يقول بعض الفلاسفة ان الذين يدعون بان الفلوس ليست كل شئ فى الدنيا فهم غالبا على حق فهم يتحدثون عن فلوس الاخريين .
و يقول أحد الحكماء بانه عندما كان صغيرا ظل يعتقد بان الفلوس هى أهم شئ فى الدنيا و عندما كبرر وتقدم به العمر تاكد من ذلك و يعتقد الكتاب و المفكريين بانهم اناس مهمتهم القراءة و الكتابة
و اثبتت الايام ان الذين يقرأون و يكتبون عادة يعملون عند الذين لا يقرأون و لا يكتبون .
انشغل البعض فى جمع الفلوس و ظل الاخرون جالسون فى انتظار ان تاتى اليهم الفلوس و لاتوجد قاعدة فى الدنيا تصف لك كيف يصبح الانسان غنيا أو سعيدا أو معافى صحيا و بدنيا .
فالكثير من الذين حافظوا على صحتهم و لديهم حساسية مفرطة فى التعامل مع الاكل و الشرب و العمل و الراحة قد يصابوا بالارق و قلة النوم و معاناة مستمرة لجهازهم العصبى حيث لا توجد راحة بال .
هناك الكثييرن من الذين لا يملكون شئ و لا تتاح لهم بنود أو معايير الرفاهية و كما يقول العامة فى وصفهم انهم متوكلون على الله ( هناك فرق بين التوكل و التواكل ) لكن من الملاحظ انه من ندرة المتاح لهم من حظوظ فى الدنيا فان لديهم قناعة تجعلهم يتحسسون طريقهم الى السعادة بيسر وسهولة.
و السؤال التقليدى الذى لا توجد اجابة محددة له هو :-
هل الفلوس تجلب السعادة بمعنى انه لو توافرت الفلوس ا ستطعنا ان نحل كل المشاكل ؟!
و بنظرة سريعة لما يحدث حولنا فى المجتمع نستطيع ان نشكل اجابة مناسبة لهذا السؤال تنبع من واقعنا .
فالاجيال التى سبقتنا لم يكن لديها ماهو متاح أمامنا الآن .......... بمعنى ان الذين سبقونا كانوا يملكونا القليل ، و عاشوا سعداء به حالميين بالافضل و الاحسن قد يجى احيانا و لا يجى اطلاقا .
و بنظرة سريعة نجد أن الناس لديها الآن الكثير و مع هذه الكثرة فلا توجد حالة رضاء أو قناعة و التى عهدناها فى الناس سابقا و كما يقول المثل الشعبى كل واحد معجب بعقله لكنه غير راضى على رزقه .
الخطأ الكبير أن الناس تنظر الى بعضها بشئ من التعجب و الريبة ومع ان الايمان القوى هو الذى يجعل صاحبه يؤمن بانه لا حيلة فى الرزق و لاشفاعة فى الموت .
لكننا ننسى احيانا أو نتناسى فى زحمة الدنيا .
وعندما سئول الأديب العالمى توفيق الحكيم عن رأية فى قصة لاعب الكرة الشهير الذى سجل هدفا جعل نادية يتفوق و منح لذلك مبلغ و قدرة مليون دولار.............. ضحك الحكيم و قال نعم لقد انتهى عصر القلم و نعيش الآن فى عصر القدم .
فلقد حصل هذا اللاعب فى مباراة و احدة مالم يحصل عليه كتاب مصر فى حياتهم .
و اذا كان التغير سمة الحياة و السعى الى التقدم و الرفاهية من علامات التحضر فمن حق الناس ان تحلم و بين ان تتحول الاحلام الى حقيقة و انطلاقا للواقع و الذى قد يكون شائكا فان هناك عملا جادا ينبغى ان يبذل للوصول الى نتائج ملموسة فالسماء لا تمطر ذهبا و لا فضة .
عندما ننظر الى جموع الخرجيين....... العاطليين ...... الباحثين عن عمل و استقرار اقتصادى و اجتماعى و عاطفى نجد ان الجميع جالسسين فى انتظار الفرج ....
هل ذنب الحكومة انها أتاحت الفرصة للجميع ان يتعلم و يحصل على شهادة ؟ !اما ان الذين درسوا و تأهلوا لم يكن لديهم خيارات سوى أن يسيروا طبقا لنظرية ( هذا ما و جدنا عليه اباءنا ) بمعنى أن الجميع لا بد أن يدرس و يحصل على شهادة ايا كان نوعها بغض النظر عن رغباته أو اهتماماته.
ماذا تعنى لكم الفلوس ؟؟؟؟؟؟؟