هل نحن بحاجة للموت كي ننال حب الناس؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( مُـــــت كي يحبك الناس )
غريــــبٌ هذا العنوان أموت كي يحبني الناس..::
كيــــــــف ذلك ؟
وما أستفيد من حبهم يا صديقي إن مت....:: ؟
قلت : هذا هو الواقــــــــــع...:::
لقد كان لي صديق - وللأسف الشديد -
لقد كنت أنصحه كثيراً....:::
وأقول له : لا تتكلم على فلان من الناس
فقال لي بلسان طلق : "هو حقـــــــير "...:::
قلت : ولِمَ هو كذلك ؟
فقال لي : لا يعجبني...::
فقلت له : لأنه لا يعجبك هو حقير ؟
قال لي : نعــــــم ...::
فقلت له : هذه غِيبةٌ لا يحق أن تأكل
لحمه ..:::
فقال لي ضاحكا :
اترك هذه المثالية فهو حقير بكل معنى الكلمة...::
قلت له : ولمَ تكرهه ...:::؟؟
قال لي : لأنني بكل بساطة لا أحبه ..:::
قلت له : في يوم من الأيام ستحبـــــه ...::
فقال لي باستغراب : أنـــــــــا أحبه ...:: !!!
قلت له : نعم ستحبه ..:::
إن فاضت روحه ستحبه...:::
إن وضع على المغتسل ستحبه...:::
إذا رفع على رقاب الناس
وهو في نعشه ستحبه...:::
إن صلوا عليه صلاة لا ركوع لها ستحبه...:::
إن وضع في لحده . ستحبه...:::
فقال وهو مبتسماً : أتظن أنك ستؤثر علي بكلامك هذا ...:::
قلت له:كان علي أن أبلغك بهذا :::
فقال: أشكرك على نصيحتك،
ولكنني أكرهه ..:::
فقلت له : سامحك الله...:::!
ولكنك في يوم من الأيام ستندم على كل كلمة سوء تلفظت بها عليه..::
فقال لي : أندم أنا أندم !!
ساخرا من قولي..:::
فسكت عنه وانطوت الأيام والليالي وإذا بي التقي به في أحد المجالس..::
فقلت له : أما زلت تكره فلاناَ .
قال : نعم ..::
فقلت له : أعانك الله وفجأة وبينما الحديث يدور بيننا..::
وإذا بخبر حزين يطرق أسماعنا يا ترى ماذا جرى...::؟
لقد مات فلان ومن هذا فلان...::
قلت: هو من تكرهه أنت...:: !!
فتغيرت ملامح وجهه ..:::
قلت : ماذا دهاك يا صديقي
فأصابته حالة لا شعورية...:::!!
أخذ يمسك برأسه و هو يضج بالبكاء والنحيب...:::
ولكنني كنت قاسيا معه...:::
فقلت له : لما أنت تبكي على شخص تكرهه..::!!
فقال لي : أنا لا أكرهه أنا أحبه ...::!
قلت له : الآن أنت تحبه ..::
قال : نعم أحبـــــــــه
قلت له :
وكيف ستعتذر منه عما بدر منك...:::
من سوءٍ تجاهَهُ يوم لا ينفع مال ولا بنون..::: !!!
وهل سيسامحك في ذلك اليوم العصيب..::: ؟!
فارتفع صوته بالبكاء، وهو يصرخ لا أدري ..:::
قلت له : ألم أقل لك
مُت كي يحبك الناس..:::!!!
إن في هذه لعبرة لمن أراد أن يعتبر، ولكن ما أكثر
العبر...:::!
وما أقل المعتبرين...::: !!!