خبر عاجل : القوات الإسرائيلية تهدم المسجد الأقصى على المرابطين
حملقت فى الشاشة غير مصدقة لما أراه
لا بد أنهم أخطأوا فى الكتابة ،،
تهدم ؟؟؟؟
ربما قصدوا " تقتحم "
تعرقت أصابعى قبل أن أمسك بجهاز التحكم لأشاهد قناة إخبارية وأعرف ما الذى يجرى بالتحديد !!!
هالتنى الصورة التى رأيتها والتى لا تحوى سوى الخراب
والأنقاض
ومحاولة إنقاذ من تحتها
هل أصيبت إحدى البلدان بزلزال مدمر ؟!!
فى أى مكانٍ حدث ذلك ؟؟
أفقت من شرودى على صوت المعلق وهو يصرخ
وانتبهت فجأة أنه كان يصرخ منذ زمن ،،
" وكما ترى فقد تمكنت القوات الإسرائيلية من هدم المسجد الأقصى بكل وسيلة ممكنة
من قنابل ومعاول
كما وأنها حاصرت المنطقة بأكملها مانعة المقدسيين من الولوج
مراسلكم من قناة الجزيرة "
لم أصدق ما سمعته أذناى تلك المرحلة
وشقت الدموع طريقها على غير هدًى
فأدرت القناة بسرعة شديدة لأتأكد من الخبر من قناة فلسطينية المنشأ
فلم أجد أمامى سوى بكاءٍ ونحيب ...
الرجال يصرخن ، والنساء ينتحبن ،
والشبان والأطفال يجرون بأياديهم المحملة بالحجارة فى طريقٍ لا يعرفون إلى أين سيقودهم
" هل ارتحتم الآن يا عرب ؟؟
هل ارتحتم عندما تحول هدم الأقصى إلى حقيقة ؟؟
أين شرفاااااااااؤكم ؟؟؟؟
أين شعوووووبكم ؟؟؟
أين أنتم من حماية مقدسااااااااااااااتكم "
كانت تلك الصرخات صادرة من سيدة ملتاعة ،،
فجلست أفعل مثلها بهستيريا حادة
وعلا صوت نحيبى فانتبه جميع من فى البيت
وركضوا باتجاهى
وعندما عرفوا الحقيقة
اندمج الكل فى نحيب متوااااصل
لا تقطعه سوى دعوات متتالية على اليهود والخونة والعملاء
أدار أخى الصغير القناة عن طريق الخطأ
فطالعتنا مذيعة مصرية - شقراء بطريقة مكتسبة - وقد ارتسم الحزن المصطنع على وجهها وهى تقول
" ولقد أعرب الرئيس مبارك عن أسفه لما حدث للمسجد الأقصى ، ودعا إلى عقد مؤتمر قمة عاجل للتباحث فى شأن الأوضاع الأخيرة ،
وقد ندد سيادته بالأعمال الانتهاكية التى قامت بها دولة اسرائيل - الشقيقة - ، وأكد سيادته على وجوب النظر فى مسألة السلام بالشرق الأوسط ، وعقد هدنة بين الطرفين "
كدت أرمى الجهاز من الشرفة لولا أن اخترقت دقات عقارب الساعة أذنى ،،
فأدركت أنه لم يتبق على ميعاد الراوند سوى نصف الساعة
خذلتنى ساقى فلم أجد فى نفسى القوة الكافية للذهاب إلى الكلية
كما وأن نوبة البكاء والحزن لم تنقطع بعد
ألا يستحق الأقصى أن نعلن عليه الحداد ؟؟؟
ولكنى سرعان ما انتفضت ، يجب أن أذهب وأخير زميلاتى بما حدث
الأقصى لا يريد دموعنا
بل يريد منا العمل
فى طريق الكورنيش
لاحظت أن أعمدة الإنارة معلق عليها أعلام الدول العربية
مصر ، الجزائر ، تونس ، المغرب ، الأردن ، قطر ، البحرين ، فلسطين ، الكويت ، الإمارات ، اليمن
( هذا ما وجدته تحديداً )
سررت كثيراً بذلك
حقاً ، آن لنا أن نتحد
وأخيراً أفقنا ،، ولكن بعد ماذا ؟؟
بعد أن هُـدم المسجد الأقصى !!!
