. ومن اهتمامه بطلابه كذلك، عيادة مريضهم، وزيارتهم، وتفقد أحوالهم، وإعانتهم، والشفاعة لهم.

صرف الشيخ رحمه الله من وقته لإخوانه في الخارج، ويتمثل ذلك بما يلي:

. إلقاء المحاضرات والدروس في المراكز الإسلامية عن طريق الهاتف، ومنها ما يكون دورياً كل شهر.
. اتصاله بهم أثناء أزماتهم ومصائبهم، ومن الأمثلة على ذلك انه كان على اتصال بإخوانه في البوسنة والهرسك إلى انتهاء تزمتهم، وكذا إخوانه بالشيشان.
. حثه لبعض طلبته على السفر للخارج بغرض الدعوة إلى الله عز وجل.
وللشيخ ابن عثيمين مواقف عديدة، انبثقت عن فهم صحيح للإسلام ووسطيته ومنهاجه العادل، وعن فهم سليم لمهمة العالم الداعية. وهذا الفهم لمقاصد الدعوة، جعل منه العالم الذي يحرص الناس على الاستفادة من علمه. فكان كبيراً في عيونهم، رفيع القدر عندهم. لم يكن ابن عثيمين الواعظ المرتجل، بقدر ما كان عالماً وداعية ذا منهاج واع، استوعب احتياجات المسلمين، وحدد الموضوعات التي، تحتاج إلى معالجة، حسب أولوياتها، معتبراً أن نشر عقيدة أهل السنة والجماعة في مقدمة مهام الداعية في هذا العصر، لأهميتها في حياة المسلم وآخرته، كما أشار، رحمه الله، في مقدمة كتاب "عقيدة أهل السنة والجماعة". ولا شك أن مجموع الجهود، التي بذلها في مجال العقيدة، كانت ترتكز على ضوابط الكتاب والسنة، وما حدده علماء السلف في ذلك، ملاحظاً خلال جهوده السعي إلى إصلاح ما فسد من عقائد، عملت على نشرها وإشاعتها بين الناس، اتجاهات غير صحيحة، انحرفت عن الوجه الحق، الذي كان عليه أهل السنة والجماعة، وهادفاً إلى ربط المسلمين بمنهاج الأسوة الحسنة، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وبما أُنزل عليه من الكتاب والحكمة، معتبراً أن ذلك هو طريق صلاح العباد واستقامة أحوالهم في دينهم ودنياهم، وهو الطريق الذي ترك النبي صلى الله عليه وسلم عليه أمته.
أما في حياة الخلق، فقد حرص على صحة البناء الاجتماعي للمسلمين، وكان يراه من أولويات عمل الداعية ومتابعته. ولعله، رحمه الله تعالى، وجد في قضايا الحقوق وتعليمها للناس، والتأكيد عليها في المحاضرات والدروس والكتب والمواعظ، خير وسيلة لصيانة البنيان الاجتماعي، في البيئة الإسلامية وفي حياة المسلمين، ملاحظاً، كذلك، أن الحديث عن الحقوق يفرض الحديث عن الواجبات، لما بين الحق والواجب من اقتران في الشريعة الإسلامية. ويتضح اهتمامه في هذا الجانب الأساسي من حياة المسلمين، في كتابه "حقوق دعت إليها الفطرة وقررتها الشريعة"، الذي بدأه ببيان حقوق الله ورسوله على المسلم، ومن ثم أبان ـ رحمه الله ـ الحقوق الأخرى، التي تصون البنيان الاجتماعي للمسلمين، مثل حق الوالدين، وحق الأولاد، وحقوق الأقارب، وحق الزوجين، وحق الجيران، وحقوق المسلمين عامة، ثم حقوق غير المسلمين.

لقد انتهج الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، منهاج علماء السلف في أعماله العلمية، ونهجه الدعوي، وطرق التربية والتعليم الأخلاقي، ومن عرفه عن كثب عرف في منهاجه ما كان عليه سلف الأمة، ولعل ابرز الملامح في منهاجه رحمه الله:


