Mohamed Hashem
07-31-2009, 04:32 AM
ركنت رأسى إلى حافة نافذة التاكسى وحمدت الله على أننى صدمت سيارتى قبل ذلك ببضعه أيام ليتسنى لى فى تلك اللحظة الشرود والتفكير العميق
ولا تستعجبوا فان 90% من حوادث السيارات سببها الشرود وعدم التركيز وتذكرت سيارتى التى لاتزال بين أيدى الخبير يستخدم وسائلة العتيقة البسيطة لإصلاح ما أفسده شرودى ورجعت مرة أخرى لجملة فى الأغنية : إوعى تبقى أى حد تانى إلا نفسك
ثم تنبهت .. فألقيت نظرة سريعه على الكرسى الخلفى أتفقد أطفالى قبل أن أذهب فى نوبة التأمل المقدسة وكأننى إتخذت من ذلك التاكسى معبدا صغيرا متنقلا وحمدت الله ثانية فقد إسترخى طفلاى وإبتسامات الرضا تعلو وجهيهما وآثار الضحك العميق ماتزال عالقة بهما ... وحمدت الله الثالثة أن المسافة من كارفور سيتى سنتر فى مدخل الاسكندرية وحتى بيتنا المتواضع فى سيدى بشر مسافة طويلة بتلك المركبة البطيئة التى تئن من أوزان ما تحمل ... و قررت البدء فى طقوس التأمل المعتاده
تذكرت الفيلم الذى شاهدته العام الماضى " إتش دبور " لأحمد مكى .. لقد كنت أرفض بشدة مجرد المرور على نوعية تلك الأفلام .. ولولا توسل ملاكى الجميل التى لا أستطيع أن أرى تلك النظرة فى عينيها وأرفض .. ما دخلت ذلك الفيلم .. وبمجرد خروجنا من صالة العرض .. أيقنت أن حدسى يعمل كما ينبغى فقد كان الفيلم .. لا يستحق ثمن كيس "الفيشار" الذى إلتهمته غيظا بدلا من الضغط على أسنانى
ثم كان هذا العام .. والتاريخ دائما يعيد نفسه .. نفس البطل .. نفس توقيت عرض الفيلم .. نفس الطلب : بابا عاوزه أدخل فيلم طير انت ؟ ونفس النظرة المتوسلة ونفس الإنهيار المتوقع من جانبى ..... ولكن ليست نفس النتيجة ... الفيلم هذه المرة حمل معنى بليغ جدا ....و رغم كوميديا التفصيل .. للفنان أحمد مكى .. ورغم وجود نفس الأبطال تقريبا من الفيلم الأول بإستثناء فردين فقط موهوبين ومغمورين ورغم السخرية المفرطة جدا فى الفيلم حتى طالت الفكرة الخيالية المعتادة للجنى الذى يحقق الأمنيات .. فقد أصبح تحقيق أمنيات البشر فى نظر الفيلم مشروع تخرج المارد من المدرسة
إلا أن الفيلم ساق كل تلك الوسائل بنظافة فلم نشاهد مشهدا واحدا ولو حتى لقطة سريعه خارج عن حدود اللياقة .. وإن كان الفيلم يمتلئ بالعبارات التى ستصبح قاموسا جديدا للمفردات بين الشباب
وعادت كلمات الأغنية تلف رأسى .. من منا يستطيع الرضا بما قسمه الله له .. بدون أن يدور رأسه ليجرب .. يجرب القوة المفرطة التى تختلط بقساوة القلب .. أو يجرب الثراء الفاحش الذى لابد له من الغطرسة وكبرياء خص الواحد الأحد به نفسه عز وعلا شانه .. أو يجرب الدوران حول جمال الخلقة الذى يآتى بدون جمال الخلق .. أو يجرب أو يجرب ...
من منا رضى بما قسمه الله له بدون أن يجرب ولو فى خياله
الفيلم يحكى لنا أن البطل .. جرب .. ثم عاد فأيقن أن ما هو عليه ... هو أفضل حال له ...
