المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مــن عجـــــائـب رمــضــان .. !!



esraa
08-27-2010, 01:55 PM
بصراحة هذا المقال من أروع ما قرأت للشيخ حامد العلي

من عجائـب رمضان .. !

حامد بن عبدالله العلي - حفظه الله -

لم تأتِ آيـةُ التسامح في الإسلام ( لا إكراه في الدين ) بعد أعظم آية في القرآن و هي آية الكرسي ، إلاّ ـ و الله أعلـم ـ لبيان أنَّ هذا الدين العظيم لايحتاج إلى الإكراه ـ و اللجوء إليه دليل العجـز ـ لينتصـر على الدين كلِّه ولو كره الكافـرون ، فالله تعالى الموصوف بالكمال المطلق كما في آية الكرسي ، يسيـرٌ عليـه أنَّ يجعل هذا الدين باهـرَ الآيات بحيث يجتذب إليه القلـوب ، ويأخذ بالألباب ، ويخُضع النفوس لعظمةِ حجّتـه ، أي : فلا تُكرهوا أحـداً عليه ، بـل أزيلوا الحجـب بين الناس ورؤيـة شمس براهينه الساطعـة ، ثم خـلُّوا بينـها وبينهـم ، فإنَّ جلال أنـواره سيخطـف الأبصـار ، ويأسـر الأرواح .

حدثني شخصٌ أسلم عن قصة إسلامه و أنها كانت بسبب رمضان ، قال إنه تعجَّـب من المسلمين في قريته ، كيف كانت وجوهُهُم تتقلَّـب في السماء عندما انصرم الشهر الذي قبل شهر الصـوم ، كأنهـم ينتظرون إشارة من خالق الكون من فوقهـم ليقوموا بشيءٍ بعدهـا ، فلما رأوْا الهلال ، فرحوا فرحا عظيما ، كأنهم بُشـِّروا بأعظم البشرى ، ولم أتوقّـع أن يكون فرحهم بأنهم سيمتنعون عن الشهوات طيلة شهـر في النهار كلِّه .. هذه الشهوات التي يتقاتل بنو البشر عليها ، و تخاض الحروب التي تفتك بالملايين من أجلهـا ،

و أنهم سيصلُّون بمناجاة ربهم في الليل ، قال : فأخذ هذا منهم بلبـِّي ، واستحوذ على قلبي ، فصمتُ معهـم و أنا لا أعرف الإسلام ، ولم أنطـق بالشهادتـين ، بل أكتفي بالإمـتناع عن الأكل والشرب وإتيان زوجتي إذا ذهب المسلـمون لصلاة الصبح ، وكنت أفطر إذا سمعت أذان المسجد لصلاة المغـرب ، وأذهب فأصلي معهم في الليل ـ صلاة التروايح ـ وأصنع مثل ما يصنعون ، قياما ، وركوعا ، وسجـودا ، غير أنني لا أتكلـم بشيء ، فأجـد راحة عجيبة ، وسكينة لم تعرفها روحي من قبل ، حتى إذا انتصف الشهر ، لاحظني الإمام وأنني غريب عن القوم ، فسألني عنـي ، فدهش من قصتي إندهاشـا حمله على أن يجمع الناس ليسمعوا منـي ، فلما سمعوا قصتي علموني الإسلام ، فنطقت بالشهادتين ، فكبروا وقالوا أنت أسلمت على يد رمضان ، و سموني رمضـان !

و من عجائب آيات الله في رمضان ، أنه لو بذل فلاسفـة البشرية ومفكروهـم كلهم مجتمعـون طلاع الأرض ذهبـا على أن يجعلوا سدس سكان الكرة الأرضية ، يجتنبـون الشهوات ، ويتنزهون عن متاع الدنيا ، ويتركون بطونهم خاوية ، ويلتفـتون إلى أرواحهـم ليطهروها من التعلق بعالم المـادة ، إلى السمو الأخلاقي الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم ( من لم يدع قول الزور ، والعمل به ، فليس لله حاجـة أن يدع طعـامه وشـرابه ) ، يوما واحـدا وليس شهرا كاملا ، لأعلـنوا عجزهـم ، فيما نجـح فيه هذا الدين العظيـم .

إنـَّه في كلِّ عام و في شهـر كامـل ، يلغـي من التاريخ البشري البطـون ، ويجعل محلَّها القلـوب ، و لهذا ـ والله أعلم ـ جعل الصيام في النهار دون الليل ، حتـى يظهـر إعـلان هذه الحكـمة على الناس جهاراً نهـاراً ، لايستخفى بظلمة الليل ، ولاتكنـُّه بيوت المدر ، والوبـر ، وإنَّ هذه و الله لآيـةً باهـرة .

و اتفـق لي أيضا قصة أخرى من قصص الإسلام ، تشبه ما ذكرته آنفا ، و حدثتني بها امرأة كانت غير مسلمة ، وكانت تشعر إذا دخل هذا الشهر المبارك بمـا يمنعها من الأكل والشـرب ، وكان تبتعد عن زوجها متذرعة بالمرض في النهار إذا أرادها ، وتقول لم أكن أستطيع أن آكل أو أشـرب ، حتى أسمع المساجد حولي بيتي تؤذن مع غروب الشمس ، فكانت الدموع تذرف من عيني إذ أجـد شهيتي لا تطيعني إلا إذا سمعت هذا الأذان ، فآكل و أنا أبكي ، و أتمنى أن أصبـح مسلمة ، و لولا الخـوف من زوجي وأهله وأهلي ، لأسلمت ، ولما سألتني ماذا أصنع ، قلت لها أسلمـي وانطقي بالشهادتين ، و اكتمـي إيمانك حتى يفتح الله عليك.

