المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزوجة أنس المشاعر.. . والزوج تحفة الأيّام



froty
03-26-2009, 09:27 PM
الزوجة أنس المشاعر.. . والزوج تحفة الأيّام


لن يكون بمقدور يدٍ أن تنسج حكاية النعم التي تحفنا في حياتنا الزوجية، ولا يستطيع كاتب بمداد القلم أن يعدّد لحظات الجمال النابضة بالمحبّة والمودّة والأشجان، ولا يستطيع شاعر بقافية القصيدة أن يحصي نعم الله سبحانه وتعالى المترنحة على رمال الواقع وظلم الإنسان، ففي كلّ يوم تغشانا موجة الودّ والحنان، ومن تحتها موجة الهدوء والاستقرار، ومن فوقها سحابة الدفء والحب والأمان. قال الله تعالى:
(( وَآتَاكُمْ مِنْ كُل مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوهَا إِن الإنسان لَظَلُومٌ كَفارٌ )) /إبراهيم:34

جحيم الوساوس

ما الذي يحدث مع تلك الزوجة بعد التنكّر لنعم الزوج؟ تقول، وهي التي كانت مصرّة على الطلاق:
ها أنا ذا بعد طلاقي وحيدة المشاعر.. خالية العواطف.. غارقة في جحيم الوساوس والهواجس.. حبيسة أربعة جدران .. أعدّ أخماساً في أسداس.. أنادي بصوت يتذبذب في الهواء
مسحت بأطراف البنــــــان مدامعــــي فصارت خضاباً بالبنان كما ترى
أنادي زوجي بصوت مرتفع فأسمع صداه يقول لي: الإقرار بنعمة الزواج فضيلة، والحديث عن محاسنه صفة محمودة، والتفكّر في آياته عبادة جليلة، والاستعانة به على البرّ والخير والإحسان إلى الزوج والأبناء فطنة وحكمة.
قال الله تعالى وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدةً وَرَحْمَةً إِن فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكرُونَ )) /الروم:21
أهمس في أذن الزوجة وأقول لها:
زوجكِ له شأن عظيم في قلبكِ، هو أنسك ولباسك وسرّ سعادتكِ، هو جنتكِ وناركِ، إذا بات وهو عنكِ راضٍ دخلت الجنة، ولو أُمِرَ أحد أن يسجد لأحدِ لأمرتِ أنت بالسجود لزوجكِ لعلوّ منزلته وعظيم درجته، واعلمي أنّ حسن تبعلكِ له يعدل الجهاد في سبيل الله، وأيّ امرأة طلبت الطلاق بغير بأس لا تشم رائحة الجنة. لماذا؟ حتى تبقى البيوت تحفها أجنحة الهناءة وظلال الوفاء.

كفر العشير

قال رسول الله :
)أُريت النار فإذا أكثر أهلها النساء، لأنهن يكفرن العشير ويكفرن الإحسان، ولو أحسنت إلى إحداهنّ الدهر ثم رأت منك شيئاً، قالت: ما رأيت منك خيراً قط(
ومن هنا كان الشيطان حريصاً على أن يفسد الحياة الزوجية بين الزوجين، فبعد أن عَرَفَ منزلة الشكر، وأنّه أرفع الدرجات والمقامات، جعل هدفه الأسمى أن يصرف الزوجين عن شكر نعمة المودّة والمحبّة بينهما، ونعمة ألحان الأطفال في بيتهما. قال الله سبحانه وتعالى: ( ثُم لآتِيَنهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) /الأعراف:17/.
والناس تجاه نعمة الزواج ينقسمون إلى قسمين: شكور وكفور، فَـقَيْدُ نعمة الزواج الحمد، وزيادة الألفة والمحبّة بين الزوجين الشكر، وزوالها بالسخط والتبرّم وعدم الرضا لما وهبنا الله عزّ وجلّ من حياة هانئة وأيّام حلوة هادئة.
قال الله تعالى: (( وَإِذْ تَأَذنَ رَبكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِن عَذَابِي لَشَدِيدٌ )) /إبراهيم:7

