المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كابينة 5



Hend Elhabet
12-27-2009, 09:45 PM
السلام عليكم أولا


ثانيا :






دا المقال الاسبوعي لاحمد حلمي ف جريده الدستور(العدد الأسبوعي) ودا ثالث مقال يكتبه
--------








"عرفت ليه أبويا بيسيب نصيبه في اللحمة اللي بتجيبله نقرس.. وليه مابيحبش يجيب جمبري لأنه بيعلي الكوليسترول.. وليه مابيشربش سجاير لأن التدخين ضار بالصحة.."



--------------





هاحكيلكوا حكاية مُوجزة وسريعة جدا، كنت عايش في بنها حيث المجتمع البنهاوي والناس البنهاوية الطيبين الهاديين.. دخلت معهد الفنون المسرحيه في الهرم.. وكان خط سيري اليومي، بنها - أحمد حلمي (الموقف طبعا :D ).. وكانت وسيلة الموصلات هي الميكروباص.. وكانت الأجرة وقتها اتنين جنيه رايح وزيهم راجع.. ولما أوصل موقف أحمد حلمي كنت باعدي من محطة مصر.. علشان أروح موقف رمسيس.. وبعد كده أركب من رمسيس ميكروباص علشان أروح الهرم.. والأجرة كانت وقتها ستين قرش رايح جاي.. يعني مواصلات بس 124.80 جنيه في الشهر.. ده من غير أي ساندويتشات أو حاجة ساقعة.. تعبت جدا.. مش من المصاريف لأني مش أنا اللي باصرف.. أبويا اللي كان بيصرف.. تعبت من السفر..






فقررت آخد شقة مفروشة واقعد فيها مشاركة مع أي واحد متشحطط زيي.. المهم.. لقيت الشقة وكان فاضل ألاقي المتشحطط اللي هايشاركني فيها.. ولقيته.. بس كانت الشقة ضاعت.. يعني معقولة كده؟! يوم ما ألاقي الشقة مالقيش المتشحطط.. وإن لقيت المتشحطط مالقيش الشقة.. المهم لقيت متشحطط تاني من الزقازيق، فمسكت فيه بأيدي وسناني.. واتشحططنا إحنا الاتنين علي مالقينا شقة تانية.. كنت مسئولا عن نفسي مسئولية غير كاملة.. يعني أنيم نفسي وأصحي نفسي:D .. لا كان حد بيحكيلي حكاية وينيمني، ولا حد بييجي يطبطب عليا ويصحيني.. وفرت لأبويا 124.80 جنيه فلوس المواصلات.. بس كنت باخد منه 500 جنيه إيجار الشقة:D .. ده غير مصاريف أكلي وفسحي وفلوس السنترال لما كنت باكلمهم في بنها.. أصل ماكانش في موبايلات وقتها.. حتي لو كان في.. أكيد كنت هاخد فلوس الفواتير برضه.. كل ده بالرغم من إن الحالة المادية في الأسرة لم تكن علي مايرام.. وكانت نخوتي وإحساسي بالآخرين وقتها أيضا لم يكونا علي مايرام.. وتوطدت علاقتي بعامل السنترال خلال سنوات دراستي الأربعة في المعهد.. لما كنت في سنة أولي كان بينادي ويقول: «اللي طالب بنها يدخل كابينة خمسة» إلي أن وصلت إلي البكالوريوس، فأصبح نداءه: «حلمي.. أدخل كابينة خمسة، وسلم لي عليهم».. توطدت علاقتي بكل شيء ماعدا كابينة خمسة التي لم تتغير علي مدار الأربع سنوات.. كان ناقص يكتبوها باسمي.. اتخرجت من الأكاديمية.. وفي يوم من الأيام دخلت كابينة خمسة لأتحدث مع والدي، لأطلب منه فلوس كالعادة، مستغلاً إحراجه مني، غير عابئ أو بمعني أدق متناسيا حالته المادية.. وكان علي خلاف معي لأنني أنهيت دراستي ومازلت أحمله مصاريف معيشتي في القاهرة، وهو يريد مني العودة إلي بنها.. وأنا لا أريد لأن النداهة ندهتني.. جهزت نفسي لمناقشة أعرف أنها ستكون حارة بيننا بسبب أنه عايزني أرجع بنها.. المهم حطيت السماعة علي ودني المطرطقة وسمعت رنين التليفون في السماعة.. ورد والدي علي التليفون، ولكني لم أسمع صوته.. بل سمعت تكبيرة وهو يقول: «الله أكبر»، فعرفت أنه يُصلي، ولكنه رفع السماعه لأنه يعرف أنني أنا المُتصل بسبب رنة الترانك الطويلة.. رفع السماعة وهو يصلي خوفا من أن يظل التليفون يرن ولا أحد يجيب فأغُلق الخط، ولا أعاواد الاتصال مرة أخري.. انتظرت علي السماعة حتي يفرغ من الصلاة.. فسمعت أثناء انتظاري مكالمة بجواري في كابينة أربعة بين شخصين.. لم أسمع منها طبعا إلا حديث الطرف الذي كان بجواري في كابينة أربعة.. ووجدت نفسي أسرح معها متخيلاً ردود الطرف الثاني وفقا لردود جاري في كابينة أربعة.. وكانت المكالمة كالآتي:






