المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (من روائع الاعجاز القرأنى)



samomran
02-13-2009, 07:37 PM
إذا كان القرآن الكريم قد هتك أستار المستقبل القريب والبعيد للمسلمين بإخباره عنهم ، وعمن يتصلون بهم ، فإنه قد سبر أغوار الماضي بالنسبة للأمم السابقة عليهم حين حكى أخبار ما دار بين الأنبياء السابقين وبين أقوامهم ، وما حاق بالمكذبين منهم ، ولم يكن ذلك لمجرد التسلية بسرد وقائع التاريخ القديم ، ولكن كانت له أهداف سامية ، كان أهمها تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم وهو رأس الدعوة الإسلامية ، فإن تثبيته تثبيت لمن معه من المؤمنين به ، ومنها أيضًا تمحيص المؤمنين .
لقد حكى القرآن عن قوم نوح ، كما حكى عن قوم هود ، ولوط ، وقوم صالح ...إلى غير ذلك من الأمم السابقة .

ومنذ خلق الله الإنسان ، وهو يعلم بفطرته أن الأرض يمكن أن يكون مخبوءًا في باطنها صفحات من التاريخ الإنساني ، وذلك لعلمه بأن جميع من سبقوه قد صاروا إليها ، كما يعلم أنه سيصير إليها أيضًا ، ولكن اعتماده على فكرة الحفر والحفريات كان قليلا لقلة إمكانياته ، وعدم توفر أدواته ، ومع ذلك كان يعتمد على فكرة الحفر في حدود الإمكان للتأكد من أخبار الزمن الماضي كلما سنحت له الفرصة والظروف ولكن في الزمن الحاضر ، وبعد أن تقدمت الوسائل التكنولوجية ، وتقدمت وسائل الكشف عما في باطن الأرض ، أصبح من السهل التعرف على مناطق عديدة من العالم تحتوي على آثار الأقدمين .

· [1] أرسل الله صالحًا نبيًّا إلى ثمود ، وقد ذكر الله ذلك في سورة الأعراف بآيات بدأت بقوله سبحانه : وإلى ثمودَ أخاهم صالحا ... إلى آخر الآيات من 73 – 78 .

كانت معجزة صالح إلى قومه ناقة أخرجها الله لهم من صخرة يعرفونها ، وأوصاهم ألا يمسُّوها بسوء ، وإلا نزل بهم عذابه نتيجة لمخالفة أمره ، ولكنهم قتلوا هذه الناقة ، فحق عليهم عذاب الله ، ولهذا قال في آخر الآيات المشار إليها : فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين 78/ من سورة الأعراف . وقال عنهم في موضع آخر من القرآن : فكذّبوه فعقروها ، فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسوّاها الآية 14 / من سورة الشمس .

كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقّون هذه الآيات بالتصديق والإيمان ، ولماذا لا يصدقون القرآن فيما أخبر عن الماضي وهو حين يخبرهم عن المستقبل أو عما في ضمائرهم لا يجدونه قد خالف الواقع قيد أنمُلة ، ولكن شوقهم إلى الترقي من الإيمان عن طريق المشاهدة القلبية ، إلى الإيمان عن طريق المشاهدة العينية - هذا الشوق لا يفتُر ولا يضمحل – وهذه فطرة فطر الله الناس عليها ، وطبيعة إنسانية أصيلة ، حتى أن سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام سأل ربّه قائلا : ... أرني كيف تحيي الموتى ، قال : أوَلَمْ تؤمِنْ ؟ قال : بلى ، ولكن ليطمئنّ قلبي .

قال ابن كثير في تفسيره ص 227 ج 2 : قال علماء التفسير والنسب : كانت ثمود من العرب العاربة ، قبل إبراهيم الخليل عليه السلام ، وكانت ثمود بعد عاد ، ومساكنهم مشهورة فيما بين الحجاز والشام إلى وادي القرى وما حوله ، وقد مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على ديارهم ومساكنهم وهو ذاهب إلى تبوك في سنة تسع هجرية .