جحود نعمة الزواج

سألتُ مجموعة من الشباب الذين أطلقوا قذيفة الطلاق تجاه قواريرهم الرقيقة: «ما النعم التي فقدتموها بعد الطلاق؟«
فقال أحدهم: «لقد فقدت نعمة الإيواء والسكن والأنس والنجاح.. هكذا هي المشاعر المؤلمة كلّ صباح.. تهبّ عواصف الحيرة مع كل هبّة رياح.. حاولتُ أن أكبت آلامي ولكن بكائي قد باح.. أصارع نفسي فتصرعني بالحزن والصياح.. أنادي بصوتٍ مبحوح: إلى متى هذا الكفاح.. ويا ترى من سيمسح عن جسدي آثار الجراح.. وهل سأسْتعيد نعمتي وأُنْسِي بدموعي والنواح؟«.
ويقول الآخر:
«فقدت نعمة الاستقرار، فها أنا ذا تائه لا أجد مؤنساً إلا ليلي والقمر، يتابعني ظلّي بعد الفجر وأذان العصر، تمرّ أطياف ذكرياتها في الضحى ووقت السحر، أكتم أسراري ومشاعري، فأحسّ بكبت العواطف!«
سألته: «ماذا تقصد من كبت العواطف؟«.
فقال: «أبكي إذا ابتسم الناس، أضحك ولا أدري ما يضحكني، نائم والعيون تدمع، ساجد والضلوع تتوجع«.
وبعد أن أطلق نظرة إلى السماء قال لي عبارة كتبتها بماء الحبر الملوّن:
«يا ليتني أعود إلى عشي واستقراري، هناك مع زوجتي وأبنائي، يا ليتنا شكرنا المنعم الوهّاب، الذي أنعم علينا تلك

النِعم، نِعم المودّة والمحبة والهدوء والسكينة والأمان

ثلاثة أبحر
أيّها الأزواج.. يا من تَطْفون على ثلاثة أبحر من النعم:
(1) نعمة الزواج وهي نعمة متحقِقة.
(2) ونعمة الأطفال والأحفاد وهي نعمة منتظرة مرجوّة.
(3) ونعمة الاستقرار والمحبّة والمودّة التي أنتم فيها ولا تشعرون بها.
فإذا أحبّ الله عبده وأراد أن يتمّ نعمته عليه كنعمة الزواج الحاصلة وهب له من الحمد والشكر ما يقيّد هذه النعم، ووهب له من العمل ما يرضي به ربّه، ولا يجلب به سخطه حتى تتحقق له النعم المنتظرة، ثم عرّفه النعم التي هو فيها كاستقرار العواطف والمشاعر، وسكون الأطراف والخواطر.
ولكن.. بسبب كفر النعم، أو سوء المعاملة الزوجيّة، أو خيانةٍ من أحد الزوجين، تزول نعمة الزواج، فنسمع بأنّ الزوج طلّق زوجته، ودمّر بيته وأبناءه.
قال الله تعالى: (( وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطيبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ )) /النحل:72

الملل والسخط


يقول ابن القيم في كتابه الفوائد: ومن الآفات الخفيّة العامة: أن يكون العبد في نعمة أنعم الله بها عليه واختارها له، فيملّها العبد ويطلب الانتقال منها إلى ما يزعم لجهله أنه خير له منها، وربّه برحمته لا يخرجه من تلك النعمة، ويعذره بجهله وسوء اختياره لنفسه، حتى إذا ضاق ذرعاً بتلك النعمة وسخِطها وتبرّم بها واستحكم مَلَلُه لها سلَبَه الله إياها. فإذا انتقل إلى ما طلبه، ورأى التفاوت بين ما كان فيه وما صار إليه، اشتدّ قلقه وندمه، وطلب العودة إلى ما كان فيه. فإذا أراد الله بعبده خيراً ورشداً أشهده أن ما هو فيه نعمة من نِعَمه عليه ورضاه به وأوزعه شكره عليه، فإذا حدّثته نفسُه بالانتقال عنه استخار ربه استخارة جاهلٍ بمصلحته عاجز عنها مفوض إلى الله طالب من حسن اختياره له.
الإقرار بالنعم.. وشكرها
حُكي أنّ أعرابياً دخل على الرشيد، فقال: «يا أمير المؤمنين، ثبّت الله عليك النعم التي أنت فيها بإدامة شكرها، وحقّق لك النعم التي ترجوها بحسن الظنّ به ودوام طاعته، وعرّفك النعم التي أنت فيها ولا تعرفها لتشكرها«. فأعجبه ذلك منه وقال: ما أحسن تقسيمه.
فالقلب يقرّ بنعم المحبّة والمودّة والرحمة بين الزوجين، واللسان يشهد ويثني على الله سبحانه وتعالى بالحمد والشكر على نعمة الزواج، والجوارح تستجيب لأمر خالقها ً لأنعمه، فتكفّ عن كلّ ما حرّم الله.
قال الله تعالى: (( وَمَنْ يُبَدلْ نِعْمَةَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِن اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) /البقرة:211


