المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من كتبه الوحى



samomran
03-04-2009, 07:13 PM
و عثمان بن عفان بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، ولِد بعد عام الفيل بست سنوات عام 576م ، وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس،فعثمان يلتقى فى نسبه من جهة أمه وأبيه مع النبى صلى الله عليه وسلم فى عبد مناف. كان ربعة من الرجال ، ليس بالقصير ولا بالطويل، حسن الوجه أبيض مشربًا بحمرة، غزير الشعر يكسو ذراعيه شعر طويل، طويل اللحية، ومن أحسن الناس ثغرًا. أجمعت المصادر التى أرخت له على وصفه بسماحة النفس، ورقة المشاعر، وكان رضى الخلق، كريمًا، شديد الحياء، صوَّامًا قوَّامًا، محبوبًا من الناس فى جاهليته وإسلامه. وتحدث هو عن نفسه فقال: لقد اختبأت لى عند ربى عشرًا، إنى لرابع أربعة فى الإسلام ، ولقد ائتمننى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته - رقية - ثم توفيت، فزوجنى الأخرى - أم كلثوم - ووالله ما سرقت ولا زنيت فى جاهلية ولا إسلام قط ولا تغنيت، ولا تمنيت ولا مسحت فرجى بيمينى منذ بايعت رسول الله، ولقد جمعت القرآن على عهد رسول الله، ولا مرت بى جمعة منذ أسلمت إلا وأنا أعتق فيها رقبة، فإن لم أجد فيها رقبة أعتقت فى التى تليها رقبتين. أسلم عثمان مبكرًا، وكان الذى دعاه إلى الإسلام هو أبو بكر الصديق، وجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم على يديه بعد إسلام أبى بكر مباشرة، ولذا كان يقول: إنى لرابع أربعة فى الإسلام بعد أبى بكر وخديجة وزيد بن حارثة، وحرص عثمان على إسلامه أشد الحرص، على الرغم من الضغوط التى تعرض لها، فعندما علم عمه الحكم بن أبى العاص بإسلامه أوثقه بالحبال، وقال له: ترغب عن دين آبائك إلى دين محدث؟ والله لا أدعك حتى تدع ما أنت فيه فأجابه عثمان: والله لا أدعه أبدًا ولا أفارقه. تزوج عثمان بن عفان من ابنتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتزوج رقية، وظلت معه حتى تُوفيت يوم انتصار المسلمين فى غزوة بدر، ولهذا لم يحضر عثمان بدرًا، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمره بالبقاء معها لتمريضها، وقد عده النبى صلى الله عليه وسلم من البدريين رغم غيابه عن المعركة، وفرض له فى غنائمها، ثم زوجه النبى صلى الله عليه وسلم ابنته أم كلثوم، ولهذا لُقب بذى النورين ، فلما توفيت فى العام التاسع من الهجرة؛ حزن عُثمان حزنًا شديدًا؛ لانقطاع مصاهرته للنبى صلى الله عليه وسلم، فواساه مواساة رقيقة قائلا: لو كانت لنا أخرى لزوجناكها يا عثمان. جاهد عثمان بن عفان منذ أن أسلم مع النبى صلى الله عليه وسلم بماله ونفسه، فهاجر الهجرتين: إلى الحبشة وإلى المدينة، وصاحبته زوجه رقية بنت النبى صلى الله عليه وسلم، وتحمل كثيرًا من الأذى. بذل عثمان ماله فى سبيل الله ونصرة دعوته، وكان من أكثر قريش مالا، فاشترى بئر رومة باثنى عشر ألف درهم، وجعلها للمسلمين فى المدينة، وكانوا يعانون من قلة المياه،وغلاء أسعارها. كما أنفق ماله فى تجهيز الجيوش وبخاصة جيش العسرة فى غزوة تبوك فى العام التاسع من الهجرة، فقد جهز وحده ثلث الجيش، وكان عدده نحو ثلاثين ألفًا، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير، وقال: ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم، قالها مرتين. وشهد عثمان المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، عدا غزوة بدر، فقد تخلف عنها بأمر من النبى صلى الله عليه وسلم، وأرسله النبى إلى مكة عام الحديبية لمفاوضة قريش، بعد اعتذار