المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع تعبير عن الصبر



احمد سعد الدين
12-13-2021, 02:16 AM
موضوع تعبير عن الصبر
(https://www.aljawab24.com/%D8%A3%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%AB/%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A8%D8%B1/)مفاهيم الصبرالصبر من الاقوال التي تحفظ العديد من المغازي، ومفاهيم الصبر لغةً نقيض الشجن، أمّا في قاموس المغازي يعني: الاحتمال والتجلّد والاطمئنان دون استعجال أو تذمر، وحبس النفس ومنعها، والصبر حبس النفس عن الشجن، أمّا في الاصطلاح فهو كبح النفس عن محارم الخالق وحبسها على إجراء الفرائض والعبادات، ومنعها من الشكاية والتسخّط، والرضا بقضاء الخالق ومقدره، وفي الاصطلاح يتضمن مفاهيم الصبر معانٍ بعض من، بحسب الموقف الذي يصبر فيه الرجل عمّا يؤذيه.[١]
أصناف الصبرللصبر أصنافٌ عديدة، ويحتلف جميع صنف باختلاف الظرف الذي جعل الرجل يصبر فيه ويعتبر، وبصفته من الطباع الكريمة التي تسقط قمة الهرم من حين الأهمية، فإنّ أصناف الصبر تتدرّج بحسب أهميتها، وأهم تلك الأصناف هو الصبر على إجراء الطاعات والفرائض التي ارشد الخالق تعالى بها، وتحمّل التعب المترتبة عنها، ومن بينها الصبر على الجوع والعطش في صوم شهر شهر رمضان الكريم، والصبر على تعب قيام ساعات الظلام والوضوء والعبادة، وليست هذا العديد، والرجل الذي يُحافظ على ذلك الصنف من الصبر ويعتبر أجره لدى الخالق تعالى، يُلاقي العديد من الحسنات التي وعهد الخالق بها وأعدّها للصابرين
الصنف الثاني من أصناف الصبر هو الصبر عن ارتكاب الخطايا والآثام، وفي ذلك الصنف يُجاهد الرجل ذاته وهواه ويقاوم الشيطان ريثما لا يحدث في الإثم، ويصبر على تلك التعب الجليلة ريثما يتفادى الفساد، ويصبح ذلك ابتغاءً لوجه الخالق تعالى، والأمثلة على ذلك الصنف عديدة منها صبر الرسول يوسف -عليه الامن- عن السقوط في خطيئة الزنا بعدما دعته سيدة العزيز إلى هذا، وصبر المسلمين عن شرب الخمر والسقوط في الشهوات، واستحضارهم لخشية الخالق تعالى، مما يجنبهم الفاحشة والسقوط في الرذائل.
الصنف الثالث من أصناف الصبر هو الصبر على غائلّ القدر، وجميع الأحداث الموجعة التي يتجاوزّ بها الرجل وما ينتج عنها من أحاسيس خطيئة وغم عميق، وأن يتفادى كافه المقولات والأعمال التي تدلّ على السخط وعدم الرضى بقضاء الخالق تعالى
ومن الأمثلة على ذلك الصنف من الصبر، الصبر على البؤس والجوع والأسقامً والغموم التي تُصيب الرجل لدى ضياع فردٍ غالي بالموت، وعدم الشجن من تقلبات الأقدار والمصائب المرافقة لها، ومن يصبر ويعتبر ثوابه لدى الخالق تعالى سيعطيه الخالق أجر الصابرين المحتسبين.
الصبر مو بالأمر الهيّن، بل يتطلب إلى أن يصبح الرجل راضيًا رضىً كاملًّا عن جميعّ ما انتقاه الخالق تعالى له، وألّا يجيز للجزع من الطامة أن يُصيبه، وألّا يرتكب أي لعب يُنافي الصبر، خاصة إذا قد كان الرجل متوكلًا على خالقه، ومهما اختلفت الأحداث التي تصلي الرجل إلى الصبر فكلّها من أقدار الخالق تعالى التي تتطلّب الثبات والرضى، وتحفظ الآلام المترتبة عنها بصدرٍ رحب واحتساب للأجر والثواب ريثما يحرز الفضل الكبير الذي وعهد الخالق به الصابرين.
فضل الصبرللصبر فضلٌ عظيم أعدة مرة أخرىّه الخالق تعالى للمسلمين الصابرين المحتسبين، وأكبر ذلك الفضل هو رضا الخالق تعالى عن المسلم الصابر، لأنّه رضي بقضاء الخالق ومقدره، فأصبح حقًا على الخالق أن يُرضيه، وذلك الثواب يمنحه الخالق بدون رصيد أي أنّه ثوابٌ هائل لا يعلم مقدره إلّا الخالق تعالى، ومن فضله أيضًا أنّ الصابرين يُعشقهم الخالق ويعطيهم النعيم جزاء صبرهم واحتسابهم، ويكونون في معية الخالق ويمنحهم الصالح والمنح ويُذيقهم لذّة الإيمان وحلاوة انتظار الفرج، وربما بشّر الخالق تعالى الصابرين المحتسبين بثلاثة بشائر أشار إليها في كتابه الكريم، أوّلها صلوات الخالق وثانيها رحمته وثالثها هدايته.
