المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اشياء مجانيه " قصه قصيره"



witch evil
02-23-2009, 10:46 PM
أشياء مجانية

بدأت المناظر شيئا فشيئا تظهر حوله .. أطياف أشياء يراها بنصف عينه المفتوحة ثم يترجمها مخه ببطء شديد، منضدة بيضاء .. كرسى أبيض .. سرير أبيض و لكن لحظه، هناك شىء غريب .. كل الأشياء بيضاء.. أنزعج.. هل أنا فى السماء .. هل مت واصبحت فناء...ولكن أفاق من كلماته على صوت يقول نحن فى عنبر اربعه هدء قلبه فمن الواضح إنه فى مستشفى، سمع طنين بسيط غير طنين رأسه الذى أحس أنه شعر به من آلاف السنين .

دخل عليه طبيب يبدو عليه الوقار، لا تفارق الإبتسامة وجهه، معه ممرضه فى منتصف الثلاثينيات، ذات وجه صبوح يدعو إلى الطمأنينه .. و بعد أن راجع الطبيب بعض الأشياء قال مبتسما :"حمدا لله على سلامتك" .. و انصرف .. ثم اقتربت الممرضه و قالت :" سأكلم اسرتك لرؤيتك .. هذا الخبر سيبدد قلق الأسابيع الماضية فى ثوانى" و انصرفت.

و ظل هو فى الغرفة وحيدا .. تماماً كما كان فى الشهور الثلاثه الماضيه ثم فكر .. إن الدواء هنا أيضاً مجاني .. تبا للأشياء المجانية .. دائماً ما تقوده إلى أغلى الأشياء .

هكذا رجع بذهنه إلى الوراء و أخذ يتذكر كل الأشياء التى حصل عليها طيلة حياته الماضية.

تذكر مصروف جيبه من والده ..تذكر ثناء مدرسينه عليه .. تذكر شهادات تقدير تفوقه فى الثانوية العامة .. تذكر هديه أهله لدخوله الكلية.. و تذكر .. ووسط هذه الأشياء تذكر أول لفافة تبغ مجانيه اهداها له صديقه .. تذكر أول إحساس بالنشوة .. أول إحساس برجولته التائهه بأنه سيد قراره .. بقدرته على تشكيل عالمه الخاص دون تدخل من احد .. و تذكر أنتقاله إلى "الشيشه" فكلما كان يغير جمرها .. كان يحرق شيئا من روحه.

هكذا عاش أيام بحق كانت الأسوأ .. وذلك لإنه يحسب أنه يحسن صنعاً بالغياب عن الوعى و البحث عن شخصيته الضائعة .. ومرت الأيام على حاله .. هائم الوجه يعيش حياة زائفة لمجرد إنه لا يجد شيئا جديداً فى حياته .. تبا لتلك الحجه الواهيه .. إن فى باله الآن آلاف الأفكار ليجعل لحياته طعما غير التدخين و المخدرات .. و لكن دائماً كان طريق الخطيئة ألذ و أحلى .

لا عليك من الكلية أما أهلى فلا ضرر إن غضبوا قليلا .. ربى؟! و ماذا سأفعل بعد إنتهاء فترة خدمتى و بداية معاشى .. أعتقد إن التقرب إليه فى تلك الفترة ستكون واجبة .. دعنى فقط أعيش ايامى هذه و استمتع بكل لحظة فيها .

http://img18.imageshack.us/img18/7712/98c7ff13fe.jpg


و بينما هو غارق فى مراجعة حياته القديمة دخل عليه أهله .. أسرته الصغيرة التى طالما سعد إنه فرد منهم يتهافتون عليه و يقبلونه ..

و لكن لحظة .. أين والده؟ ..

من لحظه ما جاءوا و هو يشعر إن هناك شيئا غير سوى .. عيونهم تخفى شيئا .. يبدو إنه مؤلما .. إلى أقصى الحدود .. كرر السؤال مرة آخرى .. وما تطرك على اذهانه ما يحث فى جميع قصص الأفلام التى نراها وإن عقاب الله قد حان ليدفع والده ثمن إدمانه وإن الإدمان ليس مجرد أشياء مجانيه بل ثمنها فى ضياع أسرته وضياع صحته وسمعته ودراسته.

وفى هذه اللحظه صرخ بوالدته اجيبينى ارجوكى أين والدى؟..

فقالت والدته فى حزن :" والدك فى العناية المركزة .. لم يتحمل صدمة إدمان أبنه الأكبر "
لم يستطع صاحبنا منع الدمعة من الفرار بين مقلتيه .. والده الذى طالما كان يفتخر به فى أى مكان يذهب إليه ..

وقال لا لن يدفع أبى ثمن الأشياء المجانيه التى حصلت عليها ... تلك الصداقه الواهميه، وقام من فراشه وبدل ملابسه وجرى مسرعاً حتى وصل إلى باب المستشفى التى يحتجز بيها والده ودقات قلبه فى محراب قلبه خاشعه تدعوا ربه بأن يطيل فى عمر والده حتى يقوله له أسف .. سامحنى يا ابى.

وحين اقترب من غرفت العنايه فتح الباب بخوف مع إزدياد دقات قلبه وحين فتح الباب لم يجد أحد فصرخ أين والدى فل يجيبنى احد،

أمتلاء المكان بالناس القادمين على صوته وسمع بعض الكليمات تتطاير من أفواههم فى السماء بين صراخه، فصرخ بهم ليجيبنى أحد، فجاء الطبيب وقال له والدك بأمان لقد كان صبوراً راضى بقضاء الله قاوم أزمته وخرج منها برعايه الله له ، فسقطت على ركبتى ودموعى تتساقط لا أدرى من السعاده أم من عظمت الله خالق السماوات والأرض،
أحقا سمع لدعائى أحقا والدى بخير.


وقمت من بين دموعى مسرعاً إلى بيتنا وبكيت حين رأيت والدى وارتميت بين أحضانه ووعدته بأن لا اعود إلى تلك الأشياء مره آخرى لانها ليست مجرد أشياء مجانيه وإنما علما ان ثمنها كبيراً جداً، وحمداً لله إنه لم يدفعه كاملا.

خالد أبوسعده
02-23-2009, 10:53 PM
قصه جميله جدا يا حوريه
و معانيها كتيييييير اوى و كبيييره اوى
اصعب حاجة صدمه الاب فى ابن بيثق فيه ثقه عمياء

ربنا يبعدنا عن الادمان والتدخين
و شكرا ليكى علي الموضوع الجميل دا

IQI__HeMa__IQI
02-23-2009, 11:13 PM
قصه جميله اوى تسلمى بجد

witch evil
02-24-2009, 12:51 AM
قصه جميله اوى تسلمى بجد


شكرا على مرورك

Marwa Mahmoud
02-24-2009, 08:35 AM
قصة جميلة أوى يا حورية
تسلمى يا حببتى