المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ظاهرة الشفق



Arwen Undomiel
01-17-2010, 10:26 PM
http://img102.herosh.com/2010/01/17/619403699.jpg (http://www.herosh.com)

جاء فى تفسير القرطبى فى تفسير الايه " فلا أقسم بالشفق " سورة الإنشقاق 16 أي بالحمرة التي تكون عند مغيب الشمس حتى تأتي صلاة العشاء الآخرة. قال أشهب وعبدالله بن الحكم ويحيى بن يحيى وغيرهم, كثير عددهم عن مالك: الشفق الحمرة التي في المغرب, فإذا ذهبت الحمرة فقد خرجت من وقت المغرب ووجبت صلاة العشاء. وروى بن وهب قال: أخبرني غير واحد عن علي ابن أبي طالب ومعاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وشداد بن أوس وأبي هريرة: أن الشفق الحمرة, وبه قال مالك بن أنس. وذكر غير ابن وهب من الصحابة: عمر وابن عمر وابن مسعود وابن عباس وأنسا وأبا قتادة وجابر بن عبدالله وابن الزبير, ومن التابعين: سعيد بن جبير, وابن المسيب وطاوس, وعبدالله بن دينار, والزهري, وقال به من الفقهاء الأوزاعي ومالك والشافعي وأبو يوسف وأبو ثور وأبو عبيدة وأحمد وإسحاق وقيل: هو البياض; روي ذلك عن ابن عباس وأبي هريرة أيضا وعمر بن عبدالعزيز والأوزاعي وأبي حنيفة في إحدى الروايتين عنه. وروى أسد بن عمرو أنه رجع عنه. وروي عن ابن عمر أيضا أنه البياض والاختيار الأول; لأن أكثر الصحابة والتابعين والفقهاء عليه, ولأن شواهد كلام العرب والاشتقاق والسنة تشهد له. قال الفراء: سمعت بعض العرب يقول لثوب عليه مصبوغ: كأنه الشفق وكان أحمر, فهذا شاهد للحمرة; وقال الشاعر: وأحمر اللون كمحمر الشفق وقال آخر: قم يا غلام أعني غير مرتبك على الزمان بكأس حشوها شفق ويقال للمغرة الشفق. وفي الصحاح: الشفق بقية ضوء الشمس وحمرتها في أول الليل إلى قريب من العتمة. قال الخليل: الشفق: الحمرة, من غروب الشمس إلى وقت العشاء الآخرة, إذا ذهب قيل: غاب الشفق. ثم قيل: أصل الكلمة من رقة الشيء; يقال: شيء شفق أي لا تماسك له لرقته. واشفق عليه. أي رق قلبه عليه, والشفقة: الأسم من الإشفاق, وهو رقة القلب, وكذلك الشفق; قال الشاعر: تهوى حياتي وأهوى موتها شفقا والموت أكرم نزال على الحرم فالشفق: بقية ضوء الشمس وحمرتها فكأن تلك الرقة عن ضوء الشمس. وزعم الحكماء أن البياض لا يغيب أصلا. وقال الخليل: صعدت منارة الإسكندرية فرمقت البياض, فرأيته يتردد من أفق إلى أفق ولم أره يغيب. وقال ابن أبي أويس: رأيته يتمادى إلى طلوع الفجر قال علماؤنا: فلما لم يتحدد وقته سقط اعتباره. وفي سنن أبي داود عن النعمان بن بشير قال: أنا أعلمكم بوقت صلاة العشاء الآخرة; كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها لسقوط القمر الثالثة. وهذا تحديد, ثم الحكم معلق بأول الأسم. لا يقال: فينقض عليكم بالفجر الأول, فإنا نقول الفجر الأول لا يتعلق به حكم من صلاة ولا إمساك; لأن النبي صلى الله عليه وسلم بين الفجر بقوله وفعله فقال: "وليس الفجر أن تقول هكذا - فرفع يده إلى فوق - ولكن الفجر أن تقول هكذا وبسطها" وقد مضى بيانه في آية الصيام من سورة "البقرة", فلا معنى للإعادة. وقال مجاهد: الشفق: النهار كله ألا تراه قال "والليل وما وسق" وقال عكرمة: ما بقي من النهار. والشفق أيضا: الرديء من الأشياء; يقال: عطاء مشفق أي مقلل قال الكميت: ملك أغر من الملوك تحلبت للسائلين يداه غير مشفق وجاء فى سنن النسائى كتاب المواقيت أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام جَاءَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ فَصَلَّى الصُّبْحَ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ وَصَلَّى الظُّهْرَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ حِينَ رَأَى الظِّلَّ مِثْلَهُ ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَحَلَّ فِطْرُ الصَّائِمِ ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ حِينَ ذَهَبَ شَفَقُ اللَّيْلِ ثُمَّ جَاءَهُ الْغَدَ فَصَلَّى بِهِ الصُّبْحَ حِينَ أَسْفَرَ قَلِيلًا ثُمَّ صَلَّى بِهِ الظُّهْرَ حِينَ كَانَ الظِّلُّ مِثْلَهُ ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ حِينَ كَانَ الظِّلُّ مِثْلَيْهِ ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ بِوَقْتٍ وَاحِدٍ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَحَلَّ فِطْرُ الصَّائِمِ ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ حِينَ ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ قَالَ الصَّلَاةُ مَا بَيْنَ صَلَاتِكَ أَمْسِ وَصَلَاتِكَ الْيَوْمَ * وجاء فى صحيح مسلم حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَا حَدَّثَنَا مُعَاذٌ وَهُوَ ابْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا صَلَّيْتُمُ الْفَجْرَ فَإِنَّهُ وَقْتٌ إِلَى أَنْ يَطْلُعَ قَرْنُ الشَّمْسِ الْأَوَّلُ ثُمَّ إِذَا صَلَّيْتُمُ الظُّهْرَ فَإِنَّهُ وَقْتٌ إِلَى أَنْ يَحْضُرَ الْعَصْرُ فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ فَإِنَّهُ وَقْتٌ إِلَى أَنْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْمَغْرِبَ فَإِنَّهُ وَقْتٌ إِلَى أَنْ يَسْقُطَ الشَّفَقُ فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعِشَاءَ فَإِنَّهُ وَقْتٌ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ * وجاء أيضاً و حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزِينٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ طَهْمَانَ عَنِ الْحَجَّاجِ وَهُوَ ابْنُ حَجَّاجٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَقْتِ الصَّلَوَاتِ فَقَالَ وَقْتُ صَلَاةِ الْفَجْرِ مَا لَمْ يَطْلُعْ قَرْنُ الشَّمْسِ الْأَوَّلُ وَوَقْتُ صَلَاةِ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ عَنْ بَطْنِ السَّمَاءِ مَا لَمْ يَحْضُرِ الْعَصْرُ وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ وَيَسْقُطْ قَرْنُهَا الْأَوَّلُ وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ مَا لَمْ يَسْقُطِ الشَّفَقُ وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ * قد أقتضت حكمته سبحانه وتعالى أن يكون تحديد مواقيت الصلاة عموماً مرتبطاً بعلامات وظواهر فلكية ومن هذة الظواهر ظاهرة الشفق التى هى اساس تحديد مواقيت الصلاة لكل من العشاء والفجر . فوقت صلاة العشاء يبدأ من وقت غياب الشفق الأحمر ووقت صلاة الفجر يبدأ من ظهور البياض المنتشر عرضاً فى الأفق وهو الشفق البيض . فبعد غروب الشمس مباشرة تحت الأفق فإن الأشعة المباشرة لا تصل للراصد ولكنها تمر فى الغلاف الجوى وتنعكس على جزئياته فى جميع الإتجاهات وينتج عن ذلك الضوء المنتشر الذى يصل إلى الراصد طالما أن الضوء المنتشر من أشعة الشمس يمر فى الغلاف الجوى فى منطقة فوق أفق الراصد ويسمى هذا الضوء المنتشر الذى يضىء الأفق الغربى بعد غروب الشمس بالشفق ونتيجة لمرور الضوء المنتشر فى المنطقة الغربية من سطح الرض والتى تحتوى على نسبة عالية من بخار الماء والشوائب فإن الأشعة الضوئية تتناثر خاصة الأشعة ذات ذات الأطوال القصيرة ولا يصل إلينا إلا الأشعة ذات الأطوال الكبيرة نسبياً ( الأحمر والألوان القريبة منه ) فيظهر الضوء بلون أحمر أو أحمر مصفر ويسمى بالشفق الأحمر وتظل الشمس تنخفض تحت الأفق حتى يأتى الضوء المنتشر من منطقة بعيده عن الطبقة ذات الرطوبة العالية فيصبح الضوء بلون أبيض ويسمى بالشفق البيض وضوء الشفق يقل بالتدريج من لحظة غروب الشمس حتى غياب الشفق الأحمر ثم البيض . ولا نعنى بغياب الشفق إنتهاء الضوء نهائياً بل عدم تمييزه بالنسبة لما حوله أى عدم تمييز حد فاصل بينه وبين الطبقة التى فوقه . وقبل شروق الشمس تتكرر ظاهرة الشفق ولكن بترتيب عكسى أى يظهر الشفق الأبيض أولاً وهو الضوء الأبيض المنتشر فى الأفق جهة الشرق وهو ما يسمى بالفجر ثم يظهر الشفق الأحمر ثم تشرق الشمس . ومدة مكث الشفق تختلف حسب خط عرض المكان إذ تزيد مدة الشفق كلما زادت قيمة خط العرض شمالاً أو جنوباً فالمدة أقل ما يمكن على خط الإستواء وتزيد كلما إتجهنا شمالاً أو جنوباً كذلك تختلف مدة الشفق بإختلاف الميل الإستوائى للشمس الذى يتغير على مدار السنة . ولحساب وقت صلاة العشاء فإنه يلزم تحديد زاوية إنخفاض مركز الشمس تحت الأفق فى لحظة غياب الشفق الأحمر عرباً كما إنه لحساب وقت صلاة الفجر فإنه يلزم تحديد زاوية إنخفاض مركز الشمس تحت الأفق من لحظة ظهور الشفق الأبيض شرقاً . وقد بحث علماء الفلك المسلمين هذا الموضوع منذ أمد طويل فقال المتقدمين أن الشفق الأبيض يغيب غرباً ويظهر شرقاً حين تكون زاوية إنخفاض مركز الشمس تحت الأفق 18 درجة . أما المتأخرون فقد إختلفت أراؤهم فقال الحسن المراكشى فى كتابه " جامع المبادى والغايات " يغيب الشفق الأحمر ويدخل وقت صلاة العشاء عندما تنخفض الشمس عن الأفق الغربى بمقدار 16 درجة ويبدأ الفجر حينما تكون الشمس منخفضة بمقدار 20 درجة . وقال الإمام علاء الدين الشهير بأبن الشاطر ومن تبعه كالنصير الطوسى والمؤيد العرضى وإبن ريحان البيرونى أن وقت أكثر اللمعان " وقت الأسفار " عندما تكون الشمس فى 18 درجة تحت