كابينة أربعة: أنا قبضت تلتميت جنيه.. مرتب الشهر




التاني: تلتميت جنيه؟ ليه..؟! إنت موظف ولا رجل أعمال؟




كابينة أربعة: إنت بتتريق؟ ده أنا مش عارف أجيب بيهم إيه؟




التاني: مش عارف ليه؟




كابينة أربعة: أنا اهو وإنت اهو.. تف علي وشي لو عرفت أجيب بيهما حاجة.




التاني: طب اهدي بس وقولي.. إنت مصاريفك إيه؟




كابينة أربعة: مبدئيا.. مابكلش لحمة لأنها بتجيب نقرس.. ولا جمبري لأنه بيعلي الكوليسترول.. ومابشربش سجاير لا مصري ولا مستورد، لأن التدخين ضار بالصحة.. ومابشربش مية معدنية، لأن مية الحنفية مستورة والحمد لله.




التاني: طب عايز عربية؟




كابينة أربعة: باحب المشي علشان كده مش عايز عربية، ولا حتي عجلة.




التاني: طب اركب أتوبيس..




كابينة أربعة: إنت مابتفهمش.. باقولك باحب المشي.. ده غير إني مقاطع كل المنتجات الأجنبية علشان أنا متدين.




التاني: طيب تحب تروح سينما؟




كابينة أربعة: باقولك متديييييين.. وأصلاً كل الأفلام هايفة.




التاني: خلاص.. روح مسرح.




كابينة أربعة: مافيش غير مسرحيتين في السوق.. لأحمد آدم وسمير غانم.. وأنا مابحبش الاتنين.




التاني: خلاص خش مسرحية عادل إمام.




كابينة أربعة: كل لما أروح أحجز مالاقيش مكان




التاني: طب مش محتاج تكييف مثلا في البيت؟




كابينة أربعة: التكييف بيكسر العضم




التاني: طب مراتك وعيالك مش عايزين حاجة؟




كابينة أربعة: هو حد فيهم يستجري يعوز حاجة؟!




التاني: طيب مانت أهو اللي مش عايز حاجة بالفلوس




كابينة أربعة: إنت هاتستهبل.. مانا اللي قايلك تف علي وشي لو عرفت اشتري بيهم حاجة.




وانتهت المكالمة.. وأنا سرحان في اللي سمعته.. معقولة يكون في موظف بياخد تلتميت جنيه في الشهر.. طب بيكفوه إزاي؟.. تلتميت جنيه موظف مرتب.. قصدي مرتب موظف.. أنا كمان أبويا موظف.. معقولة ممكن بيكون بيقبض كده.. وأنا رايح جاي أطلب منه فلوس.. بصراحه صعب عليا.. ثم جاء صوت والدي الدافئ الحنون، فأخرجني من تركيزي الذي شرد مع المكالمة المجاورة في كابينة أربعة..




قال لي: إزيك يابني وحشتني..



لقيت نفسي باقوله: أنا اشتغلت يا بابا.. وبألف جنيه في الشهر..



فرد وصوته كل فرحة وقالي بجد.. ألف مبروك يابني.. الحمد لله الحمد لله..



وأقسم لكم إنه كان فرحان علشان أنا اشتغلت مش علشان هارحمه من المصارف.. سألني وقالي: كنت عايز حاجة؟



قلت له: لأ.. أنا بس كنت عايز أقولك حرماً..



فقال لي: جمعا ياسيدي..



قفلت السكة، ولقيت نفسي باسرح تاني لوحدي في كابينة خمسة.. وعرفت ليه أبويا بيسيب نصيبه في اللحمة اللي بتجيبله نقرس..



وليه مابيحبش يجيب جمبري لأنه بيعلي الكوليسترول..



وليه مابيشربش سجاير لأن التدخين ضار بالصحة..



وليه بيحب المشي مع إن رجليه وجعاه..



وليه مقاطع كل المنتجات الأجنبية علشان غالية.. قصدي علشان متدين..



