المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التواضــع خُُلق الأنبياء



H@$@N
04-21-2009, 06:50 PM
التواضع
خلق الأنبياء ومفخرتهم، وأصل ترشحهم للنبوة وهداية البشر، وهو من الاخلاق الكريمة التى تستهوي القلوب وتستثير الإعجاب والتقدير، ولهذا نرى أن الله تعالى أمر النبى محمد(صلى الله عليه وسلم) بالتواضع فقال تعالى: "واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين"

وجاء عن الإمام على "إن في السماء ملكين موكَّلين بالعباد، فمن تواضع لله رفعاه، ومن تكبر وضعاه".

وكفى بهذه الفضيلة شرفاً أن أول معصية عصي بها المولى تعالى هي ما يقابلها من الرذيلة وهو "التكبر"، عندما أطل إبليس رافضاً السجود لادم تكبراً واستعلاءً فكانت النتيجة أن حل عليه الغضب الإلهي:
"قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها"
وجزاء التكبر عند الله هو عذاب النار،
"أليس في جهنم مثوى للمتكبرين"

تواضع المؤمن مع نفسه :

إن التواضع خاصية راسخة في نفس الإنسان تصبغ حركة المؤمن وتسمها بسماتها، وهو يظهر في شمائل الرجل وإطراق رأسه، وجلوسه متربعاً أو متكئاً، وفي أقواله حتى في صوته، ويظهر في مشيه وقيامه وجلوسه، وحركاته وسكناته، وفي تعاطيه، وفي سائر تقلباته، ومجمل هذه الصفات جعلها أمير المؤمنين في كلمة موجزة فقال في صفات المؤمن: "أوسع شيء صدراً وأذلّ شيء نفساً... نفسه أصلب من الصلد وهو أذل من العبد".

وبالجملة فإن تواضع الإنسان مع نفسه مقدمة لتواضعه مع غيره من أصناف الناس الذين يتعامل معهم في المجتمع.

التواضع للوالدين :

هذا التواضع يعتبر من حق الوالدين على الولد، ومن أشكال البر بهما حيث يقول تعالى: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا".

ويفيد الإنسان أن يتذكر أنَّهما أصل وجوده وسبب بقائه بما تعاهداه من حمل أمه له وتربيتها، وتعب والده لحمايته وصونه، ونستدل على ذلك من خلال الاية المباركة: "كما ربياني صغيراً".
وهذا يوجب لهما حق التواضع والخضوع، واستشعار الذل أمامهما.
ومن مظاهر الأدب والتواضع للوالدين:
أن يقف الإبن عند دخول الأب عليه.
ويسكت عند حديثه ولا يقاطعه.
ويخفض صوته في حضرته لأن رفع الصوت علامة التمرد والتهاون بمقام الوالد.

التواضع للناس :

إن القلوب لا تتخلق بالأخلاق المحمودة إلا بالعلم والعمل جميعاً، ولا يتم التواضع بعد المعرفة والعلم إلا بالعمل ومعاشرة الناس بالحسنى، بحيث يتواضع الإنسان في معاملاته لسائر الخلق الصغير منهم والكبير، ويبين القران لنا جوانب أساسية من التواضع في معاشرة الناس، فيأتي في سورة لقمان: "ولا تصعر خدك للناس".

وعدم الميل بالوجه عنهم إهمالاً واستعلاءً، فمن التواضع الإقبال على الخلق، واستماع حديثهم والاهتمام بهم ولو صغر موقعهم في المجتمع، وقد كان رسول الله (ص) يقبل على من يحدثه ولا يرفع يده من يد صاحبه حتى يكون هو الذي يرفعها.

"ولا تمشي في الأرض مرحا"، مِمَّا يدلّ على زهو وخيلاء في النفس.

"من تعظَّم في نفسه واختال في مشيته لقي الله وهو عليه غضبان" رسول الله (ص).

التواضع المذموم :

رغم شدة اهتمام الإسلام بالتواضع، ونهي المؤمنين عن الترفع على غيرهم من الناس إلا أن الله تعالى قد وضع حداً للتواضع بشكلٍ لا يقود إلى الذلة والضعف المهين للإنسان والدين.
فعلى المؤمن أن يبقى عزيزاً في مواجهة الفاسقين والعصاة وأهل الكفر.

"أعزة على الكافرين"

إن خفض الجناح أمام أهل العصيان يعتبر ذلاً ومهانةً لنفس الإنسان وتوهيناً للدين من ناحية أخرى.

وفي إطار وَصفِ أبي سعيد الخدري لرسول الله (ص) قول: "متواضعاً في غير مذلة".
والنبي نفسه (ص) يقول: "طوبى لمن تواضع في غير مسكنة".

إن الطريقة الإلهية تقضي بالاعتدال في الخصال والصفات والإفراط بالتواضع في غير محله عاقبته الذل والهوان، كما أن التفريط به يؤدي إلى التكبر.

تواضع النبي (صلى الله عليه وسلم) :

"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة".

كان النبي (ص) أشد الناس تواضعاً:

كان إذا دخل منزلاً قعد في أدنى المجلس حين يدخل.

وكان في بيته في مهنة أهله، يحلب شاته، ويرقِّع ثوبه، ويخدم نفسه، ويحمل بضاعته من السوق.

وكان يجالس الفقراء، ويواكل المساكين.

وما أخذ أحدٌ بيده فيرسل يده حتى يرسلها الاخر.

وكان يبدأ من لقيه بالسلام، ويباديء أصحابه بالمصافحة.

ولم يُرَ، قط ماداً رجليه بين أصحابه.

يُكرم من يدخل عليه، وربما بسط له ثوبه ويؤثره بالوسادة التي تحته.

ولا يقطع على أحد الحديث.

وكان أكثر الناس تبسُّماً، وأطيبهم نفساً.

يقول أمير المؤمنين : حول تواضع النبي (ص): "ولقد كان يأكل على الأرض، ويجلس جلسة العبد ويخصف بيده نعله، ويرقِّع بيده ثوبه، ويركب الحمار العاري، ويُردف خلفه.

alaa eid
04-21-2009, 08:10 PM
http://www.7ammil.com/data/visitors/2009/04/21/storm_1926758089111400769_post-19496-1155500579.gif (http://www.7ammil.com)