المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصه النبى دانيال



samomran
03-04-2009, 07:24 PM
ذكر شيء من خبر دانيال عليه السلام

-1
ذكر عمارة بيت المقدس بعد خرابها واجتماع الملأ من بني إسرائيل بعد تفرقهم في بقاع الأرض وشعابها

-2
باب ذكر جماعة من أنبياء بني لإسرائيل عليهم السلام ممن لا يعلم وقت زمانهم على التعيين إلا أنهم بعد داود عليه السلام وقبل زكريا ويحي عليهما السلام
.
ذكر شيء من خبر دانيال عليه السلام
قال ابن أبي الدنيا : حدثنا أحمد بن عبد الأعلى الشيباني قال : إن لم أكن سمعته من شعيب ابن صفوان فحدثني بعض أصحابنا عنه ، عن الأجلح الكندي ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، قال : ضرا بختنصر أسدين فألقهما في جب ، وجاء بدانيال فألقاه عليهما فلم يهيجاه ، فمكث ما شاء الله ثم اشتهى ما يشتهى الآدميون من الطعام والشراب فأوحى الله إلى ارميا وهو بالشام : أن اعدد طعاما وشرابا لدنيال ، فقال : يارب 00 أنا بالأرض المقدسة ودانيال بأرض بابل من أرض العراق 0 فأوحي الله إليه : أن أعدد ما أمرناك به فإنا سنرسل من يحملك ويحمل ما أعددت 0 ففعل وأرسل إليه من حمله وحمل ما أعده حتى وقف على رأس الجب فقال دانيال : من هذا ؟ قال : أنا ارميا 0 فقال : ما جاء بك ؟ فقال : أرسلني إليك ربك 0 قال : وقد ذكرني ربي ؟ قال : نعم 0 فقال دانيال : الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره 0 والحمد لله الذي يجيب من رجاه ، والحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره ، والحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاه ، والحمد لله الذي هو يكشف ضرنا بعد كربنا ، والحمد الله الذي يقينا حين يسوء ظننا بأعمالنا ، والحمد لله الذي هو رجاؤنا حين تنقطع الحيل عنا 0 وقال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن أبي خالد بن دينار ، حدثنا أبو العالية قال : لما افتتحنا تستر وجدنا في مال بيت الهرمزان سريرا عليه رجل ميت عند رأسه مصحف ، فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر بن الخطاب فدعا له كعبا فنسخه بالعربية ، فأنا أول رجل من العرب قراه ، قرأته مثل ما أقرأ القرآن هذا 0 فقلت لأبي العالية ، ما كان فيه ؟ قال : سيركم وأموركم ولحون كلامكم وما هو كائن بعد ، قلت : فما صنعتم بالرجل ؟ قال : حفرن بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة ، ، فلما كان بالليل دفناه وسوينا القبور كلها لنعيمه على الناس فلا ينبشونه 0 قلت : فما يرجون منه ، قال : كانت السماء إذا حبست عنهم برزوا بسريره فيمطرون 0 قلت : من كنتم تظنون الرجل ؟ قال : رجل يقال له دانيال 0 قلت : منذ كم وجدتموه قد مات ؟ قال : منذ ثلاثمائة سنة 0 قلت : ما تغير منه شيء ؟ قال : إلا شعرات من قفاه ، إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض ولا تأكلها السباع 0 وهذا إسناد صحيح إلى أبي العالية ، ولكن إن كان تاريخ وفاته محفوظا من ثلاثمائة سنة فليس بنبي بل هو رجل صالح لأن عيسى ابن مريم ليس بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي بنص الحديث الذي في البخاري ، والفترة التي كانت بينهما أربعمائة سنة ، وقد يكون تاريخ وفاته من ثمانمائة سنة وهو قريب من وقت دانيال ، إن كان كونه دانيال هو المطابق لما في نفس الأمر ، فإنه قد يكون رجلا آخر إما من الأنبياء أو الصالحين ، ولكن قربت الظنون أنه دانيال لأن دانيال كان