. حرصه الشديد على التقيد بما كان عليه السلف الصالح في الاعتقاد، علماً وعملاً ودعوة وسلوكاً، وذلك مقترن بالتنفير والتحذير مما يخالف ذلك.
. الحرص على صحة الدليل، وصواب التعليل، ووضوحه ومناسبته.
. الربط بين العمل الدعوي والتقعيد الفقهي، ضماناً لسلامة أعمال الدعوة وما يضعه الدعاة، بين أيدي الناس من كتب مذكرات وغيرها.
. العناية بمقاصد الشريعة الإسلامية وقواعد الدين، لأن ذلك مناط الحكم الإسلامي الذي أمر به الله سبحانه وتعالى.
. الاعتدال والتوسط في المنهاج والسلوك، والفهم والتقيد، في ذلك بما كان عليه السلف الصالح.
. الاهتمام بالتطبيق والعناية بالأمثلة والتخريج.
. التيسير الذي يبعد الداعية عن التعقيد أو التنفير.
. البعد عن التعصب والتقليد الأعمى، والحرص على التوفيق بين النص والمصلحة.
وقد حرص ـ رحمه الله ـ على بيان العلاقة بين الولاة والرعية، موضحاً أن الولاة هم الذين يتولون أمور المسلمين، سواء كانت الولاية عامة أم خاصة. وكان رحمه الله يعلم طلابه الحقوق المتبادلة بين الرعية وراعيها، معتبرا ان حقوق الرعية على الولاة ان يقوموا بالأمانة التي حملهم الله إياها والزمهم القيام بها من النصح للرعية والسير بها على النهج القويم الكفيل بمصالح الدنيا والآخرة وذلك باتباع سبيل المؤمنين وهي الطريق التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن فيها السعادة لهم ولرعيتهم ومن تحت أيديهم وهي أبلغ شيء يكون به رضا الرعية عن رعاتهم والارتباط بينهم وطاعتهم في أوامرهم وحفظ الأمانة في ما يولونه إياهم، مؤكداً أن من اتقى الله سلم من الناس، ومن أرضى الله كفاه الله شر الناس وأرضاهم عنه، لأن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء.
وأما حقوق الولاة على الرعية، فكان يحرص على تعليمها للناس، وهي النصح لهم في ما يتولاه الإنسان من أمورهم، وتذكيرهم إذا غفلوا، والدعاء لهم إذا مالوا عن الحق، وامتثال أمرهم في غير معصية الله، لأن في ذلك قوام الأمر وانتظامه، وفي مخالفتهم وعصيانهم انتشار الفوضى وفساد الأمور، ولذلك أمر الله بطاعته وطاعة رسوله وأولي الأمر، فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
وله رحمه الله موازنات في مجال الحكم، بين حكم الشريعة الإسلامية، الذي يوفر الاستقرار الاجتماعي والسياسي في المجتمع المسلم، كما هي الحال في المملكة العربية السعودية، والتعددات السياسية الحزبية. يقول، رحمه الله، في خلاصة له لذلك: "الواجب على الحكومة في أي بلد من البلدان الإسلامية، الرجوع إلى الكتاب والسنة وتوحيد الأحزاب السياسية على حزب واحد، وهو حزب الله، المنفذ لشريعة الله. وهذا الحزب لن يضر بالأمة الإسلامية، مثل ما يحصل من التعدد الحزبي. وقد أشار الله، عز وجل، في القرآن الكريم، إلى أن التعدد الحزبي، يورث التنازع والاختلاف. والتنازع هو سبب الفشل، قال سبحانه: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" وقال كذلك: "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم". لقد كانت حياته، رحمه الله، حياة جد وكفاح، وعمل دؤوب، لمصلحة الإسلام والمسلمين، تعليماً ووعظاً ونصحاً وتأليفاً.



تابعونى

ابورفعت
09-06-2009, 07:50 PM
خامساً: مرضه وموته

تُوفي الشيخ ابن عثيمين، يوم الأربعاء 15 شوال 1421هـ، عن عمر يناهر 74 عاماً، متأثرا بمرض السرطان، في مستشفى الملك فيصل التخصصي بمدينة جدة، الذي تلقى فيه العلاج الأخير.

وكان الشيخ قد عولج من المرض في المستشفى نفسه بالرياض، ونقل بطائرة خاصة قبل وفاته بشهر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج من المرض الخبيث. وفضل الفقيد أن يموت بقرب بيت الله الحرام، بعد أن علم بأن المرض قد بلغ مداه، ولم يمنعه ذلك من إلقاء الدروس والمحاضرات في مدن المملكة المختلفة، وكان آخر درس له، ألقاه في المسجد الحرام.
صُلي على الشيخ ابن عثيمين في المسجد الحرام، بعد صلاة عصر الخميس، 16 شوال 1421هـ. وقد اكتظ المسجد، قبيل صلاة العصر بحشود من طلاب الشيخ ومحبيه. وقد تقدم المصلين عدد من الأمراء، وعدد كبير من العلماء، وأعضاء هيئة كبار العلماء، ورجال الفكر الإسلامي، والمشايخ، وطلبة العلم. ودفن بمقابر العدل بمكة المكرمة، بالقرب من قبر الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله


عليه رحمة الله

خالد أبوسعده
09-16-2009, 04:50 PM
موضوع جميل جدا يا ابو رفعت

استفدت منه جدا

جزاك الله كل خير

ahmedko
09-16-2009, 10:28 PM
الله يفتح عليك و يباركلك يا اخى
موضوع فوق الرائع