المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ان الله يمهل ولا يهمل



M A I - S K Y:::
07-08-2009, 01:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



كما تفعل سيفعل بك ‏!ُُ،
‎‏

{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا } {الإسراء/23-25}



علي في العاشرة من عمره ، يعيش مع أمه و أبيه و جده في منزل كبير حياة سعيدة هنيئة ، كان صبيا مجتهدا في دراسته

محبا لأسرته ، مطيعا للكبار ، حريصا على الصلاة في أوقاتها ، وكان يحب جده العجوز كثيرا و يقضي معه معظم وقته ، يتجاذبان أطراف الحديث و يتسامران و يتضاحكان

في أحد الأيام بعد أن انتهى علي واجباته المنزلية وأنهى جميع ما عليه من دروس ، ذهب كعادته إلى غرفة جده و سلم

عليه و جلس معه يحدثه عما تعلمه في المدرسة من أمور

دخل والد علي على والده و ابنه الدار و ألقى التحية عليهما ثم جلس نائيا و التزم الصمت لبرهة قصيرة و كأن أمرا ما يشغل باله ...سأله أبوه برفق

ما بك يا ولدي تبدو منشغل البال .. هل هناك ماتود أن تخبرني به ؟ -

رد أبو علي : الحقيقة يا أبي أنني أراك وحيدا طوال الوقت .. و أخشى أن تسبب لك هذه العزلة الحزن و الاكتئاب فلماذا لا

تحاول أن تكون بعض الصداقات مع غيرك ؟

استغرب كلا من الجد و علي من هذا السؤال ، فهذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها هذا الموضوع

قال الجد : ماذا تحاول أن تقول يا بني ؟

رد أبو علي : لقد أخبرني أصحابي عن دار يجتمع فيها الكثير من الشيوخ و الرجال للسمر و تكوين الصداقات و الترويح عن النفس بالأحاديث اللطيفة .. فما رأيك لو ذهبنا غدا إلى هناك ؟

بدا الأمر لعلي غريبا مثيرا للشك ، فهو لم يسمع بهذه الدار من قبل ,إلا أن جده أبدى حماسة شديدة لهذا الأمر الذي بدا لهو مشوقا و مثيرا

قال الجد و الحماسة تلمع في عينيه : خذني إليها غدا يا ولدي إن استطعت

ابتسم أبو علي ابتسامة غريبة و قال : حسنا .. ليكن

و لكن علي .. ما زال مرتابا بخصوص هذه الدار .. فماذا يكون سرها يا ترى ؟

قال على لأبيه : هل تأذن لي بمرافقتكم يا أبي ؟

تجهم وجه الأب و قال : لا يمكنك أن تأتي معنا ، الأفضل أن تباشر دروسك ..


تدخل الجد بمرح كعادته قائلا : يمكنك أن تأتي معنا يا صغيري إذا أنهيت دروسك باكرا

و هكذا كان .. حرص علي على أن ينهي واجباته و دروسه بسرعة و عندما حان موعد الانطلاق كان أكثرهم استعدادا و فضولا لكشف سر " الدار " التي تحدث عنها والده


و ركب ثلاثتهم السيارة و انطلقوا في طريقهم ، كان الجد منتشيا مسرورا ، و كان علي متوجسا متشككا يكاد الفضول يقتله ، في حين كان الأب – و يا للعجب – متوترا عصبيا منزعجا


ترى ما السبب ؟...كانت الطريق التي سلكتها السيارة طويلة جدا ، و لكنهم وصلوا أخيرا ..


و فعلا ، رأى علي الدار التي تحدث عنها والده ، و كان فيها الكثير من الشيوخ و العجائز الذين سرعان ما وجد الجد مكانا بينهم ،

و كانت هناك لائحة كبيرة معلقة على باب الدار كتب عليها بخط أسود عريض(( دار العجزة و المسنين ))



دهش علي مما رآه ، هل كان والده يقصد التخلص من الجد العجوز بنقله إلى دار العجزة ؟ هل يعقل ذلك ؟


لماذا يتخلى الإبن عن أبيه الذي لم يتخلى عنه قط ؟..تساؤلات حائرة ثارت في عقل علي الذي تملكه القلق الشديد

