المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاحتباس الحراري والكوارث



samomran
09-29-2008, 03:01 PM
اظهرت دراسة جديدة اعدها معهد الماني متخصص في العلوم الطبيعية والفيزيائية بتوكيل من الامم المتحدة ونشرت نتائجها بصورة مقتضبة ان المناخ العالمي سجل درجات حرارة عالية وبسرعة بطريقة لم يسبق لها مثيل. ووفقا للدراسة التي قام بها معهد (ماكس بلانك للعلوم الطبيعية والفيزيائية) فان درجات الحرارة في العالم سترتفع تدريجيا وبشكل مستمر لتبلغ الزيادة في نهاية القرن الحالي اربع درجات مئوية.

وثبت لدى العلماء الذين عملوا على الدراسة منسوب مياه البحار والمحيطات يرتفع وسيستمر بالارتفاع ليصل الى 30 سنتيمترا منبهين في الوقت نفسه الى ان هذه الظاهرة تعتبر من اضخم التحولات والتغيرات التي يشهدها المناخ العالمي منذ ملايين السنين.

واكد البروفيسور هارتموت غراسيل في مؤتمر صحفي عقده في مقر المعهد ان "فصول الصيف بدات منذ سنوات تزداد دفئا وجفافا وفصول الشتاء اكثر دفئا ورطوبة".

اما الخبير اريش روكنار والذي اشرف على اعداد الدراسة فقد حذر انه بسبب تلك المتغيرات فان خطر ارتفاع نسبة الامطار وما تسببه من اضرار وخطر الفيضانات اصبح في هذه الان اوضح واكثر جدية من اي وقت مضى متوقعا ان يصبح الجفاف الكبير في اوروبا وفي المانيا ايضا من الميزات الطبيعية لفصل الصيف.

اما رئيس المعهد البروفيسور يواخيم ماروتسكي فقد اكد من ناحيته على ان المعارف الاساسية للطقس والمناخ العالمي بحد ذاتها لم تشهد تغيرات كبيرة ولم تؤدي الحسابات والبيانات الجديدة التي تضمنتها الدراسة معلومات جديدة بالمطلق ولكنها اكدت على المعلومات الخاصة بالتغيرات المناخية وعززتها. واشار الى ان ما نعرفه عن الطقس والمناخ العالمي اصبحتا حاليا اكثر ثباتا وترسخا واصبحت ايضا اقرب الى النهج العلمي ولا سيما فيما يتعلق بذوبان الكتل الجليدية والثلجية في القطب الجنوبي خلال فصل الصيف.

واوضح ماروتسكي بان ذلك يؤثر بصورة مؤكدة ودراماتيكية على حياة وتطور الظروف الحياتية للبشر وعلى ظروف النمو والحياة لكل من عالمي النبات والحيوان مبينا ان جبال الجليد ومساحاته في القطب الجنوبي والقطب الشمالي اخذة منذ سنوات في الانكماش والانحسار. وتوقع ان يصبح القطبين الجنوبي والشمالي بدون جليد او ثلخ خلال في فصل الصيف في نهاية القرن الحالي وسيتحولان الى مساحات جغرافية عادية كغيرها من مساحات الكرة الارضية الاخرى.

وحذر ماروتسكي من ان الامر لن يقتصر فقط على ارتفاع درجات الحرارة ومنسوب مياه البحار والمحيطات بل ان مؤثرات الغازات الدفيئة ستزداد ضراوة وهو ما يجب اخذه في الحسبان والقيام بكل ما من يلزم للحيلولة دون حصول تغيرات مناخية لا يحمد عقباها.

ويؤكد العلماء أن هذا الانكماش يندرج في إطار خط متصاعد لتقلص الكتل الجليدية للقطب الشمالي خلال فصل الصيف من كل سنة. وحسب نفس الخبراء فإنه لا يمكن تفسير هذا التحول الطارئ في حجم الكتل الجليدية بمعزل عن الاحترار الأرضي الذي يتسبب فيه الإنسان.

ويشير العلماء إلى أن عملية الاحترار أصبحت ظاهرة تضمن استمراريتها عن طريق إنتاج شروط تكونها. فبدلاً من أن تقوم الكتل الجليدية الضخمة بعكس أشعة الشمس إلى السماء، تمتص مياه البحار والمحيطات، وخاصة تلك القريبة من الكتل الجليدية في القطب الشمالي أشعة الشمس نتيجة تقلص حجم الجليد، وهو ما يؤدي في المحصلة النهائية إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض.

وعلى ضوء تقديرات أجريت بواسطة الكمبيوتر فإنه من المتوقع أن تطرأ تغيرات عميقة على القطب الشمالي مع نهاية القرن الحالي نتيجة لاستمرار الانبعاث الحراري الذي يحدث طبقة كثيفة من الغازات تحيط بالغشاء الجوي، مما يحول دون انعكاس أشعة الشمس خارجها. ويظهر هذا التغير الملحوظ في اختفاء كتل الجليد وانفتاح القطب الشمالي أمام حركة الملاحة، لا سيما في فصل الصيف. وفي الوقت الذي سيؤدي فيه هذا التغير المتمثل في اتساع رقعة مياه القطب الشمالي إلى إنعاش بعض الحيوانات القطبية والحيتان، فضلاً عن شق طريق مختصرة تربط المحيطين الأطلسي والهادئ، إلا أن هناك مجموعة من المشاكل ستبرز إلى السطح؛ لعل أهمها وأخطرها هو ارتفاع منسوب مياه المحيطات والبحار نتيجة ذوبان كميات كبيرة من الجليد في القطب الشمالي، مما يهدد بإغراق المناطق الساحلية.

