المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما قال محمد لأمه: «أنا خايف تموتوا»



Sara Gamal
05-20-2009, 03:25 PM
حينما يسقط الموت فى مصر «فى أى مكان» يتحول وجدان المصريين إلى هرم من الحزن... الحزن والموت فى مصر فى حجم الهرم ولا يدانيه حزن فى بلد آخر، للموت جذور فى الجينات عند المصريين... لا يبهر المصرى سرادق عرس، ولا يقف ليهنئ العروسين، ولكنه يقف ويرفع إصبعه بالشهادة ويخشع لمرور جنازة...

يموت الصغار فى بلادنا كل يوم، وأعانى شخصياً من موت الأطفال وأشعر أنه موت للمستقبل وأنه إهمال للحاضر، حينما زرت مستشفى سرطان الأطفال وجلست أرسم مع الأصابع المرتعشة، والعيون التى أغرقتها آلام العذاب الكيماوى من حزن، ورأيت الحزن والألم الأكبر فى عيون الأمهات، هذا المستشفى قام بجهود السيدة سوزان مبارك، هل كانت تعلم مستقبلا بما سوف يحدث لحفيدها لتشارك فى حماية كل هؤلاء الأطفال؟

وتغلق الأبواب يومياً على أحزان كثيرة وحزانى كثيرات، ومكلومين ومكلومات، ولكن يبقى للموت المعلن أحزان خاصة تسقط على الجميع فى كل بيت وخلف كل باب، والموت فى بيت المسؤولية يتحول إلى مسؤولية حزن فى كل بيت، وحينما ظهر الإعلامى الإنسان عمرو أديب على شاشة «القاهرة اليوم»، ذلك الإعلامى الذى عودنا أن يشيع فينا المرح والسخرية لأكثر الأخبار ألما، فساد القمح وفساد الذمم..

ولكن وجهه هذه المرة كان وجه أب يشعر بألم كبير، ضبط مشاعره على مشاعر أم محمد، ووالد محمد، والجد والجدة.. طرد هاجس المعارضة اليومى عند كل تجاوز هنا وفساد هناك، سقط الحزن فتغير وجه الإعلام، تحول وجه عمرو من مصرى يضحك ويطرق النكت حتى على نفسه.. إلى جبل هده الحزن يبحث عن ألفاظ يعبر بها عن مؤازرته للحدث، كان يعلن عن مأزق المرض الخطير فقط..

فما بالك بخبر الموت.. موت الصغير محمد يحدث فى كل ساعة وفى كل بيت، ولكن الموت المعلن فى بيت مثقل بالمشاكل بما يواجه يوميا من نقد ومعارضة، بيت يواجه ربه بآلام ثمانين مليونا من المصريين وعليه أن يغلق قلبه ويبتلع حزنه ودمعه ليواجه الرئيس الأمريكى.

وتبث القاهرة اليوم مجموعة من الصور الخاصة للصغير محمد، هنا يجلس على حجر جده وهنا يمسك دركسيون العربة وحلم يسابق الزمن ويحلم الجد معه ويكبر الحلم ولكنه يتحطم على صخرة الموت.. يااااااه.. كيف يتخلص المصريون من هرم الحزن الدفين الذى يغطى على كل المشاعر.. ثم صورة باسمة مستبشرة للعائلة كلها.. صورة تحرص عليها مصر منذ القدم.. الكل ملتف حول الحفيد الجديد.

مجرد خبر المرض يرفع سخونة الإعلام وتقاطع رؤيتى للقاهرة اليوم تليفونات ويتحول الصغير إلى خبر مفجع «إيه الحكاية.. الولد ماله؟» بل جاءت جارتى فتحية وتليفون من ابنة شقيقتى حنان الباز: «سوزان مبارك أجلت سفرها ده لازم الولد تعبان جداً».. تليفون من البلد من دكرنس: «إيه الحكاية يا ماما نعم.. قولولنا الولد ماله».. وكأنه ولد كل منهم، ثم بعد إعلان الوفاة تليفون من دكرنس «بلا أمريكا بلا سفر.. معقولة الريس يسافر وإحنا فى كارثة زى دى»، وتليفون من إحدى تلميذاتى رشا عبدالوهاب: «ماما نعم ده الولد ده كان لطيف جداً شفته مع أمه وأبوه فى أركاديا ماشيين من غير حراسة ولا حاجة.. وفرحانين بيه.. وشفتهم مرة فى السينما وهو معاهم.. ده الولد ده كان فرحة».

