المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفروق الجغرافيه بين القرى والمدن



eslam mamdouh
10-22-2008, 01:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


الفرق بين المدينه والقريه
قام العلماء بوضع عده فروض وظواهر على اساسها يتم التفريق بين النمط العمرانى الموجود سواء قريه او مدينه , وتلك الظواهر والاسس النظريه هى:
1- الظاهره الاحصائيه
2- الظاهره السلوكيه
3- الظاهره التاريخيه
4- الظاهره الاداريه
5- الظاهره الشكليه للنمط العمرانى
6- الظاهره الوظيفيه

وتلك العوامل السابقه تتجمع فيما بينها للتفريق بين القريه والمدينه , ويلاحظ ان كل عامل من تلك العوامل بشكل منفرد لا يصلح لان يكون وحده عامل للتفريق ولكن يجب ان تكون تلك العوامل مجتمعه ويتم تحديدها على اساس عملى سليم .
وفيما يلى نستعرض تلك العوامل بشكل تفصيلى:


اولا الظاهره الاحصائيه:

وهى فكره تتخذها بعض الدول فى التفريق بين القريه والمدينه على اساس تعداد السكان فى كل منهما فهناك دول تتخذ رقم سكانى معين فى الفصل بين القريه والمدينه مثل (فرنسا - المانيا –تركيا) فتتخذ تلك الدول تعداد السكان الاحصائى 2000 نسمه فعندما تبلغ المحله العمرانيه اكثر من 2000 نسمه يطلق عليها اسم مدينه . ويلاحظ ان ذلك الرقمه يتغير فى كل فتره من الفترات , فقد كان ذلك التعداد من قبل يساوى 8000 نسمه . وبعض الدول تتخذ الرقم الاحصائى 2500 نسمه .
ويلاحظ ان التعداد الاحصائى للسكان لا يمثل دليل قوى فى اغلب الاحيان ولا يمثل معامل تفريق اساسى
فمثلا قد تبلغ المحلات العمرانيه تعداد احصائى كبير من السكان , ولكن عوامل المدنيه الاخرى للتتوافر فيها فمثلا تخلف اسلوب المعيشه تخلف النواحى الاداريه تفتقد الى قدر كبير من وجود التخصصات الدقيقه بها وخلافه.
http://alanany.files.wordpress.com/2008/06/attaba1.jpg

فمثلا فى المكسيك هناك قريه يزيد عدد سكانها عن 87 الف نسمه ومع ذلك جميع المظاهر والاساليب الاخرى بها لا تدل الا على انها مجرد قريه , وبالمثل فان فى مصر قريه تسمى قريه المعتدمه يبلغ عدد سكانها حوالى 200 الف نسمه ولكنها رغم ذلك تظل قريه .

ويرتبط ذلك بالفكر الاحصائى التعدادى للسكان فى المدن والقرى فكره مقدار التفريق من خلال اختلاف حجم الكثافه فى كل منهما , فيلاحظ ان المدينه تتميز بالكثافه السكانيه العاليه فى بقعه محدوده من الارض على عكس القريه التى تتميز بكثافتها المنخفضه فى اغلب الاحيان .

ولكن تلك الظاهره(التفريق من خلال الكثافه السكانيه) لا تعتبر عامل حاسم ولا عامل تفريق قوى , فقد تختلف نسبه الكثافه الكسانيه فى المدينه الواحده على درجات احياءها السكانيه المختلفه تبعا لدرجه رقى كل حى من تلك الاحياء .

مثال على ذلك مدينه الاسكندريه هناك اجياء بها تزيد نسبه كثافتها عن 90 الف نسمه (منطقه الجمرك- القبارى – كرموز) بينما هناك احياء اخرى وهى الاحياء الراقيه لات تزيد نسبه الكثافه السكانيه بها عن 1000 نسمه / كم مربع .

هناك احد العلماء يسمى (مارك جيفارسون): له العديد من النظريات العلميه فى مجال جغرافيه العمران , قد ذكر ان عامل التفريق بين القريه والمدينه فى نظره من خلال نسبه الكثافه يكون (10 الاف نسمه / كم مربع)
ولكن كما ذكرنا سابقا يظل ذلك العامل منفرد غير حاسم فى التفريق بين المحلات العمرانيه المختلفه المدن والقرى.
ثانيا الظاهره السلوكيه:

هناك العديد من العوامل التى تساعد على التفريق بين ساكن القريه وساكن المدينه من الناحيه السلوكيه والاخلاقيه والعادات والتقاليد ويمكن ان نستخلص تلك الفروق فى الظواهر الاتيه:

1- سكان القريه فى الغالب يتميزون بالتجانس والتقارب الشديد وذلك ناتج على قله عددهم فجميعهم فى الغالب يعرفون بعضهم معرفه شديده , وهناك علاقات اجتماعيه عديده تربط بينهم مثل علاقات العمل الحرفى المشترك سواء فى الزراعه او صيد الاسماك او تربط بينهم علاقات اجتماعيه مثل درجات القرابه بمختلف انواعها والمصاهره. على العكس من ذلك نجد سكان المدينه فهم فى الغالب يتميزون بالعدد السكانى الكبير وروابط الصله بينهم فى اضيق الحدود وعلاقات العمل فى على نطاق العمل فقط .