أحمد مكى .. كممثل تفوق على نفسه .. برغم تكرار كل شئ تقريبا .. وإن لم يرجع عن ذلك .. فقد تلاشت نجوم أعظم منه فى سماء الفن بسبب ثقوب التكرار الأسود وليس عن إسماعيل يس ببعيد
أنصحك أن تشاهد الفيلم .. وإضحك من قلبك .. وعندما تدمع عيناك . لا تنسى
إوعى تبقى أى حد تانى إلا نفسك
ولا تستعجبوا فان 90% من حوادث السيارات سببها الشرود وعدم التركيز وتذكرت سيارتى التى لاتزال بين أيدى الخبير يستخدم وسائلة العتيقة البسيطة لإصلاح ما أفسده شرودى ورجعت مرة أخرى لجملة فى الأغنية : إوعى تبقى أى حد تانى إلا نفسك
ثم تنبهت .. فألقيت نظرة سريعه على الكرسى الخلفى أتفقد أطفالى قبل أن أذهب فى نوبة التأمل المقدسة وكأننى إتخذت من ذلك التاكسى معبدا صغيرا متنقلا وحمدت الله ثانية فقد إسترخى طفلاى وإبتسامات الرضا تعلو وجهيهما وآثار الضحك العميق ماتزال عالقة بهما ... وحمدت الله الثالثة أن المسافة من كارفور سيتى سنتر فى مدخل الاسكندرية وحتى بيتنا المتواضع فى سيدى بشر مسافة طويلة بتلك المركبة البطيئة التى تئن من أوزان ما تحمل ... و قررت البدء فى طقوس التأمل المعتاده
تذكرت الفيلم الذى شاهدته العام الماضى " إتش دبور " لأحمد مكى .. لقد كنت أرفض بشدة مجرد المرور على نوعية تلك الأفلام .. ولولا توسل ملاكى الجميل التى لا أستطيع أن أرى تلك النظرة فى عينيها وأرفض .. ما دخلت ذلك الفيلم .. وبمجرد خروجنا من صالة العرض .. أيقنت أن حدسى يعمل كما ينبغى فقد كان الفيلم .. لا يستحق ثمن كيس "الفيشار" الذى إلتهمته غيظا بدلا من الضغط على أسنانى
ثم كان هذا العام .. والتاريخ دائما يعيد نفسه .. نفس البطل .. نفس توقيت عرض الفيلم .. نفس الطلب : بابا عاوزه أدخل فيلم طير انت ؟ ونفس النظرة المتوسلة ونفس الإنهيار المتوقع من جانبى ..... ولكن ليست نفس النتيجة ... الفيلم هذه المرة حمل معنى بليغ جدا ....و رغم كوميديا التفصيل .. للفنان أحمد مكى .. ورغم وجود نفس الأبطال تقريبا من الفيلم الأول بإستثناء فردين فقط موهوبين ومغمورين ورغم السخرية المفرطة جدا فى الفيلم حتى طالت الفكرة الخيالية المعتادة للجنى الذى يحقق الأمنيات .. فقد أصبح تحقيق أمنيات البشر فى نظر الفيلم مشروع تخرج المارد من المدرسة
إلا أن الفيلم ساق كل تلك الوسائل بنظافة فلم نشاهد مشهدا واحدا ولو حتى لقطة سريعه خارج عن حدود اللياقة .. وإن كان الفيلم يمتلئ بالعبارات التى ستصبح قاموسا جديدا للمفردات بين الشباب
وعادت كلمات الأغنية تلف رأسى .. من منا يستطيع الرضا بما قسمه الله له .. بدون أن يدور رأسه ليجرب .. يجرب القوة المفرطة التى تختلط بقساوة القلب .. أو يجرب الثراء الفاحش الذى لابد له من الغطرسة وكبرياء خص الواحد الأحد به نفسه عز وعلا شانه .. أو يجرب الدوران حول جمال الخلقة الذى يآتى بدون جمال الخلق .. أو يجرب أو يجرب ...
من منا رضى بما قسمه الله له بدون أن يجرب ولو فى خياله
الفيلم يحكى لنا أن البطل .. جرب .. ثم عاد فأيقن أن ما هو عليه ... هو أفضل حال له ...
أحمد مكى .. كممثل تفوق على نفسه .. برغم تكرار كل شئ تقريبا .. وإن لم يرجع عن ذلك .. فقد تلاشت نجوم أعظم منه فى سماء الفن بسبب ثقوب التكرار الأسود وليس عن إسماعيل يس ببعيد
أنصحك أن تشاهد الفيلم .. وإضحك من قلبك .. وعندما تدمع عيناك . لا تنسى
إوعى تبقى أى حد تانى إلا نفسك