الأفق ووقت أقل اللمعان " الغلس " يكون عندما تكون الشمس فى 20 درجة تحت الأفق . ثم قالوا أن يختلف بالنسبة لخط عرض المكان . ومدى صفاء الهواء ، وقلة البخار وكثرته ، ووجود القمر وغيابه ، وضعف البصر وحدته . ثم إستقر رأيهم بوجه عام على إعتبار أن الشفق الأحمر يغيب عند 17 درجة ويدخل وقت العشاء وأن الشفق الأبيض يظهر عند 19 درجة ويبدأ وقت الفجر . أما علماء الفلك الغربيون فقد درسوا موضوع الشفق على أساس مختلف فهم لا يهمهم التفريق بين الشفق الأحمر والأبيض وتقتصر دراستهم على وقت غياب الضوء وظهور النجوم الخافته لتعيين الوقت المناسب لبدء الرصد الفلكى ، وقد توصلوا إلى أن الشفق يغيب غرباً عندما تكون الشمس فى 18 درجة تحت الأفق . وقد قسموا الفترة بين غروب الشمس وإختفاء الشفق إلى ثلاث مراحل : 1- الشفق المدنى : من غروب الشمس إلى أن يصير مركزها منخفض 6 درجات عن الأفق وفى هذة الفترة يمكن فى الأماكن المكشوفة الإستغناء عن الضوء الصناعى والإعتماد على ضوء الشفق فى تمييز الأهداف حتى البعيدة منها ويمكن قراءة ورقة مطبوعة بشكل جيد . وفى نهاية هذة الفترة يبدأ ظهور النجوم ذات اللمعان الشديد . 2- الشفق الملاحى : من نهاية الفترة السابقة إلى أن يصير مركز الشمس منخفضاً 12 درجة عن الأفق وفى نهاية هذة الفترة يبدأ ظهور النجوم الملاحية اللامعة وفى نهايتها يصعب تحديد الأفق فى البحر . 3- الشفق الفلكى : من نهاية السابقة إلى أن يصير إنخفاض مركز الشمس 18 درجة تحت الأفق وفى نهايته يختفى يختفى الشفق وتظهر كل النجوم ويكون الوقت مناسباً لكافة الأرصاد الفلكية . هذا وقد يكون من المفيد فى هذا الموضوع أن نورد نتائج إحدى التجارب التى أجريت والتى تبين معدل تناقص شدة ضوء الشفق بعد غروب الشمس وتزايدها قبل الشروق وذلك على النحو التالى إرتفاع الشمس شدةالضوء صفر ( لحظة الشروق والغروب ) -6 -12 -18 700 لكس 1 لكس 0.020 لكس 0.0001 لكس · اللكس = وحدة قياس شدة الإضاءة وهو عبارة عن شدة إضاءة كرة نصف قطرها مترواحد بمصدرضوئى قوته شمعه واحدة . ومن هذا يتضح أن ضوء الشفق لا ينتهى عندما تكونالشمس فى –18 درجة ولكنه يقل إلى الحد المبين فى الجدول وإنخفاض مركز الشمس أكثر من 18 درجة تحت الأفق لا يؤدى إلا إلى نقص طفيف فى شدة الضوء .وبالرغم من إنتشار الضوء وظاهرة الشفق تنتج من وجود الأبخره والشوائب فى الجو إلا أن كثرة هذة الأبخره والشوائب تزيد عند الأفق وتقل كلما إرتفعنا لأعلى لذا نجد أن إمتصاص الضوء يكون كبيراً على الأفق فيبدو معتماً ويقل إمتصاص الضوء تدريجياً كلما إرتفعنا لأعلى ويؤدى إعتام الأفق والمنطقة الغربية منه إلى تأخر الإحساس ببدء الضوء فى الفجر . وتزيد نسبة الشوائب فى الجو فى المناطق المعرضة لتلوث الهواء كما هو الحال فى المدن عموماً خاصة فى المناطق الصناعية وكذا فى مناطق آبار البترول مما يؤدى إلى تأخر الإحساس ببدء ظهور الضوء فى الفجر فى هذة المناطق . وضوء القمر والضوء الصناعى المنبعث من الشوارع والمساكن يؤثران على ضوء الشفق

نقلا عن أ / محمد مجدى عبد الرسول