قد أخذه ملك الفرس فأقام عنده مسجونا كما تقدم 0 وقد روي بإسناد صحيح إلى أبي العالية أن طول أنفه شبر ، وعن أنس بن مالك بإسناد جيد أن طول أنفه ذراع ، فيتحمل على هذا أن يكون رجلا من الأنبياء الأقدمين قبل هذه المدد 000 والله تعالى أعلم 0 وقد قال أبي بكر بن أبي الدنيا في كتاب (( أحكام القبور )) : حدثنا أبو بلال محمد بن الحارث بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري حدثنا أبو محمد القاسم بن عبد الله ، عن أبي الأشعت الأحمري ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( إن دانيال دعا ربه عز وجل أن تدفنه أمة محمد )) فلما افتتح أبو موسى الأشعري تستر وجده في تابوت تضرب عروقه ووريده ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (( من دل على دانيال فبشروه بالجنة )) 0 فكان الذي دل عليه رجل يقال له حرقوص فكتب أبو موسى إلى عمر بخبره فكتب إليه عمر : أن ادفنه وابعث إلى حرقوص فإن النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم بشره بالجنة 0 وهذا مرسل كم هذا الوجه وفي كونه محفوظا نظر 000 والله اعلم 0 ثم قال ابن أبي الدنيا : حدثنا أبو بلال ، حدثنا قاسم بن عبد الله عن عنبسة بن سعيد - وكان عالما - قال: وجد أبو موسى مع دانيال مصحفا وجره فيها ودك ودراهم وخاتمة ، فكتب أبو موسى بذلك إلى عمر فكتب إليه عمر : أما المصحف فابعث به إليها ، وأما الودك فابعث إليه منه ومر من قبلك من المسلمين يستشفون به وأقسم الدراهم بينهم ، وأما الخاتم فقد نفلناكه 0 وروى ابن أبي الدنيا من غير وجه : أن أبا موسى لما وجده وذكروا له أنه دانيال ألتزمه وعانقه وقبله ، وكتب إلى عمر يذكر له أمره وأنه وجده عند مالا موضوعا قريبا من عشرة آلاف درهم ، وكان من جاء اقترض منها فإن ردها وإلا مرض وإن عنده ربعة (صندوق)، فأمر عمر بأن يغسل بماء وسدر ويكفن ويدفن ويخفى قبره فلا يعلم به أحد ، وأمر بالمال أن يرد إلى بيت المال وبالربعة فتحمل إليه ونفله خاتمه 0 وروى عن أبي موسى أنه أمر أربعة من الأسراء فسكروا (سدوه) نهرا وحفروا في وسطه قربا فدفنه فيه ، ثم قدم الأربعة الأسراء فضرب أعناقهم فلم يعلم موضع قبره غير أبي موسى الأشعري رضي الله عنه 0 وقال ابن أبي الدنيا : حدثني إبراهيم بن عبد الله ، حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح ، حدثنا ابن وهب ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه قال : رأيت في يد ابن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري خاتما نقش فصه أسدان بينهما رجل يلحسان ذلك الرجل ، قال أبو بردة : وهذا خاتم ذلك الرجل الميت الذي زعم أهل هذه البلدة أنه دانيال أخذه أبو موسى يوم دفنه ، قال أبو بردة : فسأل أبو موسى علماء تلك القرية عن نقش ذلك الخاتم فقالوا : إن الملك الذي كان دانيال في سلطانه جاءه المنجمون وأصحاب العلم فقالوا له : أنه يولد كذا وكذا غلام يغور ملكك ويفسده ، فقال الملك : والله لا يبقى تلك الليلة غلام إلا قتلته ، إلا أنهم أخذوا دانيال فألقوه في أجمة الأسد فبات الأسد ولبؤته يلحسانه ولم يضراه 0 فجاءت أمه فوجدتهما يلحسانه فنجته الله بذلك حتى بلغ ما بلغ قال أبو البردة : قال أبو موسى : قال علماء تلك القرية : فنقش دانيال صورته وصورة الأسدين يلحسانه في فص خاتمه لئلا ينسى نعمة الله عليه في ذلك 0 إسناد حسن

ذكر عمارة بيت المقدس بعد خرابها واجتماع الملأ من بني إسرائيل بعد تفرقهم في بقاع الأرض وشعابها
.
