المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأسرار الأربعة للحصول على البركة



صوت الحق
11-24-2008, 01:31 PM
الأسرار الأربعة للحصول على البركة

بقلم: جمال ماضي



1- البركة في (القصد في الرزق)

أي (العدل) بمعنى: (أن تحفظ حيث يجب الحفظ)، فالإمساك في محل البذل يسمى (البخل)، والبذل حيث يجب الإمساك يسمى (التبذير)، ولذلك فمن معاني العدل أيضًا: (أن تبذل حيث يجب البذل)، فالوسطية هي الطريق المحمود.



أولاً: حسن التدبير والاقتصاد في المعيشة:

يقول تعالى:﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (الأعراف: من الآية 31)، ويقول تعالى: ﴿... وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ...﴾ (الإسراء)، ويقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)﴾ (الفرقان).



فمن خلال هذه الآيات نستخلص الآتي:

1- التبذير هو الإنفاق في غير حق.. يقول مجاهد: لو أنفقت ذهبًا في طاعة الله لم يكن إسرافًا، ولو أنفقت صاعًا في معصية الله كان إسرافًا.



2- في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ما عال من اقتصد"؛ أي ما افتقر من أنفق قصدًا، بلا إسراف أو بخل.



3- حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا؛ في غير إسراف ولا مخيلة"، وفيه تدبير لمصالح الجسد والنفس معًا.



ثانيًا: المحافظة على كيل الطعام:

لحديث النبي صلى الله عليه سلم: "كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه".



من معاني الحديث:

1- أخرجوا بكيل معلوم إلى مدَّة مقدَّرة، وهو ما يُعرف بالتخطيط المنزلي.



2- ثم تدبير ونظام وادخار وطلب للدعاء في كل مرة تخرج فيها الكيل.



3- ليس الكيل من أجل معرفة المخزون أو المقدار فقط، ولكن من أجل معرفة إحلال البركة في كل مرة كما رأينا.



4- وهو نوع من القصد للابتعاد عن الإسراف أو البخل.



ثالثًا: نيل أجر وشرف اتباع السنة:

ينال المسلم أجر وشرف اتباع السنة، وحبّ الله تعالى له، فمن السنة لعق الطبق.. يقول صلى الله عليه وسلم: "إنكم لا تدرون في أيِّه البركة"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "إن البركة تنزل وسط الطعام؛ فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه"؛ أي في البدء وليس الأمر بالامتناع عن أكل الوسط.



وفي قوله صلى الله عليه وسلم: "سبق درهم مائة ألف درهم" قالوا: كيف؟ قال: "كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عُرض ماله فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها".. فأيهما أسبق: نصف المال أم جزء من المال؟!



2- البركة في نشر الدعوة

من أبرك ما يُهدى للإنسان من الله تعالى (العلم)، ووجوه البركة فيه كثيرة، ومتنوعة، نذكر منها التالي:

* نشر دعوة الإسلام:

لأن بالعلم تنشر الفكرة، وبمقدار القناعة بها تكون قناعة الآخرين، وبالعلم تُفتح القلوب للهداية، فهذه البركة كالجهاد في سبيل نشر الإسلام.



* حفظ الشريعة:

فمن أين تعرف شريعة الإسلام وضوابط وأحكام الدين إلا بالعلم؟ فالعمل على نشر العلوم المتصلة بالشريعة هو حفظ لها وانتشار.



* الإحسان إلى الناس:

فكلما أحسن العالم أو الداعي أو المفكر أو الكاتب أو المثقف أو المربي في تعامله مع الآخرين؛ كان ذلك سببًا في تغيير حياته إلى الأفضل، على علم وعلى بصيرة، وله في ذلك أجر فاعله تمامًا.



* الزيادة في العلم:

فنشر العلم هو في معناه الحقيقي زيادة في العلم؛ لأن المعلم كلما علّم الآخرين ازداد علمًا، باحتياجات جديدة، وتجارب جديدة، وخبرات جديدة، وهذه كلها أنواع من البركة.



3- البركة في الوقت

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم بارك لأمتي في بكورها"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "بورك لأمتي في بكورها"، وكان أحد السلف يقول: عجبت لمن يصلي الصبح بعد طلوع الشمس؛ كيف يُرزق؟!



ويقول صلى الله عليه وسلم: "يضرب الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقََد، ويضرب على مكان كل عقدة: عليك نوم طويل فارقد؛ فإن استيقظ وذكر الله انحلت عقدة، وإذا توضأ انحلت عقدة، وإن صلى انحلت عقدة، فقام نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان".



وحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ومن صلى الصبح فهو في ذمة الله"، أي في حمايته ورعايته وحفظه، وعندما ذكر أن رجلاً نام حتى أشرقت الشمس قال صلى الله عليه وسلم: "ذاك رجل بال الشيطان في أذنه" (البخاري)، فأهم ما ينفع الإنسان وقته يقول تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)﴾ (الملك).



ومعنى الاستفادة بالوقت وإحلال البركة فيه هو استثماره.. يقول تعالى: ﴿فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)﴾ (الجمعة)، ومن ثم كان حسن التعامل مع الوقت سببًا في نزول البركات.



4- البركة في الطاعة

لقد سبق في شعورنا وإحساسنا وعقلنا وقلبنا- بما لا يدع مجالاً لريبة أو شك- أن البركة مرتبطة بالتقوى والعبادة والطاعة، بل إنها تزيد بالطاعات وتنقص بالتكاسل والتواني والسيئات؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه".



يقول تعالى: ﴿.... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ....﴾ (الطلاق)، ويقول تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ (الطلاق: من الآية 4).



الطاعات العشرون لجلب البركة

1- القرآن:

لقوله تعالى: ﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ (الأنعام: من الآية 92).
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر؛ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة".



2- التقوى:

لقوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ﴾ (الأعراف: من الآية 96)، فيجد الرجل البركة في أهله وأولاده وتجارته وحياته.



3- التسمية:

قال صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء".



4- الاجتماع على الطعام:

يقول صلى الله عليه وسلم: "طعام الاثنين كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة".



5- السحور:

يقول صلى الله عليه وسلم: "فإن في السحور بركة"، من الأجر والثواب وتحمُّل الصوم والتقوى.



6- ماء زمزم:

وهي عين مباركة، قال صلى الله عليه وسلم: "يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم، أو قال: لو لم تغرف من الماء لكانت عينًا معينًا".. إنها المباركة، فهي طعام طعم، وشفاء سقم، أي من شربها، بنية الشبع أو الريّ شبع وارتوى.



7- زيت الزيتون:

يقول تعالى: ﴿يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ﴾ (النور: من الآية 35).



8- ليلة القدر:

يقول تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3)﴾ (الدخان).



9- العيدان:

يقول صلى الله عليه وسلم لمن خرج يوم العيد: "يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته" (البخاري).



10- الأكل الحلال:

إن الله طيب لا يحب إلا طيبًا.. يقول تعالى: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾ (البقرة: من الآية 276).



11- الشكر:

يقول تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾ (إبراهيم: من الآية 7)، والزيادة هي البركة.



12- صلة الرحم:

قال صلى الله عليه وسلم: "صلة الرحم وحسن الجوار، يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "ومن سره أن يُنسأ له في عمره، ويوسع له في رزقه، فليتق الله وليصل رحمه".



13- التبكير:

يقول صلى الله عليه وسلم: "بورك لأمتي في بكورها"، ومن دعائه صلى الله عليه وسلم: "اللهم بارك لأمتي في بكورها".



14- الزواج:

يقول تعالى: ﴿إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (النور: من الآية 32 ).



15- التخطيط هو البركة:

يقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)﴾ (الفرقان).



16- الدعاء:

في الطعام: اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار، وفي الزواج: بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما في خير.



17- الصدقة:

يقول صلى الله عليه وسلم: "إن هذا المال خضر حلو؛ فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارَك له فيه".



18- الصدق:

يقول صلى الله عليه وسلم: "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا مُحِقَت بركة بيعهما".



19- الرضا:

يقول صلى الله عليه وسلم: "من رضي بما قسم الله بارك الله له فيه ووسعه".



20- الاستغفار:

يقول تعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11)﴾ (نوح).

Mimi
11-24-2008, 06:16 PM
شكرآ ياصوت الحق

بارك الله فيك

نقاط مهمة وقيمة جدآ

أسال الله ان يجعله في موازين حسناتك وأعمالك الصالحة

Wild_Angel
11-24-2008, 07:53 PM
جزاك الله خيرا موضوع جميل وكلمات كالدرر
اللهم احفظنا وبارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار

محمود_محمد
11-24-2008, 08:17 PM
بااااااااااااااااااااااااااااارك
اللة
فيك

sosa
11-27-2008, 06:11 AM
بارك الله فيك وندعوا الله ان يهدينا جميعاويقوينا على انفسنا الامارة بالسوء وان نسعى لاتباع تلك النصائح

محمد حمدى
11-29-2008, 12:06 PM
جزاك الله خيرا يا دكتور صوت الحق....
فى انتظار المزيد

Wild_Angel
10-05-2010, 04:37 PM
جزاك الله خيراً
ونفعنا الله وإياك بتلك الكلمات