قال الإمام أحمد بن حنبل عن ابن عمر : لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس على تبوك ، نزل بهم الحِجْر عند بيوت ثمود ، فاستقى الناسُ من الآبار التي كانت تشرب منها ثمود ، فعجنوا منها ونصبوا لها القدور ، فأمَرَهم النبي صلى الله عليه وسلم فأهرقوا القدور ، وعلفوا العجين الإبل ، ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة ، ونهاهم أن يدخُلوا على القوم الذين عُذّبوا ، وقال : إني أخشى أن يصيبكم مثل ما أصابهم فلا تدخلوا عليهم . قال ابن كثير : وأصل هذا الحديث مخرّج في الصحيحين من غير وجه .

وقال الإمام أحمد عن محمد بن أبي كبشة الأنماري عن أبيه قال : لما كان في غزوة تبوك تسارع الناس إلى أهل الحجر يدخلون عليهم ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ، فنادى في الناس : الصلاة جامعة ، قال راوي الحديث : فأتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو ممسك بعنزة( آلة من آلات القتال كالرمح ) وهو يقول: ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم ؟ فناداه رجل منهم : نعجب منهم يا رسول الله ، قال : أفلا أنبئكم بأعجب من ذلك ؟ رجل من أنفسكم ( يعني نفسه ) ينبئكم بما كان قبلكم ، وبما هو كائن بعدكم ، فاستقيموا وسددوا ، فإن الله لا يعبا بعذابكم شيئا ، وسيأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم شيئا .

وقال الإمام أحمد عن جابر قال : لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجر قال : لا تسألوا الآيات ، فقد سألها قوم صالح ، فكانت – يعني الناقة – تردُ من هذا الفج ، وتصدر من هذا الفج ، فعتوْا عن أمر ربهم ، فعقروها ، فأخذتهم صيحة أهمد الله مَن تحت أديم السماء منهم إلا رجلاً واحدًا كان في حرم الله ، فقالوا : من هو يا رسول الله ؟ قال : أبو رغال ، فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه . قال ابن كثير : هذا الحديث على شرط مسلم .

وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أمية أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بقبر أبي رغال فقال : أتدرون من هذا ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : هذا قبر أبي رغال ، رجل من ثمود ، كان في حرم الله فمنعه حرمُ الله عذاب الله ، فلما خرج أصابه ما أصاب قومه ، فدفن ها هنا ، ودُفن معه غصنٌ من ذهب ، فنزل القوم فابتدروه بأسيافهم ، فبحثوا عنه فاستخرجوا الغُصْن . هذا الحديث رواه أيضًا أبو داوود عن يحيى بن معين ، قال أبو الحجّاج المزي ( شيخ ابن كثير ) هذا حديث حسن عزيز .

ملحوظة : ذكرنا في مقالة سابقة أن علماء السيرة والتاريخ الإسلامي لم يكن دورهم في نقل أحداث التاريخ غير إثبات ما مُثبت ، وكانوا يرون أن من الذنوب التي لا تغتفر أن ينصب المؤرخ من تحليلاته الشخصية ، حاكمًا مسلطًا على أحداث التاريخ ، وهذه القصة لا يمكن أن تكون مختلقة ، فمنهج المؤرخ المسلم هو منهج الصدق الأخلاقي ، وليس منهج الصدق بمعناه الإصطلاحي .

· [2]قال تعالى : أهُمْ خيرٌ أمْ قومُ تُبَّعٍ والذين مِن قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين آية 37 / من سورة الدخان .