من أكبر فضائل الصبر التي يجنيها المسلم الصابر المحتسب أنّه يأخذ الاستقامة على شرع الخالق والثبات على دينه، ويُجنبه الخالق شر النهاية ويقيه من السقوط في أيّ انحرافٍ أو غائل، ويحس الصابرون بالسعادة الكبير والبحبوبة والاطمئنان أنّهم في معية الخالق فصيلة وسيجزيهم بالفرج القريب، ويُصبح الصابر قدوة لغيره من البشر، وأجمل قدوة هم الرسل -عليهم العبادة والامن- الذين ضربوا أبهى الأمثلة في الصبر والثبات على الإيمان، ولم يتزحزحوا أو يحيدوا بواسطة الحق بالرغم من كثرة الضغوطات حولهم، وعديدٌ منهم صبر على أّذى القريب شبيه الرسول محمد -عليه العبادة والامن-، ومنهم من صبر على السقم شبيه الرسول أيوب -عليه الامن-.
يكفي الصابرين شرفًا ورفعة أنّ الخالق تعلى مدح عليهم في كتابه الكريم وفوق مكانتهم في آياتٍ عديدة، ولم يذكر الصبر في موضعٍ من القرآن سوى أشار الى معه الأجر والثواب، وفي التوقيت ذاته فإنّ الرسول -عليه العبادة والامن- أشار الى العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحثّ عليه، وتصلي المسلمين أن يتمسكوا به في كل أشياء معيشتهم، وألّا يتخلوا عنه أبدًا مهما قدكانت الملابسات عسيرة.
طريقـة التمرس على الصبرالصبر مو بالأمر السهل، بل يتطلب الرجل إلى تجهيزٍ نفسي هائل ريثما يقدر الثبات عليه والجهاد والبقاء في حلقـة الصابرين المحتسبين دون أيّ تذمر أو تذمُّر، ولذلك على الرجل أن يتعلّم التمرّس على الصبر وأن يلتمس كافه الوسائل المحددة عليه، وأهم الوسائل التي يستعين بها الرجل على الصبر هو أن يقوي إيمانه بالله تعالى، ويعرف بينه ووسط ذاته أنّ المعيشة الحياة ما هي تلك سوى متاع الغرور، وأنّ الأصل فيها هو الصبر على الأحداث وعدم الشجن وتجاوزها بالتوكل على الخالق حق التوكل، فإن سقط قضاء الخالق ومقدره فلا رادّ له أبدًا.
يتمرّس الرجل على الصبر بأن يستشعر قيمته والأجر الكبير الذي أعدة مرة أخرىّه الخالق له إن قد كان صابرًا محتسبًا، ويعلم أنه مقتدٍ بالأنبياء والصالحين، وذلك ما يجعله أيضًا قدوة لأبناء المجتمع الذين يشاهدون صبره وثباته، ويتاح التمرّس عليه أيضًا بالدعاء إلى الخالق تعالى والإلحاح في الأدعية بالصبر الكبير الوسيم الذي مو فيه قنوط أو شجن او تذمر أو شكوى، وأن يعرف الرجل جيدًا أنّ الأدعية يردّ القدر، ويُمكن أن يعجل الخالق بالفرج إذا ألحّ فيه، فتكون حصيلة صبره فرج مجاور من الخالق.
تذكر الرجل بأنّ الحياة ما هي تلك سوى دار فناء يُعينه على الصبر والاحتساب، كما أنّ العبادة تُعين الرجل على أن يصبح أكبر شدة وتحفظًا للاحداث والمصائب التي تُصيبه، وايضا العبادة على الرسول -عليه العبادة والامن- والإكثار من أشار الى الخالق تعالى في جميعّ توقيت، كما أنّ الرجل الذي يُمعن في المعيشة ويشهاد حال البشر فيها يعرف أنّه مو فصيلة من يُعاني منها، وأنّ الأيام تدور على الكل بجميعّ ما فيها من قسوة، لكن المتوج هو الذي يصبح متمكنًا على التكيف معها ومتمرسًا على الصبر، كما أنّ قراءة آيات كتابه الكريم روايات الرسل أولو العزم الذين صبروا غالبيةًا في معيشتهم تثري من عزيمة المسلم وتحثه على الصبر أيضًا.
ريثما يصبح الرجل مُحاطًا بالأشخاص الإيجابيّين الذين يقدّمون له السند والمعونة على الدّوام، ويصبحون له دعمًا في المعيشة ويعينونه على الصبر، يقدر الرجل أن يصبح أكبر جاذبية على التحمل، وأكبر تمرسًا وجهاد، ولذلك من شاء أن يتمرّس على الصبر الوسيم الذي مو فيه تذمر أو شكوى، فعليه أن يتجنّب الأفراد وجعُحبطين السلبيين الذي يملأون قلبه باليأس ويصوّرون المعيشة سوداء في عينيه، وأن يصبح مجاورًا ممّن يجملونها ويجعلون حملها أكبر خفّة.
التمرّس على الصبر مو مجرّد شيءٍ عابر، بل هو حاجة ريثما يصبح الرجل أكبر شدة ومقدرة على تجاوز ما يؤلمه من أحداث، خاصة أنّ قلة من المصائب الكبرى تتطلب رباطة جأشٍ ضخمة من الرجل، وأن يصبح حريصًا على ألّا يضعف إيمانه أبدًا، فالعديد من الافراد يصيبهم الريب في إيمانهم إذا قد كان ركيكًا، ويستسلمون للشيطان بمجرّد اجتياز أحداث صارمة في معيشتهم، ويعترضون على أقدار الخالق تعالى، لذلك فإنّ التمرّس على الصبر مو شئًا يسرًا، بل يتطلّب العديد من الفهم والشدة النفسية.