قال الله في كتابه المبين وهو أصدق القائلين
أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها ، فأماته الله مائة عام ثم بعثه ، قال كم لبثت ، قال لبثت يوما أو بعض يوم ، قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه ، وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس ، وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما ، فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير
قال هشام بن الكلبي : ثم أوحي الله تعالى إلى ارميا عليه السلام فيما بلغني : إني عامر بيت المقدس فاخرج إليهم فانزلها 0 فخرج حتى قدمها وهي خراب ، قال في نفسه : سبحان الله 000 أمرني الله أن أنزل هذه البلدة وأخبرني أنه عامرها فمتي يعمرها ومتي يحييها الله بعد موتها ؟‍! 0 ثم وضع رأسه فنام ومعه حماره وسلة من الطعام فمكث في نومه سبعين سنة حتى هلك بختنصر والملك الذي فوقه وهو لهراسب ، وكان ملكه مائة وعشرين سنة ، وقام بعده ولده بشتاسب بن لهراسب ، وكان موت بختنصر في دولته فبلغه في بلاد الشام أنها خراب ، وأن السباع قد كثرت في فلسطين فلم يبق بها الإنس أحد ، فنادى في الأرض بابل في بني إسرائيل : إن من شاء أن يرجع إلى الشام فليرجع 0 وملك عليهم رجلا من آل داود وأمره أن يعمر بيت المقدس ويبني مسجدها فرجعوا فعمروها ، وفتح الله لارميا عينيه فنظر إلى المدينة كيف تبني وكيف تعمر ، ومكث في نومه ذلك حتى تمت له مائة سنة 0 ثم بعثه الله وهو لا يظن أنه نام أكثر من ساعة وقد عهد المدينة خرابا فلما نظر إليها عامرة آهلة قال : ( أعلم أن الله على كل شيء قدير ) 0 قال : فأقام بنو إسرائيل بها ورد الله عليهم أمرهم فمكثوا كذلك حتى غلبت عليهم الروم في زمن ملوك الطوائف ، ثم لم يكن لهم جماعة ولا سلطان يعني بعد ظهور النصارى عليهم 0 هكذا حكاه ابن جرير في تاريخه عنه ، وذكر ابن جرير أن لهراسب كان ملكا عادلا سائسا لمملكته قد دانت له العباد والبلاد والملوك والقواد وأنه كان ذا رأي جيد في عمارة الأمصار والأنهار والمعاقل ، ثم لما ضعف عن تدبير المملكة بعد مائة سنة ونيف نزل عن الملك لولده بشتاسب ، فكان في زمانه ظهور دين المجوسية وذلك أن رجلا اسمه زرا دشت كان قد صحب ارميا عليه السلام فأغضبه فدعا عليه ارميا عليه السلام فبرص زرا دشت فذهب فلحق بأرض أذربيجان وصحب بشتاسب فلقنه دين المجوسية الذي اخترعه من تلقاء نفسه فقبله منه بشتاسب ، وحمل الناس عليه وقهرهم وقتل منهم خلقا كثيرا ممن أباه منهم 0 ثم كان بعد بشتاسب بهمن بن بشتاسب وهو من ملوك الفرس المشهورين والأبطال المذكورين وقد ناب بختنصر لكل واحد من هؤلاء الثلاثة وعمر دهرا طويلا قبحه الله 0 والمقصود أن هذا الذي ذكره ابن جرير من أن هذا المار علي هذه القرية هو ارميا عليه السلام ، قاله وهب بن منه ، وعبد الله بن عبيد بن عمير وغيرهما 0 وهو قوي من حيث السياق المتقدم ، وقد روى عن على وعبد الله بن سلام وابن عباس والحسن وقتادة والسدي وسليمان بن بردة وغيرهم أنه عزير 0 وهذا أشهر عند كثير من السلف والخلف 000 والله أعلم