واحنا من امتى بنعمل حاجة بنحبها ؟
منذ ان وعت عيناي علي الكتب و انا في حالة انبهار دائمة لا تنقطع بها وبهذا العالم اللا محدود .. فيمكنك بمجرد تصفح أى كتاب ان تعيش ما عاشه كاتبه من أحداث وتغوص في خيالاته و تلهو مع بنات أفكاره إن أردت وسيداته أيضاً .. ياله من عالم حى خالد ..
المهم ..... طول عمري استحوذت علىّ فكرة اني اريد ان اكون كاتبا يشار اليه بالبنان بالرغم من ان كل المؤشرات تؤكد ان في نهاية الامر سوف يشار إليه بالحذاء .. كنت اتخيل نفسي في معارك مع يوسف ادريس و حوارات نجيب محفوظ وجدل مع هيكل ومناظرات مع الغزالي وصداقة مع الشناوي و حتي علي مبارك ولعنا سجاير سوا .. و مع محمود السعدني محشي و لهفنا .. و كوارع و زلطنا .. وحشيش و حششنا .. إلي ان اقتنعت أنى كاتب وأديب من الدرجة الأولى ، وكنت حريص علي هيئة العباقرة فلم اكن اعرف سكة الحلاق ، وأنزل أتمشى على البحر في انتظار الإلهام أو سعاد ، و جلوس في فنادق وجلست ، وبايب وولعت ، و إحتكاك بالناس و احتككت .. إلى أن شعرت بانى على أتم الاستعداد لعرض اعمالي علي الناس ، و في إحدى المناسبات العائلية قررت استغلال عائلتي كجمهور و من باب العلم بالشيء هم عدد لا بأس به من العيلة ذواقي فنون .. سواء شعر او غناء او قصة و ما الى ذلك و منهم من هو عضو بمعرفش نقابة ايه للادباء ، وعضو مجمع ماعرفش إيه للشعر الفلانى ، ووكيل وزارة التربية والتعليم ..فاعتقدت انهم سوف يكونون خير معين لي في اظهار موهبتي للناس .. المهم و علي طرابيزة الاكل نزل الوحي عليا و قررت فقعهم بيتين شعر تأليفى وبيتين جاهلى للاسف لا اذكرهم لانى لم اكتبهم سوى علي ورقة في كشكول اخي الصغير و اغلب الظن انه استخدمها استخدام آخر.. وانتهي الاجتماع العائلي بأن قاطعنا خالي لمدة عامين ، ومرات خالي حلفت ما تخش لنا بيت ..لا أعلم السبب الرئيسى علي وجه التحديد .. ربما لأنى أخبرت إبنها المهندس انه حمار لا يفقه شي في الشعر و الادب ؟ أم لأنى كنت بتفتف حبات الرز علي وجهها ؟ أم لإخبارها انها اجهل من مبروكة الفلاحة اللى بنجيب منها اللبن .. و انتهى الامر بحلفان امي علي المصحف اني لو مانتبهتش لمذاكرتي و بطلت شغل المقاطيع ده هاتحلقلى شعرى زيرو و تضربني مفك جنب عينى واسرح مع المسحراتي في رمضان و بقية السنة اقعد انفخ بلالين ..
و بعد مرور عشر سنوات مازال خالي مقاطعنا و مازال إبنه أجهل من الحمار ،
و صامت امي 3 ايام تكفيرا عن قسمها وصرفْت نظر عن ان أكون أدباتي يشار إليه بالين و الدولار واتجهت لحياتى الحالية ومازلت أندم على عدم اتجاهى للأدب .......... هييييييييه دنيا .
قوليلى مين فيكم بجد بيعمل حاجة بيحبها وصمم عليها لحد دلوقتى
مفيش
فينا ناس بتحب الادب ودخلت كلية هندسة
وناس بتحب العلوم ودخلت حقوق
يالا معلش وجعت دماغكو .........
بس هى دى مصر يا وديع