قال ابن كثير في تفسيره ص 143 – 144 ج 4 : أن قوم تُبَّع ( وهم سبأ باليمن ) أهلكهم الله وشرّدهم في البلاد ، وقد كانوا عربًا من قحطان . وقد كانت حِمْير ( سبأ ) كلما ملك فيهم رجل سمّوْه تُبّعًا كما يقال كسرى لملك الفرس ، وقيصر لملك الروم ، وفرعون لملك مصر وغير ذلك من أعلام الأجناس ، ولكن اتفق أن بعض تبابعتهم خرج من اليمن ، وسار في البلاد حتى وصل سمرقند ، واشتد مُلكه وعظُم سلطانه وهو الذي مصَّرَ الحيرة ، فاتفق أنه مر بالمدينة النبوية أيام الجاهلية ( وكان اسمها يثرب ) وأراد قتال أهلها فمانعوه ، وقاتلوه بالنهار ، وجعلوا يُقْرونه ( أي يكرمونه ) بالليل ، فاستحيا منهم وكفَّ عنهم ، واستصحب معه حبْرَيْن من أحبار يهود كانا قد نصحاه ، وأخبراه أنه لاسبيل له على هذه البلدة ، فإنها مهاجر نبي يكون في آخر الزمان ، فرجع عنها وأخذهما معه إلى اليمن ، فلما اجتاز بمكة أراد هدم الكعبة ونهياه عن ذلك أيضًا وأخبراه بعظمة هذا البيت ، وأنه من بناء إبراهيم الخليل ، وسيكون له شأن عظيم على يديْ ذلك النبي ، فعظَّمها ، وطاف بها ، وكساها ، ثم رجع إلى اليمن ، ودعا أهلها إلى اليهودية ، فتهوّدَ معه عامة أهل اليمن .

وقد ذكر الإمام محمد بن إسحاق بن يسار تلك القصة بطولها في سيرته .

قال سعيد بن جُبير : كسا تُبّع الكعبة ، وكان سعيد ينهى عن سبِّه ، وتبع هذا هو تبع الأوسط ، واسمه أسعد أبو كريب ملكيكرب اليماني ، توفي قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بنحو سبعمائة سنة .

وذكر ابن أبى الدنيا أنه : حُفِرَ قبر بصنعاء في الإسلام ، فوجدوا فيه امرأتين صحيحتين ، وعند رءوسهما لوح من فضة مكتوب فيه بالذهب : هذا قبر حُيي ولميس ، وفي رواية أخرى ( حيي وتماضر ) ابنتيْ تُبّع ، ماتتا وهما تشهدان ألا إله إلا الله ولا تشركان به شيئا ، وعلى ذلك مات الصالحون قبلهما .

· [3] اكتشاف مدينة إرم ذات العماد التي تحدث عنها القرآن الكريم قبل 14 قرنًا من الزمان ، فقد أعلن العلماء مؤخّرًا اكتشاف هذه المدينة عقب أبحاث ودراسات علمية قام بها علماء الفضاء والجيولوجيا والآثار والتاريخ ، وأشارت إليها بعض الصحف العالمية ومن بينها مجلة التايم في فبراير 1992 وصحيفة لوس أنجلوس تايم ، ويبين معالم هذا الكشف التقرير الذي صدر وتناقلته الصحف و فحواه أنه في عام 1984 زُوِّدَ مكوك الفضاء تشالنجر بأجهزة استشعار عن بعد ، تستخدم موجات من الأشعة الغير مرئية ، أمكنها تصوير العديد من مجاري الأنهار القديمة ، والطرق المدفونة بالرمال بدقة بالغة في مساحات شاسعة من الحزام الصحراوي الممتد من موريتانيا غربًا إلى أواسط آسيا شرقًا ، وقد أشارت صحيفة الأهرام القاهرية التي نقلت الخبرفي 25/4 / 1992 إلى أن العلماء قد تحيّروا في معرفة حقيقة تلك الآثار، فلجأوا إلى الكتابات القديمة في إحدى المكتبات المتخصصة بولاية كاليفورنيا وتعرف باسم مكتبة هنتجتون ، وإلى عدد من المتخصصين في التاريخ القديم لشبه الجزيرة العربية ، وفي مقدمتهم الأمريكي جوريس زارينز من جامعة جنوب غرب ميسوري ، والبريطاني سير رانولف فينز ، فأفادا بأن هذه آثار عاصمة مُلك ( عاد ) المعروفة باسم ( إرم ) كما أثبت ذلك القرآن الكريم في سورة الفجر بقول الله تعالى : ألم تر كيف فعل ربُّك بعاد ، / إرَمَ ذات العماد / التي لم يُخلَقْ مثلُها في البلاد الآيات من 6 – 8 .

