المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تلوث الهواء من منظور جغرافى



eslam mamdouh
10-22-2008, 07:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


لم يتم الانتباه الى تدني نوعية الهواء الا في العقود القليلة الماضية رغم أن تلوث الهواء ظاهرة موجودة منذ أزمنة سحيقة جراء احتراق الغابات وحدوث البراكين ، ونتيجة الاستعمالات المنزلية للخشب و الفحم في التدفئة و الطبخ ، وان حدث تلوث فانه يعد مشكلة محلية مؤقتة . وبتراكم انتاج الفضلات وتدفقات الدخان والملوثات الأخرى الى الجو ، فقد اتسعت تأثيراتها لتتجاوز الحدود المحلية وتبلورت كحالة بيئية غير محلية مسببة مشاكل بين المستقرات البشرية المتجاورة مما تطلب اهتماما ومعالجة و سيطرة . ولم ينظر الى الهواء النقي كأحد عناصر الرفاه الاجتماعي الا مؤخرا .

http://arabic.sviva.gov.il/images/carmel_olp.jpg
ومنذ العصور الوسطى ، أستدل على أثر الهواء السام على صحة الانسان و علاقته بانتشار بعض الامراض . فقد ربط خطأ بين مرض الملاريا و الروائح المنبعثة من المستنقعات وليس البعوض الذي يتكاثر فيها . وقد نظر الى المباني و الموروث الحضاري و تغير الوانه كمؤشر على أثر الدخان . وفي الحقيقة ، ان تراكم المعرفة عن ممارسات التدفئة المنزلية و العمليات التعدينية و الصناعية البدائية في القرون الماضية قادت الى الاستدلال على ان تلوث الهواء لم يميز كمشكلة كبيرة تؤثر على صحة الانسان وحياته .
لقد كان الخشب المصدر الرئيسي للوقود سابقا ، ونتيجة الاعتماد عليه فقد تطورت الصناعات ببطء و متحددة بوجود الغابات في الجوار . وكان اكتشاف الطاقة الكامنة في الفحم واحلاله كوقود بدلآ من الفحم تدريجيا (بعد عودة ماركوبولو من رحلته الى آسيا) دافعا ليكتشف الاوربيون مكامن الارض التي يعيشون عليها ، وبالتالي سببا لتطور الصناعة فيها .

http://www.shjmun.gov.ae/v2/arabic/env_imge/Poster-5B.gif
ان وجود الكبريت ضمن مكونات الفحم قد عزز الشكوك في الصلة بين تلوث الهواء وانتشار بعض الأمراض . نتيجة ذلك ، فقد جرت معارضات سياسية حادة في كل من بريطانيا و المانيا حول استيراد الفحم و تصديره . ولكن ذهبت كل هذه أدراج الرياح جراء تعاظم الطلب على الفحم للاستعمالات المنزلية و لتوليد الطاقة في المصانع و المعامل . لقد كان الفحم سببا مباشرا لقيام الثورة الصناعية ، وما رافقها من دخان رمز الازدهار الاقتصادي و السياسي لأوربا على حساب بلدان العالم التي استعمرتها واستعبدت شعوبها ونهبت خيراتها .
ومنذ بداية القرن الرابع عشر وحتى بداية القرن العشرين ، اهتم بتلوث الهواء نتيجة الدخان و الغازات الاخرى المنبعثة عن حرق الفحم وما يسببه من مشكلة للمجتمع المحلي فقد طورت تقنيات السيطرة على الدخان و وضعت برامج تنفيذية للحفاظ على صحة المجتمع ، ولم تتخذ اجراءات حقيقية للسيطرة على التلوث الا بعد حدوث كوارث وارتفاع نسب الوفيات في المدن الكبرى .
لقد وقعت حوادث محلية عديدة تؤكد وجود تركزات عالية نسبيا لملوثات غير الدخان ذات طبيعة سمية ، فالعديد من المواد المستخدمة في الصناعة و لأغراض تجارية لها أضرارها . ومن الحوادث الموثقة حادثة Poza Rica قرب مدينة نيومكسيكو حيث تأثر العديد من الأشخاص ، وتوفي البعض ، نتيجة التعرض الى سلفات الهايدروجين . وتبعث مداخن المصانع المنتجة للمواد المعدنية أدخنة Fumes وضباب حامضي Acid mist يلوث الجو . كذلك الفلوريدات Flurides المتسربة من اعمال الالمنيوم وغيرها من المصادر الصناعية والتي تسبب اضرارا للماشية في المراعي و المزارع . ولا ننس الروائح الكريهة المنبعثة من بعض الصناعات وما تسببه من رشح و امراض للجهاز التنفسي .