2- تتميز المدينه عن القريه باختلاف المستويات الماديه بها وذلك ينعكس بدوره على كافه انماط المعيشه , وذلك فى بعض الاحيان ادى الى اختلاف العادات والتقاليد والمفاهيم الاجتماعيه , على عكس القريه التى تتقارب بها بشكل كبير كافه المستويات الاجتماعيه , مما ادى الى زياده الترابط والمحافظه على العادات والتقاليد والقيم والمفاهيم الاجتماعيه.

3- تتميز القرى عن المدن بوجود علاقات وروابط قويه ادت الى التماسك والترابط والاهتمام ووجود نوع من انواع المجاملات بين اهل القريه الواحده فى الافراح والمآتم وعلى العكس من ذلك نجد المدينه التى يتميز سكانها فى الغالب بقدر كبير من الانعزاليه , ووجود العلاقات الاجتماعيه وفكر المجاملات فى اضيق الحدود.
4- تتميز المدينه بوجود قدر كبير من الاقليات سواء الاقليات الدينيه او الاقليات العرقيه ,والاقليات الجنسيه
وذلك يتمثل فى جاليات الدول المختلفه فى المدن الكبرى , ووجود مناطق سكنيه معينه يسكن فيها سكان لهم اختلافات عرقيه ودينيه عن سكان تلك المدن , وعلى العكس من ذلك نجد القريه.


ثالثا الظاهره التاريخيه:

ويقصد بالظاهره التاريخيه وجود مدن معينه كانت فى بدايه ظهورها مدن بالغه القوه , ثم بعد ذلك بدأ نفوذها يقل وقوتها تضمحل مما ادى الى انتهاء وجودها السياسى واضمحلالها. وهناك بعض المدن الاخرى التى كان يطلق عليها منذ نشأتها مدينه ولكن جميع مظاهر العمران بها لا تدل سوى على انها مجرد قريه( مثل الاسكندريه القديمه كان عدد سكانها لا يزيد عن 8000 نسمه وكانت جميع الشواهد العمرانيه بها والحرف والنشاط الاقتصادى لا يدل الا على انها قريه , ولكن لان الاسكندريه فى الاصل عندما انشأها الاسكندر الاكبر كانت مدينه فظل يطلق عليها مدينه على الرغم من كل شى.
وبالمثل فقد كان هناك ما يعرف باسم ( مدن الكارفان الرومانى) التى انشأت خصيصا بهدف ان تضم جيوش الحاميات الروماينه , وقد تمركز فى تلك المدن العديد من جمود الحاميات الرومانيه مما ادى الى نمو تلك المدن وازدهارها بشكل وسرعه كبيره , ولكن سرعان ما انتهى وجود تلك المدن مع انتهاء وجود تلك الحاميات الرومانيه
http://www.mlahanas.de/Greeks/Cities/AlexanderAlexandria.jpg

وهناك كذلك ما يعرف باسم مدن الاشباح فى الولايات المتحده وتلك المدن تكون نتيجه قدوم المغامرون الى الولايات المتحده بحثا عن الذهب , وعندما اتى هولاء المغامرون الى الولايات المتحده تجمعوا فى مدن فى اماكن وجود الذهب , ولكن بعد انتهاء رحله البحث عن الذهب ونفاذ كميات الذهب الموجوده فى تلك المناطق رحل هولاء المغامرون تاركين تلك المدن خاليه تماما ( ولذلك يطلق عليها مدن الاشباح).[/SIZE


]رابعا الظاهره الاداريه:

المدينه تتميز بانفرادها فى وجود مناطق الخدمات والمناطق الدارايه الاساسيه فى الدول وجود الشخصيات الاداريه المختلفه , فالمدينه يوجد بها المصالح الحكوميه الاساسيه والمانى الاداريه ومبانى الوزارات والمديريات المختلفه على عكس القرى التى لا توجد بها مثل تلك المبانى والمنشأت.

وحتى منذ القدم فللمدن فقط الحق فى اقامه المبانى القياديه الكبرى والمبانى العسكريه والاسوار الحاميه والحصون الحربيه بمختلف انواعها , على عكس القرى فليس لها الحق فى ذلك , ولكن تكون حمايتها قائمه من حمايه المدن نفسها.

ومن مظاهر الظاهره الاداريه كذلك ان فى بعض الدول يكون العامل الوحيد فى تحويل القرى الى مدن هو قرار سياسى او قرار جمهورى ولا شى اخر غير ذلك ( كما هو الحال فى مصر )
http://www.tasmeemonline.com/images%5Cversions%5C3%5C319.jpg


خامسا الظاهره الشكليه للنمط العمرانى:

يختلف الشكل النمطى البنائى للقرى عن المدن اختلاف كبير واضح بكل المقاييس. فالمدن تتميز بمبانيها العملاقه , ومساكنها المتعدده المختلفه والمتميزه فى الشكل الجمالى المعمارى , وشوارعها مدروسه وانشأها على اسس علميه سليمه , التنظيم المختلف البنائى على كافه الاشكال الممكنه . على عكس مبانى القرى والتى تتميز فى الغالب بانها مبنيه من الطوب اللبن ومن طابق واحد او 3 على اقصى حد وشوارعها غير ممهده ومرصوفه بالشكل الملائم المناسب.