وعلى الفور قام معهد كاليفورنيا للتقنية بإعداد تقرير مطول بعنوان ( رحلة عبر الجزيرة العربية ) يستحثون فيه المسئولين بالجزيرة العربية على سرعة الكشف عن تلك الآثار التي لا يعرف الإنسان عنها شيئًا ، وقد أشار التقرير فيما أشار إلى أن هذه الحضارة قد طمرتها عاصفة رملية غير عادية ، وهذا ما قرره القرآن الكريم بقول الله تعالى : فأمّا عادٌ فاستكبروا في الأرض بغير الحق ، وقالوا مَن أشدّ مِنّا قوة ، أوَلمْ يروْا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون / فأرسلْنا عليهم ريحًا صرصرًا في أيام نحِساتٍ لنُذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ، ولعذاب الآخرة أخزى ، وهم لا يُنْصرون .

ولما كان من المتحمسين لهذا التقرير والداعين إلى الكشف عن هذه الآثار مجموعة من الصهاينة الذين تعودوا تزييف الحقائق التاريخية لصالح غرس كيان صهيوني في قلب العالم العربي ، رفضت المملكة العربية السعودية السماح لهم بالتنقيب عن هذه الآثار انطلاقًا من أراضيها ، فالتفوا حول الأمر بانطلاق فريقهم من أرض عمان في نوفمبر 1991 ، فاتجهوا إلى منطقة معروفة باسم ( الشيصار ) حيث توجد حفرة عميقة تحتوي على بقايا قلعة قديمة مدمرة ، وباستخدام أجهزة رادار أرضية أمكن الكشف عن منطقة أثرية شاسعة الإتساع تحت رمال الربع الخالي الجنوبية بين السعودية وعمان ، وقد أثبتت إزالة الرمال السافية من فوق تلك الآثار عن وجود قلعة مثمنة الجوانب ذات أسوار مرتفعة ، وأبراج مراقبة عالية يمكن أن تمثل ما أشار إليه القرآن الكريم بالوصف : إرَمَ ذات العماد


منقول

م/ احمد فاخر
02-13-2009, 07:47 PM
جزاك الله خير ياسلام

وياريت تكمل بقى صور الاعجاز القراءنى
فى سلسله متتاليه
وربنا يوفقك

emu
02-13-2009, 09:10 PM
بسم الله ماشاء الله
بجد موضوع جميل جدا يا اسلام،،
جزاك الله عنا خيرا وجعله في ميزان حسناتك،،

محمد حمدى
02-13-2009, 10:16 PM
ما شاء الله وسبحان الله ...
الله ينور يا اسلام موضوع ممتاز ...والقران كله معجزات حتى فى الوقت ده..
ويا ريتك تحاول تكتب فى موضوع الاعجاز العلمى فى القران ...

samomran
02-14-2009, 12:01 AM
ان شاء الله
اول ما يكون فى ايدى معلومات عن اعجاز القران حكتب فيه باذن الله
و شكرا للمرور الكريم

Wild_Angel
02-16-2009, 02:41 PM
جزاك الله خيرا موضوع قيم
اضيف صوتى للاصوات السابقه التى تطالب بسلسه للاعجاز العلمى فى القرآن الكريم

محبة الرحمن
02-16-2009, 09:06 PM
موضوع هايل وبارك الله فيك

الموضوع حقا جميل

samomran
04-17-2009, 09:31 PM
جزاكم الله خيرا يا جماعه على الردود الجميله دى