ان حرق الزيت Oil و الغاز الطبيعي قد قلل من دخان الفحم و اضراره بدرجة كبيرة . وتتوافق خارطة تلوث الهواء حاليا مع توزيع الوقود المعتمد و مع شبكة النقل ، اضافة الى عوامل محلية اخرى . ففي الولايات المتحدة ، على سبيل المثال لا الحصر ، فان مناطق واسعة من الجنوب الغربي تستهلك كميات كبيرة من الفحم لذا ترتفع فيها نسب التلوث قياسا بالساحل الشرقي و الجنوب الشرقي و مناطق الوسط الغربي حيث المجمعات الصناعية الكبيرة ولكن الوقود المستخدم فيها مكون من خليط من الفحم و الزيت و الغاز الطبيعي .
ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، وفي اجزاء عديدة من العالم ، فان استخدام مشتقات البترول في شكل زيت غاز او زيت قد تزايد واصبح الوقود الوحيد المستخدم في وسائط النقل . كذلك في الصناعة التي تحولت الى الوقود الجديد لما فيه من خصائص ايجابية . وقد اشير الى اثر وسائط النقل على تلوث الهواء منذ عام 1915 . وفي عام 1945 أشير لأول مرة الى أثر منتجات البترول على البيئة .
ان معظم الملوثات المنبعثة من منتجات البترول و عملياته فيها شيء من السمية ، او تؤدي الى الترشيح واضرارا صحية ، وحتى بتراكيز متدنية قياسا بمصادر الطاقة السابقة . وتصاحبها تفاعلات كيميائية ضوئية تؤثر على النظام الحيوي حتى في التراكيز القليلة جدا . بعبارة أخرى ، مصادر الطاقة الجديدة أقل تلوثا و لكنها أكثر خطرا .
ان ما يستهلكه النظام الحيوي من مصادر الطاقة يحدد نوعية فضلاته و خصائصها . كذلك الأمر مع الوقود المستخدم فانه يحدد نوع و كمية الفضلات الناتجة عن الاحتراق و بالتالي خصائصها . فجو المدينة خاضع لتأثيرات نمط الصناعة المحلية ، وما تفرزه من فضلات و روائح . ولكن المنتج عن تحويل الطاقة يشكل ((قلب)) مشكلة تلوث البيئة . فالتبدل الممكن حصوله في نوعية تلوث الهواء يحدث فقط عند التحول الى مصادر الطاقة البديلة . لذا ، يمكن التكهن بالتغيرات المحتملة عند التحول الى اعتماد الطاقة النووية أو الطاقة الشمسية ، ولكن يستوجب السيطرة الكاملة على الاشعاعات الناتجة و مخاطر التعرض لها .
فالتلوث ناتج عن فضلات العمليات المختلفة ((احتراق ، تعدين ، تصنيع ، استهلاك مواد)) وطرحها الى البيئة المجاورة دون حساب تأثيراتها على المجتمع . لهذا السبب ، لا يخلو الحديث عن التلوث من العواطف لأنه يتضمن ، علنا أو ضمنا ، وجود جهة ما تضيف الى البيئة التي نعيش فيها شيئا مؤذيا ، غير سار او سام . والتلوث ليس حالة مطلقة من المخاوف تصيب الجميع ، بل نسبية لأشخاص معينين أو مجاميع اجتماعية محددة . ويستخدم مصطلح "تلوث الهواء" ليعني ارتفاع نسب الغازات والابخرة او المواد الصلبة العالقة في الجو نتيجة اهمال الانسان وبسبب نشاطاته التي تطرح الفضلات مؤدية الى تدني مستوى البيئة . والهواء غير الملوث هو ليس مرادفا للهواء النقي Pure air . فالهواء يحتوي ، اعتياديا ، على مواد من الاتربة و الغبار وبتراكيز قليلة ، لذا فهو ليس بنقي . وتكون السيطرة على تلوث الهواء ضرورية عندما تصل تراكيز هذه المواد و الغازات الى درجة تكون مؤذية لصحة الانسان وتشكل خطرا على حياته اما مباشرة أو بصورة غير مباشرة ((من خلال تأثيرها على البيئة الحياتية والاضرار بالنباتات التي يحتاجها المجتمع البشري)) .
http://www.aaramnews.com/News_Images/News_5152008_121224_PM.jpg
قدم سايمونز مخططا يوضح العلاقة بين الفضلات و التلوث ، مصنفا الفضلات الى فئتين : الأولى ، ناتجة عن المواد و معالجتها مثل الاطعمة ؛ الغابات ؛ الوقود ، ومنتوجات كيميائية لا عضوية ومواد معدنية اولية فلزية ولا فلزية ، ومواد تركيبية مثل الصخور ؛ الاسمنت و الزجاج . ينتج عن معالجة هذه المواد ذرات صلبة ؛ فضلات لا عضوية ؛ فضلات عضوية ؛ هايدروكابونية ؛ فقدان مواد كيميائية اثناء المعالجة و انبعاث غازات .
تنتج الفئة الثانية من الفضلات عن تحوير الطاقة ، ويؤكد سايمونز على ان للصناعة دور رئيسي (32%) ثم قطاع النقل (24%) والاستعمالات المنزلية و التجارية (21%) و انتاج الطاقة الحرارية (20%) . تفرز هذه التحويرات فضلات هايدروكاربونية ؛ اكاسيد النتروجين ؛ أول أوكسيد الكاربون ؛ ثاني أوكسيد الكبريت ؛ ذرات صلبة ؛ فضلات مشعة ؛ ضوضاء و حرارة .
وعن الفئتين مع بعض تنتج سلع و منتجات كيميائية ؛ غذائية ؛ ورق و انسجة ؛ مواد تركيبية تؤدي بدورها الى تصريف فضلات اخرى الى البيئة على شكل مواد صلبة ؛ سائلة ؛ و طاقة (Simmons 1974 ) . بعبارة اخرى ، كل نشاط بشري ينتج عنه فضلات قد تؤذي البيئة مالم يتم تصريفها و معالجتها بطريقة مدروسة . أنظر الشكلين رقم (1) و (2)
الخلاصة ، أن تلوث الهواء ناتج عن نشاط الانسان ، ويتأثر بالعوامل الطبيعية والاجتماعية العاملة في البيئة . لذا يدرس موضوع تلوث الهواء ضمن ميدان الجغرافيا البشرية . الأهم من هذا ، ان استيعاب مشكلة تلوث الهواء يتطلب تحليلآ لشبكة العلاقات الممتدة عبر المعطيات البيئية ، الطبيعية والاجتماعية .

