المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ .........



Nada Mohammed
06-23-2011, 11:10 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم






يقول الله تعالى: ((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا)) الفرقان:27-31.





عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه
وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني
حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي ، كلكم ضال إلا من
هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم ،
يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل
والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي ، إنكم لن
تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم
وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي
لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي
شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني
فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ،
يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ،
ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) .




الظالم سوط الله في الأرض ينتقم به ثم ينتقم منه-

1- الظلم جبلة إنسانية جاءت الرسل لتهذيبها. 2- ظلم الإنسان لنفسه ولغيره. 3- من الظلم التحاكم إلى غير شرع الله. 4- ظلم في عدم المساواة أمام الشريعة حين تطبيعها. 5- المظلوم منصور ولو بعد حين. 6- عاقبة الظلم في الدنيا والآخرة.




الظلم محرم في شريعة الله تعالى ،حرمه سبحانه على نفسه وعلى عباده ،وتوعد عز وجل الظالمين بعذاب أليم في الدارين ،وذلك لما له من عواقب وخيمة على الأفراد وعلى المجتمعات. قال عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي: ((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)).
الظلم طبع في نفوس بعض الناس ،لا ينام إلا على ظلم الآخرين ،ولا يقوم إلا على ظلم المساكين. وقد أخبر عز وجل أن من الناس من هو كثير الظلم لنفسه ولغيره فقال سبحانه: http://www.mesa7a.com/forum/imgcache/4943.imgcache.gifوإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفارhttp://www.mesa7a.com/forum/imgcache/4944.imgcache.gif ويقول جل وعز: http://www.mesa7a.com/forum/imgcache/4943.imgcache.gifإنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسانإنه كان ظلوماً جهولاًhttp://www.mesa7a.com/forum/imgcache/4944.imgcache.gif




وصدق في هؤلاء قول الشاعر الجاهلي:
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفـةٍ فلعلـة لا يظلـم
أيها المسلمون: للظلم صور وأشكال عدة ،فأولها ظلم الإنسان لنفسه ،ويكون ذلك بارتكاب الذنوب والخطايا ،ويكون بانتهاك المحرمات والفواحش ،ويكون بترك الواجبات والمأمورات ،فإن كل هذا من ظلم الإنسان لنفسه ،والله عز وجل قد حرم علينا ذلك فقال سبحانه: http://www.mesa7a.com/forum/imgcache/4943.imgcache.gifفلا تظلموا فيهن أنفسكمhttp://www.mesa7a.com/forum/imgcache/4944.imgcache.gif وأعظم ظلم العبد لنفسه أن يقع في الشرك http://www.mesa7a.com/forum/imgcache/4943.imgcache.gifإن الشرك لظلم عظيمhttp://www.mesa7a.com/forum/imgcache/4944.imgcache.gif.

ومن الظلم ظلم الإنسان لغيره من البشر، ويكون ذلك بالتعدي على أعراضهم أو بالتعدي على أبدانهم أو بالتعدي على أموالهم ،أو بأي صورة من صور التعدي ،فإن كل هذا محرم ولا يجوز ،قال عليه الصلاة والسلام: ((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم ،كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ،ألا هل بلغت)) قالها ذلك عليه الصلاة والسلام في خطبة يوم عرفة.
كم في عالمنا اليوم ممن ظلم في عرضه ،أو ظلم في بدنه ،أو ظلم في ماله ،وهو مظلوم لا يستطيع أن يسترد مظلمته ،ولا يستطيع أن يتكلم في الذي ظلمه ،ولو نطق باسمه لسانه ،قطع رأسه. والله المستعان.


ومن الظلم الذي يقع أيضاً في الأرض ،تغيير ما شرعه الله تعالى لعباده ،وتبديل حكم الله سبحانه وتعالى ،والتساهل في عدم تطبيق شريعة الله عز وجل. فإن هذا من أعظم الظلم ،قال الله تعالى ،واصفاً الحكام الذين لا يحكمون شريعته بقوله: http://www.mesa7a.com/forum/imgcache/4943.imgcache.gifومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمونhttp://www.mesa7a.com/forum/imgcache/4944.imgcache.gif.
أيها المسلمون: حتى لو طبقت شريعة الله ،في بعض الجوانب فإن من صور الظلم الذي قد يقع عدم تساوي الناس فيما يطبق عليهم ،وعدم تساوي الناس في تنفيذ الأحكام عليهم ،فإن هذه صورة مشينة من صور الظلم ،لأنه يؤدي إلى الفساد في الأرض ،ويؤدي إلى انتشار البغضاء والشحناء بين طبقات المجتمع ،ويوقف عجلة التقدم والتطور فيه ،ويؤدي في النهاية إلى الهلاك ،قال عليه الصلاة والسلام ،عندما سرقت المرأة المخزومية ((إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ،وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد)).
وبذلك قامت دولة الإسلام الأولى وبقت واستمرت ،وانتشر خيرها عندما أعلنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ((والذي نفسي بيده ،لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)).


أيها المسلمون: هذا الظالم ،بأي نوع من أنواع الظلم ،وخصوصاً فيما يتعلق بحقوق الناس ،هل يظن هذا الظالم بأن الله غافل عنه ،لا يعلم عنه ،لا يقدر عليه ،الله عز وجل يمهل الظالم، لكن لا يهمله، يصبر عز وجل على الظلمة ولكن إذا أخذهم لم يفلتهم. يقول الله تعالى: http://www.mesa7a.com/forum/imgcache/4943.imgcache.gifولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمىفإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمونhttp://www.mesa7a.com/forum/imgcache/4944.imgcache.gif. ويقول جل وعلا: http://www.mesa7a.com/forum/imgcache/4943.imgcache.gifولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصارhttp://www.mesa7a.com/forum/imgcache/4944.imgcache.gif.
ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه: ((إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)) ثم قرأ قوله تعالى: http://www.mesa7a.com/forum/imgcache/4943.imgcache.gifوكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديدhttp://www.mesa7a.com/forum/imgcache/4944.imgcache.gif.


فيا أيها الظالم ،اتق دعوة المظلوم وذلك بالبعد عن الظلم ،ولا تعرض نفسك لدعائهم لأن دعوة المظلوم مستجابة ،ليس بينها وبين الله حجاب ،((اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين)) اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة ،اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً ،فإنه ليس دونها حجاب ،فكيف بالمظلوم إن كان مسلماً ،فكيف بالمظلوم إن كان صالحاً تقياً ،داعياً إلى الله عز وجل.

ولـج عتـواً فـي قبيـح اكتسابه
ستبـدي له مـا لـم يكن في حسابه
يـرى النجم تيهاً تحت ظل ركابه
أنـاخت صـروف الحادثـات ببابه
ولا حسناتٌ يلتقـى فـي كتابه
وصـب عليـه الله سـوط عذابه