وتشير التقديرات إلى أن مساحة الكتل الجليدية الممتدة على طول القطب الشمالي كانت تصل في الفترة ما بين 1979 و2000، وهي الفترة التي شهدت انطلاق المسح عبر الأقمار الاصطناعية، إلى 2.69 مليون ميل مربع مقتربة بذلك من مساحة الولايات المتحدة. أما خلال الصيف الأخير فأشارت التقديرات إلى تقلص تلك المساحة إلى حوالي 20%. وإذا ما استمر تقلص حجم الكتل الجليدية في القطب الشمالي على هذه الوتيرة فإن النتائج ستكون وخيمة على مستقبل الأراضي المتاخمة للقطب الشمالي بما في ذلك أميركا الشمالية وأوروبا، حيث من المتوقع أن تغرق المناطق الساحلية نتيجة ارتفاع منسوب المياه. ويقدر الفرق بين معدل مساحة الكتل الجليدية في السابق وحجمها الحالي بحوالى 500 ألف ميل مربع، أي ضعف مساحة تكساس.

وفي هذا الإطار يقول مارك سيريز الأستاذ في جامعة كولورادو بأن الصيف الماضي شهد تقلصاً حاداً، وذلك للمرة الرابعة على التوالي، في مساحة الجليد القطبي. وهو الطرح ذاته الذي يؤكده الدكتور "سكامبوس" بقوله إن استمرار التراجع في مساحة الجليد "سيعقد الأمور أكثر في المستقبل، ولا نعرف كيف نوقف هذا التراجع".

وبخلاف الدورة الطبيعية التي تطال الغلاف الجوي القطبي، والتي يفسر بها العلماء ظاهرة تراجع مساحة القطب الشمالي في الماضي، فإن التقلص الحالي لا يرجع إلى تلك الدورة، بل هو نتيجة الاحترار العالمي المتسارع الذي بدأت تداعياته تظهر مؤخراً.

وبالرغم من أن آثار الاحتباس الحراري باتت ظاهرة للعيان، من خلال انبعاث الغازات السامة في الأجواء، والارتفاع المحسوس لدرجات حرارة الأرض، إلا أن بعض العلماء مازالوا يبدون تشككهم حيال العلاقة المفترضة بين الاحتباس الحراري والتغييرات التي تطرأ على القطب الشمالي، خصوصاً فيما يتعلق بمسؤولية غاز ثاني أكسيد الكربون عن تآكل الكتل الجليدية العائمة في شمال المحيط الأطلسي. لكن الدكتور "سيريز" يصر على دور الاحتباس الحراري في ذوبان الجليد معتبراً أنه العامل الرئيسي وراء ارتفاع منسوب المياه في العالم، حيث يقول: "مع كل تلك المساحة من مياه المحيطات والبحار الداكنة اللون، فإن الحرارة المنبعثة من أشعة الشمس تظل مخزنة في أعماق المياه القطبية، وعندما يحل الشتاء أو الخريف يصعب تشكل الجليد نتيجة لتلك الحرارة، وهو ما يفاقم عملية الذوبان خلال السنوات المقبلة". والنتيجة يضيف العالم: "أن القطب الشمالي سيصبح مختلفاً عما كان يتصوره الناس". إلى ذلك يعتقد خبراء آخرون مثل إجناتيوس ريجور من جامعة واشنطن أن التغير في طبيعة القطب الشمالي إنما هو راجع إلى تقاطع العديد من العوامل، لكنه يتفق مع الدكتور "سيريز" على الدور المحوري الذي يلعبه الاحتباس الحراري في التسريع من تلك التغيرات. وفي هذا السياق يؤكد إجناتيوس قائلا:"لاشك أن الاحترار الأرضي له أثر بالغ في نشوء الحالة الجديدة التي بتنا نلاحظ عليها القطب الشمالي، والعلاقة فعلاً وثيقة بين ارتفاع درجة حرارة الأرض المسجلة سنوياً، وذوبان الجليد في القطب الشمالي".

غير أن من أبرز الأصوات العلمية الرافضة لحصر التغيرات التي تطال القطب الشمالي في الاحتباس الحراري العالمة "كلير باركنسون" من وكالة الفضاء الأميركية التي تؤكد على وجود عوامل أخرى مسؤولة عن التغير الحاصل في القطب الشمالي تنضاف إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، وذوبان الكتل الجليدية الضخمة، منوهة إلى أن النظام الذي يحكم هذه التغيرات مازال معقداً وليس من السهل إدراك كنهه.

ونفس التحفظ أبداه "ويليام تشابمان" المتخصص في الكتل الجليدية والأستاذ في جامعة إليونيس، حيث شدد على ضرورة النظر إلى العوامل المحتملة الأخرى المسببة لهذه التغيرات؛ مثل تباين أنماط الرياح التي تؤدي إلى تغير مواقع الكتل الجليدية والدفع بها إلى أماكن أخرى

Wild_Angel
12-05-2008, 02:30 PM
شكرا جزيلا يا اسلام على الموضوع القيم

sosa
12-05-2008, 09:23 PM
الموضوع ده جميل اوى اوى

Marwa Mahmoud
04-26-2009, 06:16 PM
جزاك الله كل خير يا أسلام

موضوع رائع و معلة مات قيمة