eslam mamdouh
10-22-2008, 08:40 PM
فى انتظار اى رد او تعليقك من حضراتكم

خالد أبوسعده
10-22-2008, 08:42 PM
ادى و احد(( رد))



وواحد(( تعليق))


مبسوط يا سيدى؟

eslam mamdouh
10-23-2008, 12:55 AM
هههههههههههههههههههههههه

شكرا يا خلوووود

ahmedko
10-23-2008, 12:59 AM
الله ينور يا اسلام باشا
دة مساعدة جميلة و الله يا شباب للناس اللى معانا من دفعتنا
البحش بتاع يوم الخميس

ahmedko
10-23-2008, 12:59 AM
الله ينور يا اسلام باشا
دة مساعدة جميلة و الله يا شباب للناس اللى معانا من دفعتنا
البحث بتاع يوم الخميس

eslam mamdouh
10-23-2008, 02:14 AM
والله صدقنى يا احمد انا فكرت بنفس الفكره


انى اعمل مواضيع تساعد فى البحث لكن بشكل غير مباشر


الف شكر على دخولك الموضوع ده

samomran
10-23-2008, 10:44 AM
معلومات مفيده و كلام افيد شكرا يا صديقى

Wild_Angel
10-23-2008, 11:40 PM
شكرا وربنا يجازيك خير يا اسلام

ميرا مار
12-04-2008, 10:26 PM
الله ينور يا اسلام
بس مين يقرا ومين يسمع
انعدم الوعى البيئى وصحتنا اصبحت فى تدهور بسبب دا
جزاك الله خيرا