نفيق دائماً بعد وقوع الكوارث
فنحن قومٌ لا نحسن اتقائها
تسلل إلى سمعى صوت رجلين
" هو الماتش النهاردة الساعة كام ؟ "
" الساعة 5 وربع ، مش شايفهم حاطين الأعلام "
ذهلت من تلك الحقيقة المرة
ألا يمكن أن تكون لنا فى حياتنا بعض الأولويات ؟؟
ألا يمكن ألا تأخذ الكرة أكبر من حجمها ؟؟
ألا يمكن أن ننساها - برهة - ونفكر فى ما هو أولى ؟؟
وصلت للكلية ، وذهبت إلى الراوند
وفى صدرى غضب يشتعل ،،
جلست بجوار إحدى زميلاتى ..
" شفتى اليهود هدموا المسجد الأقصى "
" ايه ده بتتكلمى جد ؟ "
" آه والله ، لسة شايفة الخبر قبل ما أنزل "
" لا حول ولا قوة إلا بالله ، يعنى هم مش هينفع يبنوه تانى ؟ "
حملقت فيها بدهشة ، وتعجبت من ذلك الانفعال " الفاتر "
وانتبهت مجدداً إلى أنها تسألنى
" هو احنا أخدنا ايه فى الراوند امبارح ؟ متعرفيش محاضرة الـ cornea اللى اتلغت هتتشرح ولا خلاص كده ؟ "
مزقنى الألم من جديد
كان ينتظر الأقصى منا أن نحتشد إذا حاول الحثالة اقتحامه
فكيف بهدمه ؟!!
أين الغيرة على الدين ؟؟
بعد انتهاء الراوند
وجدت مجموعة من الطلاب يقومون بمظاهرة احتجاجية على ما حدث للأقصى
فرحت كثيراً
إن كنت لا أحب المشاركة فى المظاهرات " السلمية " ، فهذا فقط لأسباب شخصية بحتة
لكنى لا أنتقدها مطلقاً
فهى كمثل من يغير المنكر بقلبه
أو على الأقل هى تحقق ما يطلبه أهل فلسطين من الشعوب العربية
فهم يريدون دعماُ معنوياً ، وإن كان فى صورة مظاهرة .... بلا شغب أو تقصير عن الواجبات بالطبع
فى طريق العودة ، كان الكورنيش مزدحماً بشدة
وهذا بالطبع ... من أجل المباراة المقامة فى الاستاد !!
ظلت شاشات التلفاز طوال اليوم لا تتحدث إلا عن هدم المسجد الأقصى
وعلمت أن عشرات المقدسيين قاموا بعمليات استشهادية واشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال
واستنفر الحدث قطاعاً عظيماً من الشعوب العربية
والعلماء والدعاة
وعجبت أن الاستنفار لا يأتى إلا بعد وقوع الكوارث
وما هو إلا شرر متطاير دون وعى
وتظل هناك فئة كبيرة لا تعى أى شىءٍ من حولها
ولا تهتم إلا بـ " مين هيشرحلنا النهاردة ؟ "
و " مش عارفة أذاكر الـ strabismus "
وأيضاً " يا ترى مين هيكسب ؟ الزمالك ولا بتروجيت ؟"
*****
ويظل السؤال قائماً
من سيعيد دماء الأقصى ، ودماء أهل فلسطين ؟؟؟
لماذا لا تفيق تلك الفئة التى تهمها المقدسات إلا عندما يتمزق كل مسلم بتمزيق الأقصى ؟؟
لماذا لا تكثف الجهود فى كل وقت ؟؟
أم أننا ... ننتظر أن يتحول الهدم إلى واقع ملموس حتى نخطب على المنابر ؟؟؟
ومحاولات الاقتحام تلك والحفريات اعتدنا على أمثالها حتى أنها صارت لا تؤثر فينا ؟؟؟
**
ويبقى سؤالٌ معلق ...
ماذا سيفعل المسلمون إذا هُـدم الأقصى بالفعل غير الشجب والاستنكار ، وبعض دموع التماسيح ؟؟؟
فليس فى عقيدتنا ما يثبت أن الأقصى سيظل محفوظاً بحفظ الله
وإن كانت الكعبة ستهدم فى آخر الزمان
فليس هناك ما يثبت أن الأقصى سيُـحفظ
وإن كان الهدم فى زماننا ، فلن نُـسامح على تقصيرنا
ولن يُـغفر لنا
فقدر الله لا يعنى انتشالنا من المسئولية
****
وفى القلب المكلوم ما تجيش به الكلمات
ولكن زفرته قد تكون حارقة
فلنكتفى منه بتنهيدة
باستثناء هدم الأقصى
وتلك المظاهرة السلمية
فالباقى هو ما حدث فى يومى هذا بالفعل
****
اللهم احفظ الأقصى بحفظك
وأعنا على حمايته بعونك
منقول