لقد نادت الدنيا ذا البجادين, فأصم أذنيه عن سماع اصواتها, واقبل على الاخره يطلبها من كل سبيل
فى شعب من شعوب جبل ورقان القريب من يثرب ولد عبد الله بن المزنى
او "عبد العزي عبد نهم المزني" لأبوين فقيرين
ولد قبيل مطلع النور في مكه بزمن يسير ولكن والده توفي وهو صغير فاصبح يتيما وفقيرا ولكن كان عم هذا الطفل غنيا وليس له ولدا يورثه فولع بأبن اخيه
وانزله منزلة الابن
وهكذا شب عبدالله في احضان جبل ورقان وعلى الرغم من انه بلغ مبلغ الرجال الا انه لم يعلم بأمر الدين الجديد شيئا ولا عن صاحبه اخبارا
الى ان هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى يثرب فأ خذ الفتى يتتبع اخبار النبى حتي انشرح قلبه للأسلام ولكنه كتم اسلامه وجعل يخرج الى الشعاب يعبد الله عز وجل ولقد اذداد شوقه للنبي ص و صرح لعمه انه مسلم واستشر عمه غضبا وجرده من كل شىء من متاع الدنيا
ومضى الفتى "المزني" مهاجرا بدينه الي المدينه تاركا ورائه مغاني الطفوله ومراتع الصبا ووصل المدينه المنوره ودخل مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وقابل رسول الله وسماه النبي عبدالله بدلا من اسمه عبد العزي
ولا تسل ايها القارىء عن مدى سعادة عبدالله بأنه يعيش في كنف النبى ويحضر مجالسه ويصلي خلفه وكان لا يترك غزوه الا وغزاها مع رسول الله
وفى غزوة تبوك طلب من النبى ان يدعوا له بالشهاده فدعا له النبي بأن يعصم دمه من سيوف الكفار فقال له عبداله " بابي انت يارسول الله وامي ما هذا اردت فقال له عليه الصلاة والسلام " اذا خرجت غازيا في سبيل الله فمرضت فمت فأنت شهيد "
ولم يمض غير يوم وليله حتى حم الفتى المزني ومات ....
لقد مات مهاجرا الى الله...
مجاهدا في سبيل الله...
بعيدا عن العشيره والاهل...
غريبا في الوطن والدار...
ولكن الله عز وجل عوضه عن ذلك خير العوض.
فلقد خط له الصحابه الكرام قبره بسواعدهم الطاهره...
ونزل الرسول الكريم الي قبره وسواه له بيده الشريفتان
وانزله القبر الصحابيان ابو بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما
وهكذا انتهت قصة احد اصحاب الرسول الكريم رضوان الله عليهم اجمعين
ويارب تنول اعجاب حضارتكم
منقول