سألتنى مرة الأم الصغيرة هايدى أم محمد: «ماما نعم، عاوزة أسألك عن مشكلة واجهتنى مع محمد، إمبارح رفض ينام فى سريره وجه ينام معايا أنا وعلاء، وقال أنا خايف.. خايف أحسن تموتوا وأبقى يتيم... أصل النهارده فى المدرسة قالولنا إن سيدنا محمد أبوه مات ومامته حامل فيه وأمه ماتت وهو صغير وجده مات ومكنش عنده حد».

قلت لها: «قوليله فيه ناس كتير بيموت أبوهم أو تموت أمهم لكن فيه ناس أكتر باباها ومامتها عايشين، وكمان ده نبى والأنبياء حياتهم لها شكل مختلف يعنى سيدنا محمد يتيم.. والمسيح جه بمعجزة».

لكنى تعجبت لحساسية هذا الصغير وخوفه من الموت بهذه الحدة، وتذكرت أننا ونحن صغار لم تفعل بنا قصة يتم الرسول ما فعلته بالصغير محمد.. هل كان الصغير يخاف من الموت؟ الله أعلم.. وتتوالى التليفونات بعد إعلان الوفاة «يا ترى أبوه عامل إيه وأمه عاملة إيه.. وجده وجدته؟.. نعزى إزاى والعزا فين؟» صديقتى عزة «عجيبة جداً سوزان مبارك مهتمة بالأطفال وتحصل الكارثة دى ربنا يكون فى عونها».

مكالمة من الإعلامية علياء الباز ابنه شقيقى وهى وحدة القياس للمصريين الذين تحتويهم فكرة الموت دائما «أنا مش عارفة أنام يا طنط، إيه الحكاية، يا ترى الواد كان عنده إيه، دى كارثة عالبيت كله»، وبعدين أنا بقولها الدكتورة حنان بتقول فيه حاجات خلقية بتتولد مع الطفل ويحصل فيها زى انفجار بعد ما يكبر لا حول ولا قوة إلا بالله، وتليفون من الزميلة ابتسام حلمة من أسيوط «من فضلك يا ماما نعم نعزيهم إزاى لازم يعملوا تليفونات للرياسة، إحنا زعلانين أوى نوصلهم زعلنا إزاى.. ومؤازرتنا إزاى؟».

وهى هى نفسها ابتسام التى كانت تكلمنى يومياً عن تجاوزات... وسقطت المعارضة فى بئر الحزن المصرى النبيل.ولا ندرى ماذا حدث للصغير الذى يخطو نحو الشباب صحيحاً معافى يملئ الدنيا حياة، وأبوه شديد الورع والتقوى يعيش وزوجه وأولاده حياة هادئة ولا يمشى فى حراسة ولا هيلمان وإنما يعيش البساطة.

يأتى الموت دائما ليخبرنا الخبر اليقين وهو أننا مازلنا لا نعلم من السر الإلهى سوى قشور بسيطة تذروها الرياح، ويصبح المصريون أشد عجزاً فى مواجة الموت ولكن أشد قوة فى الاستغراق فيه.

وتبقى كلمة يقولها الهرم فى تواجده الأصم الضخم: إن الموت فى مصر أكبر من الحياة ويستغرقنا ويجمعنا ويلغى كل الخلافات فى ثانية واحدة، وتسيطر الرغبة فى التكاتف والمشاركة على المصريين مهما كان موقع الهم ومهما كانت شخصية المواجه بالموت، سواء فى قصر الرئاسة أو عشة على شاطئ النيل.

المصريون يسكنهم دائما الحزن النبيل ويجمعهم المصاب الجلل والحمد لله على شخصية المصريين العظيمة.



بقلم نعم الباز
جريدة المصرى اليوم
20/5/2009

Sara Gamal
05-20-2009, 03:28 PM
حقيقةً لا أدرى ما جعلنى أنقل هذا المقال فأنا أعجبت به شخصيا وفى تصوير حقيقة لكن....

ولكنى فى الحقيقة أحسست أن ما حدث رغم كونه يتكرر يوميا فى بيوت كثيرة لكننا قد لانشعر به

ما حدث يستحق وقفة مننا جميعا مع النفس وليس أهل الفقيد فقط

رحم الله الفقيد والهم أهله الصبر والسلوان وجمعهم به فى جنة الخلد إن شاء الله

alaa eid
05-20-2009, 05:12 PM
ربنا يرحمه
ويصبر اهله ويلهمهم الصبر والسلوان
جزاكي الله كل خير

esraa
05-20-2009, 05:23 PM
جزاكى الله كل خير حبيبتى سارة

على هذا المقال الرااااااااااائع الذى نقلته لنا




و بجد المقال مؤثر اوى



اللهم ارحمه ... و تقبله عندك ... و اجعل مثواة الجنه ....




