المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أُرْجُوحَـةْ زَمَـنْ .. !



Human Ash
10-29-2008, 08:14 PM
http://www.ahb4.com/up/uploads/images/c8d5da535d.jpg (http://www.ahb4.com/up/uploads/images/c8d5da535d.jpg)




وَجدتَهُ يَفْتَرِش .. آحدى الأَرصِفة .. كثيف الشعر .. رَث الثياب .. الأوساخ أطنانها .. تعلو ع وجههُ .. وجدت صعوبة .. ف تَفحص ملامحه .. فعيناه راقدتان .. بين عِظام وجههُ .. بيضاهما يكسو سوداهما .. آنفٍ كبيرة تُشبه لحد بعيد .. آنف الروسي تولستوي .. شفتاها مقوستان .. زرقويتان متشققتان .. كأنهما ساق شجرة .. ف فصل الخريف .. ونتؤاتهما عميقة .. وجنتان متشحتان بالوّسخ والعفن .. أظافر يداه غ مهذبه .. مليئة بالوسخ أيضاً .. وأظافر قدميِّه بارزة .. من بين فُتات حذاءهُ .. يرتدي قميصاً مُهلهل .. صدره يَبرز منه .. وبنطال واسع مُمزق .. به رقعات تُظهر ساقه المنحوله .. تُظهر أكثر ما تخفي .. !

رائحته ليست كريهة .. ع عكس ما يفوح منه .. الروائح قذره .. ولكنها طيبة عطرة .. أهو إنسان .. !
يُتمتم بكلمات مبهمة .. يكتب بأنامله ع صفحات .. الرصيف وبيده الآخرى .. يُمحي ما كتب .. !
ويُقلَّب هذه الصفحات .. بين آنٍ وآخر .. يُرسم الحروف رسماً .. أنه حَسنْ الخط .. أنه يؤلف كتاب وهمي ..
ينظهر دائماً لوجوه الماريين .. عيناه لا تنظر لجسد .. وآنفه لا تستنشق عطر آحد .. بل يتفحص العيون ومقلتاها .. يخترقا الصدور .. ويَكتب ويَمحي .. !

مَرِتُ من آمامه .. بهدوء وأرسلت له نظره .. بل رمقة .. حتى لا يصيح ف وجهي .. ويظنني أتفحصه .. لغرض السخرية منه .. عاجلني بأبتسامة .. فوجدت أسنانه بيضاء .. !
زاد تعجبي منه .. بعد الأبتسامة .. مريت ولكني لم أتوانى .. ف الرجوع بمؤخرة عيني .. لأراه مرة آخرى .. ويفعل ما يفعل بي .. كَتبَ بأنامله .. ( ) .. !
مسافة رمشة عيني مَحى .. بيده الآخرى ما كتب ..
وكان يفعل مراراً وتكراراً .. هذه الأفعال مع عيون الماره .. يخترق ويكتب ويمحي .. لماذا .. ؟ !
مَنْ يراه يَظن انه .. يجلس ع مكتبه الخشبي .. وأمامه فنجان من القهوة .. وجرامافون عتيق .. ويستمع لموسيقى هادئة .. ويحرك رأسه .. ويرتشف بعد كل سطراً .. رشفة قهوة .. وف فمهُ سيجار كوبي .. !

زاد فضولي .. وحاولت محق هذا .. الفضول لأنني .. لست فضولياً إطلاقاً .. جاءت امرأة .. سمينة سميكة .. سمجة متغطرسة .. تحدثت معه .. بوقاحة وجدت وقاحتها .. صفة ملتصقة .. بجسدها .. الذي يُشبه سيارة نقل .. أنقلبت مرتين ع جانبها الأيمن .. !

قالت له : أذهب أيها الشحاذ .. بعيداً عن سيارتي .. لقد أصبحتم .. كالذباب يلتصقْ ..

وما فعله هذا .. المُتأرجح ع شفا الزمن هو .. إنقاذ قطة صغيرة .. كادت هذه المتغطرسة .. دهسها بسيارتها الفخمة .. فظنت هذه المتغطرسة .. إنه يفعل هذا .. لكي يطلب شيئاً منها .. !
فأطلقت هذه الكلمات .. التي تُعبر عن مكنون نفس .. هذه السمينة ..
فقابل كل هذه الشتائم ..
وقال لها : أرجوحة زمن ..
وأستطرد : نتدلى منه .. ويصفعنا ع وجوهنا .. ويسقط وقارنا .. ويحسبنا أولي العاهات .. إننا متطفلين مترممين ..
نعم أرجوحة زمن ..
وأعطاها ظهرهُ وولى .. !


أنتهت .. !
إلى اللقاء
5 / 10 / 08
الأحد
1.00 Am
الإسكندرية

AYMAN GAMAL
10-29-2008, 09:27 PM
الله ينور عليك

جميلة جدا

ادام هية مش خواطر ممكن تقوللي اسمه ايه النوع ده من الكتابات

لك جزيل الشكر

Human Ash
10-29-2008, 09:35 PM
هذه مجرد أقصوصة .. أو قصة قصيرة ..
أما بخصوص موضوعي .. مَراءٍ فهو موضوع عام .. وبل نقاشي .. أم حياض فهي مجرد لافتة .. أو خاطرة ليس إلا ..

دمت ..

AYMAN GAMAL
10-29-2008, 09:38 PM
الله ينور

شكرا ليك

Human Ash
10-29-2008, 10:17 PM
أيمن .. وردة بيضاء

lolaa fahmy
11-02-2008, 01:53 AM
جميله اوي

تحس انها ممتعه او تشد الانسان بتفكرنا بحاجات كتير بتحصل وبنشوفها قدامنا

شكرا ليك تسلم ايدك

Nada Mohammed
11-04-2008, 02:05 PM
ممتعة اوى واقصوصة جملة
الله ينور عليك

اسامه البنا
11-10-2008, 07:37 PM
الله ينور عليك