وفهمت السر ورا عدم حبه لأحمد آدم وسمير غانم مع إنه كان معجب بالقرموطي في «سر الأرض».. مع إن اللي كان بيعمل القرموطي والمسرحية أحمد آدم برضه مش فردوس عبد الحميد.. ده غير قهقهته علي سمير غانم في مسرحية «المتزوجون».. شكيت إن يكون اللي كان بيتكلم جنبي في كابينة أربعة: هو أبويا.. بس مستحيل لأني كنت سامع صوت تكبيرة في الركوع والسجود.. عرفت إن أبويا مرتبه علي قده.. مايفرقش كتير عن الراجل اللي كان بيتكلم جنبي.. طيب إزاي إحنا عايشين .. ويا تري عايشين بالتلتميت جنيه ولا عايشين بالستر ولا عايشين ببركة دعاء الوالدين.. في ناس بتبص للتلتميت جنيه علي إنهم «ستميت نص جنيه»، وناس تانيه بتصبر نفسها أكتر وبتبص للتلتميت جنيه علي إنهم «ألف ومتين ربع جنيه».. ده غير بقي اللي شايفينهم «تلات تلاف عشرة صاغ»، وغيرهم شايفينهم «سته تلاف خمسة صاغ»، وفي بقي اللي شايفنهم «تلاتين ألف قرش».






أنا مش عارف هي الناس طماعة ولا إيه.. لما يبقي في موظف مرتبه «تلاتييييين ألف قرش» في الشهر.. عايز إيه تاني؟!.. أقولك حاجة ياللي بتاخد تلتميت جنيه في الشهر.. لو حد سألك بتاخد كام في الشهر.. إبقي قوله تلاتين ألف.. واسكت أو اقفل السماعة قبل ما تقول كلمة «قرش».. لأنك مش هاتعرف تكدب عليه وتبدل القرش بجنيه.. أصل لو ليك في الكدب.. كان بقي مرتبك فعلا تلاتين ألف جنيه.. الله يرحمك يا والدي.




--------

رورو
12-27-2009, 10:30 PM
اولا السلام عليكم يل هند وثانيا مش هو بيقول انا سامع كابينة اربعة منين عرف الاجوبة بتاعة التانى اللى بيكلمه ع العموم هى وسعت منه ......... بس اللى عايز يوصله اننا نخف على ابهاتنا شوية حراااااااااااااااااااااااام

Hend Elhabet
12-27-2009, 10:38 PM
فسمعت أثناء انتظاري مكالمة بجواري في كابينة أربعة بين شخصين.. لم أسمع منها طبعا إلا حديث الطرف الذي كان بجواري في كابينة أربعة.. ووجدت نفسي أسرح معها متخيلاً ردود الطرف الثاني وفقا لردود جاري في كابينة أربعة.


هو كان متخيل الرد يا رورو يعنى مش سامع غير الشخص اللى ف الكابينة بس
وشكرا على مرورك يا سكر

heba
12-28-2009, 12:50 AM
شكرا ليكى يا هند موضوع اكتر من رائع
وبجد الرضا نعمة كبيرة من عند ربنا وخصوصا لما تكون النية هي البر بالوالدين
وياريت تحطيلنا تانى مقالات حلوة زي دي

mr.lonly
12-28-2009, 01:17 AM
حلو اوي المقال ياهند ياريت لو متابعة تنشريه دايما
شكرا علي مجهودك

omaima
12-28-2009, 06:33 PM
شكرا على الموضوع يا هند
موضوع جميل و يا ريت تتابعى المقال على طول

Hend Elhabet
12-28-2009, 09:21 PM
فعلا يا هبه الرضا كنز كبيييير جداااااا
ياريت كلنا نرضى وانا أولكم
وحاضر ان شاء الله هحاول انزل مقالات تانية
ومبسوطة جداااا ان الموضوع عجبكم
شكرا على مروركم جميعاااااااااا

السيد جابر
01-12-2010, 09:48 PM
وسعت قوى منك يا هند ورحرحت كمان

Hend Elhabet
01-18-2010, 04:55 PM
وسعت قوى منك يا هند ورحرحت كمان




الله يسامحك يا بشمهندس
موسعتش مني ولا حاجة
بس لو كنت قريت الموضوع من اوله كنت عرفت
ان دا المقال الاسبوعي لاحمد حلمي ف جريده الدستور(العدد الأسبوعي) ودا ثالث مقال يكتبه

alaa eid
01-18-2010, 11:37 PM
جمييييييل اوي ياهند
تسلمي ايدك

alexander
01-19-2010, 12:52 AM
موضوع جميل اوى جزاكى الله خيرا

Hend Elhabet
01-20-2010, 11:51 PM
جمييييييل اوي ياهند
تسلمي ايدك


شكرا ليكي انتى يا قمر
نورتيني والله والحمد لله ان الموضوع عجبكم

Hend Elhabet
01-20-2010, 11:52 PM
موضوع جميل اوى جزاكى الله خيرا


وجزاك خيرا
شكرا ع المرور

salma elsayed
01-22-2010, 03:17 AM
شكرا ع الموضوع الرائع
ويا ريت فعلا تتابعى المقالات الجميله دى
ميرسى ليكى

maroooo_14
01-22-2010, 04:58 AM
بجد بجد موضوع جامد اوى اوى ده طبعا لاتى بحب احمد حلمى اوى اوى وشكرا على مجهودك