عَلِمَ رسولنا أسرار البشر، فضرب لنا أجمل الأمثلة في الشكر والحمد، ها هو أعظم زوج في العالم، سيّدنا وحبيبنا محمد يترجم معاني الشكر لزوجته عائشة رضي الله عنها، حين قالت: رأيته ذات مرة يقوم الليل حتى تفطّرت قدماه ، فقالت عائشة رضي الله عنها: تفعل ذلك وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر، فقال : «أفلا أكون عبداً شكوراً«.
قال الله تعالى بلسان سيلمان عليه السلام:

(( هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِن رَبي غَنِي كَرِيمٌ )) /النمل:40

ولقد أخرج البيهقي في شُعَب الإيمان أنّ رجلاً سأل أبا تميمة: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت بين نعمتين لا أدري أيتهما أفضل!'؛ ذنوب سترها الله فلا يستطيع أن يعيّرني بها أحد، ومودّة قذفها الله في قلوب العباد لا يبلغها عملي.
كيف يكون الشكر؟
في حياتنا الزوجيّة موازين دقيقة يعرف بها مدى قوّة اعتقاد الفرد وثقته بالله على النعم التي لا تعدّ ولا تحصى، ومن أبرز تلك الموازين ميزان (الشكر).
والشكر ليس كلمات تتمتم على اللسان فحسب، ولكن لا بدّ من إعلان القلب الثناء والحمد لصاحب النعم والعرفان، وشكر سائر الجوارح إنما يكون بالطاعة، ومدّ يد المعونة والمساعدة والإحسان.
يقول العلماء: شكر العبد يدور على ثلاثة أركان لا يكون شاكراً إلا بمجموعها، وهي:
* الاعتراف بالنعمة باطناً.
* التحدّث بها ظاهراً.
* الاستعانة بها على طاعة الله عزّ وجلّ.

ويارب مكنش طولت عليكم

Shimaa MMB
03-26-2009, 10:16 PM
الموضوع رائع بجد الله ينور عليكي يا فروتي
مفيش كلام تاني ممكن اقوله على الموضوع ده

Youssef Mostafa
03-26-2009, 10:31 PM
جامد جدا يافروتى بجد

froty
03-26-2009, 10:39 PM
ميرسى ليكى يا شيمو يا رافعة معنوياتى

froty
03-26-2009, 10:40 PM
شكرا ليك يا يوسف والله موضيعى بتنور لما بتمر عليها

Soma
03-27-2009, 01:17 AM
بجد موضوعك هايل جدا واتمنى ان كل الناس اللى مش حاسة بالنعمه دى
تقرا موضوعك حيعرفوا اد ايه ممكن يتحرموا من نعمه جميلة من نعم الله علينا
ميرسى كتيييييييييييييييييييير بجد جميل جداااااااااااا

Wild_Angel
03-27-2009, 03:27 AM
جزاك الله خيرا
موضوع حقا رائع
بارك الله فيك واسعد قلبك

ياسمين
03-27-2009, 05:23 AM
شكرا بجد لكى يا فروتي
موضوع جميل جدا
وياريت كلنا نفهم معناه بجد

froty
03-27-2009, 01:29 PM
ميرسى على مروركم على موضوعى

ويارب اكون وصلتلكم حاجة مفيدة

froty
03-28-2009, 10:49 PM
وميرسى ليكى يا سومه على رأيك

ومنورة التوبيك يا قمر

shemo
03-29-2009, 01:01 AM
موضوع رائع جداااااااااااااااااااااااااااااااااااا
شكرا على التوبيك الهايل ده

A.H.D
03-31-2009, 10:40 PM
اللة ينور عليكى يافروتى
تسلمى

froty
04-03-2009, 12:06 AM
ميرسى على مروركم على الموضوع ويارب تكونوا استفتم

ومنورانى يا هند يا قمر انتى وشيمو

alaa eid
04-03-2009, 01:06 AM
موضوعك هااااااايل يا فروتي
تسلمي حبيبتي

محمد خضير
04-03-2009, 02:38 AM
جميل اوى الموضوع يا فادية وياريت نستفيد منه ونجعله عظه لنا

محمد حمدى
04-03-2009, 02:54 AM
ايه يافادية الحلاوة دى ........... والله مواضيع فتاكة ..

froty
04-09-2009, 11:07 PM
شكرا يا جماعه على مروركم على موضوعاتى

ويا رب تكون افدتكم