ولكن فى الوقت الراهن لم يصبح ذلك العامل عامل تفريق قوى , وذلك لاتجاه بعض الدول للاهتمام بالريف ومن ذلك الاهتمام بمبانيه وعمل عمليات التخطيط المختلفه اللازمه للانشاء .

ويقع تحت الظاهره السابقه كذلك ان المدن تتميز بوجود المحلات والمتاجر و البورصات الكبرى على عكس القرى التى تفتقد الى ادنى قدر من تلك المميزات.
سادسا الظاهره الوظيفيه:



من اكثر المقولات شهره عن تلك الظاهره ان المدينه هى التى يعمل سكانها داخلها وبينما القريه هى التى يعمل سكانها خارجها , بمعنى ان القريه من الناحيه الوظيفيه لا تملك العوامل الكافيه لجذب الايدى العامله , بل على العكس فهى مصدر طارد للايدى العامله ويعمل سكانها فى الغالب خارجها , ويكون ملاذ العمل لهولاء السكان هى المدن المتعدده فى الحرف والانشطه الاقتصاديه والتى ترتفع بها نسبه الاجور عن المدن .

ويندرج فى سياق تلك الظاهره كذلك ان المدن تتميز بتعدد الحرف والانشطه الاقتصاديه والوظيفيه بها , وتعدد مجالات الحرف بها وتعدد فرص العمل بها , على عكس القرى التى فى الغالب يعمل سكانها على حرفه واحده فقط( مثل قريه محله ابو على بالقرب من طنطا والتى يشتهر سكانها بصناعه الستائر وزخرفتها الونقوش المختلفه الموجوده عليها, بينما هناك القرى المصريه المعروفه بالصناعات البدائيه مثل صناعه الاكلمه و صناعه المنسوجات الصوفيه .
[SIZE="6"] ومن العرض السابق يمكن ان تستنج الاتى



هناك مجموعه من العناصر اللازمه التواجد مجتمعه ومتضافره ليتم التفريق بين القرى والمدن وتلك العوامل هى المذكوره سابقا .

ونلاحظ من تلك الظواهر

1- الاختلاف الملحوظ بين الكثافه السكانيه وحجم السكان بين القرى والمدن.
2- تعدد النشاط الوظيفى للمدن على عكس القرى التى تتميز بوجود حرفه اساسيه فى الغالب بدائيه.
3- تتميز المدن بتعدد الاقليات الدينيه والعرقيه , وتعقد ظروف المعيشه والروابط الاجتماعيه. والاختلاف الملحوظ فى القيم الاجتماعيه والعادات والتقاليد بين سكان المدن وسكان القرى.
4- المدينه تمثل مركز اشعاع ثقافى وعلمى كبير وتتعدد بها المدارس والجامعات والمكتبات الخاصه والعامه على عكس القرى.
5- اختلاف النمط العمرانى والهندسى البنائى بين القرى والمدن بشكل ملحوظ.
6- تنفرد المدينه بوجود التخصصات النادره بها فى مختلف المجالات مثل المجال الطبى ( الجراحات المتخصصه بمختلف انواعها والامراض المستعصيه ) وفى المجال الهندسى ( مثل المكاتب الهندسيه والمكاتب الاستشاريه الكبرى , ومكاتب الانشاء , ومراكز فنون العماره) وغيرها من التخصصات النادره.
7- تتميز المدينه بالحركه المستمره صباحا ومساء بشكل لا ينقطع مما يدل على تعدد المهام والمشاغل ومجالات العمل , على عكس القرى التى يشعر الفرد فيها بالهدوء التام بعد وقت الغروب تقريبا)





شكرا على متابعتكم

eslam mamdouh
10-22-2008, 01:53 AM
نقلا عن الفرقه الرابعه شعبه الخرائط ةالمساحه ركن المحاضرات للاهميه العلميه

AYMAN GAMAL
10-22-2008, 04:35 PM
الله ينور

وسواء هنا او هنا

بجد الموضوع هايل

eslam mamdouh
10-22-2008, 05:38 PM
ربنا يكرمك يا ايمن

وبجد بجد الف شكر ليك

وجزاك الله كل خير

magdysa3ed
11-05-2008, 06:35 PM
والله انت راجل زى الفل

eslam mamdouh
11-05-2008, 06:44 PM
رنبا يكرمك يا مجدى

والف شكر على دخولك ومشاركتك

مختار الحسانين
04-03-2009, 02:05 PM
موضوع مميز والله

Marwa Mahmoud
04-09-2009, 08:57 AM
بحييك على مجهودك الرائع

يشكرك جداا على الموضوع الجميل ده

ربنا يكرمك يا رب

eslam mamdouh
08-22-2009, 01:14 PM
شكرا لحضراتكم جدا

وجزاكم الله كل خير