بارك الله يكى ...

Sara Gamal
05-20-2009, 05:29 PM
شكرا ليكى يالولو

وجزاكى الله كل خير يااسراء

وربنا يجعلها اخر احزان هذا الشعب

Marwa Mahmoud
05-20-2009, 08:41 PM
جزاكى الله كل خير على المقال الجميل ده يا سارة

ربنا يحرمة ويجعل قبرة روضة من رياض الجنة

ربنا يبارك فيكى يا حببتى بشكرك جدااا

yousef
05-20-2009, 09:10 PM
بصراحه كلنا زعلنا بجد ومن قلبنا وده بيدل ان احنا شعب طيب ومهما حصل ومهما اتغيرت حاجات برده احنا زي ما احنا اجمل واطيب شعب



تعازيه الخاصه لاهل الولد الجميل حد شاف صوره مع الريس وهوه لابس بدله الطيران انا زعلان والله من قلبي



وانا نفسي الريس يطمنا علي نفسه انا قلقان جدا عليه انا بحبه جدا ومعجب باسلوبه وافعاله

Wild_Angel
05-20-2009, 11:45 PM
ساره أحب أشكرك عن نقلك للمقال
جزاكِ الله خيرا
لله ما أخذ ولله ما أعطى
اللهم ألهم اهله الصبر وأنزل يارب فى قلوبهم السكينه والرحمه
يارب أشفِ مرضانا وأرحم موتانا

Sara Gamal
05-21-2009, 10:40 AM
جزاكى الله كل خير على المقال الجميل ده يا سارة

ربنا يحرمة ويجعل قبرة روضة من رياض الجنة

ربنا يبارك فيكى يا حببتى بشكرك جدااا



جزانا وإياكى كل خير يامرمر
وربنا يستجيب دعواتك

Sara Gamal
05-21-2009, 10:41 AM
بصراحه كلنا زعلنا بجد ومن قلبنا وده بيدل ان احنا شعب طيب ومهما حصل ومهما اتغيرت حاجات برده احنا زي ما احنا اجمل واطيب شعب



تعازيه الخاصه لاهل الولد الجميل حد شاف صوره مع الريس وهوه لابس بدله الطيران انا زعلان والله من قلبي



وانا نفسي الريس يطمنا علي نفسه انا قلقان جدا عليه انا بحبه جدا ومعجب باسلوبه وافعاله


جميل اوى شعورك ده يايوسف
احنا دايما كدا فعلا هو ده شعب مصر مهما حصل ومهما مرت عليه ايام صعبة
بجد شكرا ليك

Sara Gamal
05-21-2009, 10:43 AM
ساره أحب أشكرك عن نقلك للمقال
جزاكِ الله خيرا
لله ما أخذ ولله ما أعطى
اللهم ألهم اهله الصبر وأنزل يارب فى قلوبهم السكينه والرحمه
يارب أشفِ مرضانا وأرحم موتانا


شكرا ليكى يااسراء
انا حسيت ان المقال ده لازم الكل يقراه مش عشان معلومه جديده فيه لاء
بس عشان نعرف قد ايه الشعب ده بجد شعب اصيل
جزاكى الله كل خير يااسراء

Wild_Angel
05-27-2009, 12:15 AM
جزانا وإياكى اشكرك للمره الاخرى
واللهم ابعد عنا الحزن وربنا يكرمك ان شاء الله فى الامتحانات

Sara Gamal
05-28-2009, 12:15 PM
شكرا ليكى ياإسراء على المتابعة والرد

وربنا يتقبل دعاءك

AYMAN GAMAL
05-28-2009, 12:27 PM
اللهم ارفع سخطك و غضبك عنا

اللهم نسالك الخير و العفو و العافيه

واحفظنا و احفظ ابناء المسلمين من كل شر

شكرا ليكي يا سارة فعلا موضوع مهم و شكرا على نقله لنا هنا

Sara Gamal
05-28-2009, 12:53 PM
اللهـــــــــــــــــــــــم آميـــــــــــــــــــــــن

شكرا ليك ياايمن