واسأل المجتهدين في دعوة غير المسلمين فسيخبرونك بالأعاجيب ، وأنّ شهـر رمضان هـو شهر الدخول في دين الله أفواجـا ،

و من عجائب هذا الشهر المبارك أن الله تعالى جعل أعظم إنتصارات الإسلام فيه ، لئلا يقول قائل إنَّ الصوم يضعـف الطاقات ، كما قال الرئيس الهالك أبورقيبة عندما زعم أنَّ الصوم يعطل الإنتـاج ! وطلب من الشيخ العلامة الطاهر بن عاشـور أن يفتي للعمال بالفطر في رمضـان ،

فكان مما حفظه لنا تاريخ تونس الإسلامية التي يحاول رئيسها الحالـي تخريب هويتها ، ما حفظه لنا من واقعـة عجيبة ، عندما ظهر العلامـة الطاهر بن عاشور على الإذاعة ، فتلى قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكـم لعلكم تتقون ) ، ثم قال : صـدق الله ، و كـذب أبو رقيـبة ، فأخمـد دعوة (أبو رقيبة) الباطلة بكلمـة الحـقِّ .

و قد كان لهذا العالم التونسي الجليل موقفٌ جليلٌ آخر عندما أصدر فتوى إبـّان الإستعمار الفرنسي أنَّ من يتجنس بجنسية فرنسا المحتـلّة لتونس ، لايُقبـر بمقابر المسلمين ، وعليه إن أراد أن يدفن بين المسلمين ، وقد تحصَّـل جنسية المحتلّ الفرنسي ، أن يأتـي تائبـا وينطق بالشهادتين ، ويرمـي الجنسية الفرنسية ـ ولك أن تتخيل أيها القارئ الكريم لو كان هذا الشيخ حيـَّا بيننـا ، إذاً لأطلقـوا عليه تهمة الإرهاب و التكفير !! ـ فجنَّ جنون الفرنسيين .

و من عجائب رمضـان إطـلاقه عوامـل الخيـر بين الناس ، ولهذا تجد ما يتعاطاه الناس من الإحسان لبعضهم في هذا الشهر المبارك ، لايقارن بالسنة كلَّها ، حتى صار يُسمَّى عند عامة الناس ( رمضان كريم ) وذلك لكثرة ما يرونه من تعاطـي الخير والإحسان بين الناس فيه .

و من هنا ـ والله أعلم ـ شرعت بهجة العيد بعده ، ومقرونة بإخراج الصدقة قبل صلاة العيد أيضـا ، لتربية المسلمين على أنَّ الإبتهاج الحقيقي هو الذي يثمـرُهُ الإحسان إلى الناس ، والتخلص من جشع الحياة المادية ، إلى عطـاء الصفاء الروحـي .

و من عجائبه أنـَّه يمـرِّن المسلمين على الدعوة إلى الإسلام ، فيعيد اللحمة بين المسلم ورسالته ، ذلك أنـَّه يحـوِّل التـَّركَ المجـرَّد إلى أكبـر وأنفع فعل إيجابي للإنسانية ، ولهذا تجد كثيراً من الناس لايسمعون عن الإسلام إلاَّ في رمضان ، وكـم هي تلك القصص التي يجد المسلم فيها نفسه يتحول إلى داعيـة رغما عنه ، عندما يسأله من حوله : لماذا لا تأكـل ؟! فيقول لأنه رمضان وأنا صائم ، فيسألونـه عن الصوم ، فيحدثهـم عن الإسـلام .

و أخيـرا فها هـو الإسلام يبهر العالم بإنجازه العظيم في رمضـان ، عندما يضـرب في وجـه العولمة المادية المتوحشـة التي أهلكت الحرث والنسل بما غرست في العالم أجمع من جشع ثالوث المادة ، والشهوة ، والمنفعة ، يضـرب في وجهها بقيم تنقية الروح ، وتهذيـب الخلق ، وصنـاعة الخيـر المتعدي .

ليقول لأعداء الإسلام : هؤلاء هم المسلمون الذين تسعون بكل سبيل لتلويث سمعتهم ، هـاهـم يترفعـون عن جشعكم البغيض ، ورأسماليـتكم الخبيثة ، بالصيـام ، ليعملوكـم ما لاتعرفون ، عن تصفية الروح بالخير ، والإحسان ، والرحمة ، والإيمـان .

فاللّهم اجعل لنا من بركة رمضان الحظ الأوفـر ، والنصيـب الأكبـر ، والقـدر الأكثـر .

آمين

KAREEM
08-29-2010, 07:22 PM
جزاكى الله كل خير

mohamed ortega
08-29-2010, 08:00 PM
سبحان الله وبحمده.., سبحان الله العظيـم
جزاكي الله كل خير

Wild_Angel
08-29-2010, 09:06 PM
جميل الموضوع جداً يا إسراء
وخصوصا موضوع رمضان الذي أسلم على يد رمضان وكذلك المرأة الغير مسلمة
بجد حمدت ربنا على نعمة الإسلام
يكفينا أننا نقدر نصلي ونصوم دون الخوف من معرفة إسلامنا
جزاكِ الله خيراً يا إسراء وجعلنا من العتقاء من النار يارب في هذا الشهر المبارك

esraa
08-29-2010, 11:48 PM
جزاكم الله خيرا جميعا


و جعلنا و اياكم من المتوقين من النيران