والخوف على جده المسكين ، أما بالنسبة للأب فما إن رأى أن الجد قد استقر في مكانه و انغمس في الحديث مع غيره حتى شد علي من يده و غادر الدار

أدرك علي أن والده يريد التخلص من الجد العجوز و سرعان ما فكر بطريقة ذكية لإنقاذ جده .. و لكن الوقت لا يسعفه ، فسرعان

ما انطلقت السيارة به و بوالده تشق طريقها قافلة إلى المنزلكان الأب متوترا و كأنه يتحاشى خوض حديث مع ابنه الذي بادر و سأله :أبي .. أين جدي ؟

تركناه في الدار
لماذا ؟

لأنها مكان الكبار ... لزم علي الصمت لبرهة ثم قال : أبي .. ما اسم هذا الشارع ؟

رد الأب بضجر : شارع السعادة


و ما اسم هذه المنطقة ؟

منطقة الشهيد -


و ما اسم..............

قاطعه ابوه بحدة وضجر و صرخ فيه : أما من نهاية لهذه الأسئلة

المزعجة ! لماذا تسأل عن هذه الأمور ؟


رد علي بهدوء : أريد أن أسأل عن العنوان حتى أحضرك إلى هنا عندما تكبر كما أحضرت جدي

أولم تقل بأن هذا مكان الكبار ؟


أصيب الأب بذهول مفرط حتى أنه عجز عن قيادة السيارة و أوقفها جانب الطريق و راح يحدق في ابنه بدهشة و بلسان معقود لا يدري ماذا يقول

و فوجئ علي بأبيه يغطي وجهه بكفيه و يبكي ندما و هو يردد

" سامحني يا أبي "

" سامحني يا أبي "


جزع علي من بكاء أبيه و لكنه أدرك أنه ندم على تخليه عن أبيه

في كبره و إلقائه في دار العجزة ، وضع علي يده على كتف أبيه

وقال : أبي .. أرجوك .. لنعد إلى جدي و نأخذه معنا إلى البيت

وقد كان


**********

ان كنت تفكر أن ترسل والدك أو والدتك الي دار مسنين
ففكر مرتين

منقووووول

M A I - S K Y:::
07-08-2009, 01:58 PM
أنا في انتظار تعليقاتكم اخوانى واخواتى

AHMED FTIHA
07-08-2009, 01:59 PM
بسم الله ماشاء الله
بجد جزاك الله كل خير على التذكرة الجميله دى بطاعة الوالدين
جعله الله فى ميزان حسناتك
كما تدين تدان

Nhla147
07-08-2009, 02:22 PM
جزاك الله كل خير
وفعلا كماتدين تدان
شكرا على موضوعاتك الجميلة

أختـــــــــــ نهله ـــــــــك

M A I - S K Y:::
07-08-2009, 04:00 PM
شكرا أوى يا أحمد ونهله على المرور اللطيف ده

Marwa Mahmoud
07-10-2009, 01:41 AM
جزاك الله كل خير

Nada Mohammed
07-10-2009, 05:49 PM
فعلا كما تدين تدان


جزاكى الله كل خير


ربنا ينفعنا وينفعك بهذة القصة وبما فيها من عبر


ربنا يجعلها فى ميزان حسناتك

M A I - S K Y:::
07-15-2009, 05:12 AM
جزانى واياكم مروة وندى ..وشكرا اوى على مروركم.

Wild_Angel
07-15-2009, 09:18 PM
جزاكِ الله خيرا يا مى
منتظره تشاركينا دوما

GehaD .R.M
07-16-2009, 06:57 PM
جزاكى الله خيرا
على هذه التذكره
لعل الله ينفع بها
المسلمين وفعلا هى
حكمه "كما تدين تدان"

ALY ELSAYED
07-16-2009, 07:07 PM
شكرا ليكي جدا يا مي

موضوع جميل جدا جدا

دين تدان

مي احب اشوف مشاركاتك دايما

جزاكي الله كل خير

M A I - S K Y:::
07-16-2009, 10:52 PM
جزانى واياكن وايلد وجهاد.. شكرا اوى على مروركم