عمر بن الخطاب لرسول الله بقوله: إنى أخشى على نفسى من قريش لشدتى عليها وعداوتى إياها، ولكنى أدلك على رجل أمنع وأقوى بها منى، عثمان بن عفان. ولما أشيع أن قريشًا قد قتلت عثمان، قال النبى صلى الله عليه وسلم: لو كانوا فعلوها فلن نبرح حتى نناجزهم، وبايعه أصحابه بيعة الرضوان تحت الشجرة، وبايع النبى نفسه نيابة عن عثمان، وقال: إن عثمان بن عفان فى حاجة الله وحاجة رسوله وضرب بإحدى يديه على الأخرى مشيرًا إلى أن هذه بيعة عثمان، فكانت يد النبى صلى الله عليه وسلم لعثمان خيرًا من أيديهم لأنفسهم. وكان من كُتاب الوحى كما هو معلوم. والأحاديث الواردة فى فضل عثمان بن عفان وثناء النبى عليه كثيرة، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ألا أستحى من رجل تستحى منه الملائكة ؟. وكان عثمان بن عفان قريبًا من الخليفتين، أبى بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وموضع ثقتهما وأحد أركان حكومتهما، ومن كبار مستشاريهما، وكان يكتب لهما ، وهو الذى كتب كتاب ولاية العهد من أبى بكر إلى عمر بن الخطاب – رضى الله عنهما – وترتيب عثمان فى الفضل بين الصحابة كترتيبه فى تولِّى الخلافة عند جمهور علماء الأمة. مصحف عثمان: إذا كان لعهد عثمان بن عفان - رضى الله عنه – أن يفخر بما أنجز فيه من الأعمال العظيمة؛ فإن له أن يفخر بما هو أعظم منها جميعًا، وهو جمع القرآن الكريم على لغة واحدة. للقرآن صورتان: صورة صوتية مقروءة، وأخرى مكتوبة مدونة، وقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تدوين الآيات فور نزولها، وقبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى راجع مع جبريل - عليه السلام - ترتيب الآيات والسور مرتين. وقد حفظ الصحابة القرآن باللهجات التى درجوا عليها، وأجاز لهم النبى صلى الله عليه وسلم ذلك، ولذا ظهر الاختلاف فى وجوه القراءة بين الصحابة من بدء نزول القرآن، نتيجة للهجة التى اعتادها اللسان. ولما جُمِعَ القرآن الكريم الجمع الأول فى الصحف فى عهد أبى بكر بهيئته المكتوبة، بقيت الصورة الصوتية كما هى،ولما فُتحت البلاد وتفرق الصحابة فيها، أخذ أهل كل إقليم يقرءون القرآن بقراءة الصحابى أو الصحابة الذين عاشوا بينهم، فتمسك أهل الكوفة بقراءة عبد الله بن مسعود، وأهل الشام بقراءة أبى بن كعب، وأهل البصرة بقراءة أبى موسى الأشعرى، ومع اتساع الفتوحات، زاد الخلاف بين المسلمين حول قراءة القرآن، وتحول الأمر إلى تعصب، بل كاد أن يؤدى إلى فتنة بينهم، مما أفزع حذيفة بن اليمان الصحابى الجليل، وكان يقرأ فى أذربيجان، فرجع إلى المدينة، وأخبر عثمان بن عفان بما رأى. جمع عثمان الصحابة،وأخبرهم الخبر، فأعظموه، ورأوا جميعًا مارأى حذيفة من ضرورة جمع الناس على مصحف واحد، وأرسل عثمان إلى أم المؤمنين حفصة بنت عمر أن تبعث إليه بالمصحف الذى جُمع فى عهد أبى بكر - وكان عمر بن الخطاب قد أخذه بعد وفاة أبى بكر، ثم حُفظ بعد موته عند ابنته حفصة- ثم أمر زيد بن ثابت - الذى جمع القرآن الجمع الأول فى عهد أبى بكر الصديق - وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن ينسخوه، وقال لهم: إذا اختلفتم - يعنى فى كلمة أو كلمات- فاكتبوها بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، فلما نسخوه، أرسل إلى كل إقليم مصحفًا وأمر بإحراق ما سوى ذلك، وقد سمى هذا المصحف بالمصحف الإمام أو مصحف عثمان

Marwa Mahmoud
03-05-2009, 05:20 PM
بحييك يا أسلام على هذا المجهود

موضوع متميز

بارك الله فيك

samomran
03-06-2009, 11:36 PM
شكرا ليكى يا مرمر على الرد الجميل ده