قم فأنذر 3 - النوع الاول من المعجزات

اخباره ببعض المغيبات

اخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات أنواع كثيرة
فاحيانا يخبر بغيب لم يقع بعد .. فيقع على ما قال به صلى الله عليه وسلم تماماً ..



من ذلك ..
أنه : بعد هجرة النبى صلى الله عليه وسلم الى المدينة ... انطلق سعد بن معاذ الى مكة معتمراً .. فنزل عند أمية بن خلف .. وكان بينهما ود وصداقة فى الجاهلية ..
ولم يكن وقع بين المسلمين والكفار حروب بعد ..
فكان اميه اذا سافر الى الشام .. نزل عند صديقه سعد بن معاذ فى المدينه .. وارتاح اياما عنده ثم واصل سفره مرة أخرى ..
وكذلك كان سعد ياتى مكة فينزل عند أمية ..

فلما نزل سعد عند أميه قال له : يا أميه انظر لى ساعة خلوة لعلى أطوف بالبيت

فقال اميه : انتظر حتى اذا انتصف النهار وغفل الناس .. انطلقت .. فطفت ..

فلما اشتد شمس النهار وآوى الناس الى بيوتهم خرج اميه بسعد الى البيت الحرام .. الكعبة ..
ففى الطريق لقيهما رأس الكفر أبوجهل ..

نظر ابو جهل الى سعد بن معاذ فلم يعرفه .. فسأل أميه : يا أبا صفوان من هذا معك ؟؟

قال أميه : هذا سعد بن معاذ .. اليثربى ..

فتذكر ابو جهل ان أهل يثرب هم الذين ناصروا الرسول صلى الله عليه وسلم و قبلوه مهاجرا اليهم ..
فغضب وقال : ألا أراك تطوف بالبيت آمنا وقد آويتم محمدا والصباة معه – (والصباة =هم الذين غيروا دينهم)

فسكت سعد ولم يرد

فقال أبو جهل : وزعمتم أنكم تنصرونهم .. وتعينونهم .. أما والله لولا أنك مع أبى صفوان ما رجعت الى أهلك سالما ..
- لكن – سعد سيدٌ فى قومه .. ولا يرضى أبدا أن يهان بمثل هذا الكلام ..

فغضب وقال :
لئن منعتنى من هذا .. لأمنعنك مما هو أشد عليك منه .... أمنعك من طريقك الى الشام ..

كان سعد يعلم ان ابا جهل تاجرا له قوافل تذهب الى الشام ولا بد ان تمر بالمدينة .. فههده بقطع الطريق على تجارته .. فثار ابو جهل وسعد وتخاصما ..

فتحير أمية ؟؟ لمن ينتصر ؟؟
فهذا سيد قومه فى المدينة ، وهذا سيد قومه فى مكة..
فمالت نفسه مع ابى جهل ..

فقال لسعد : لا ترفع صوتك على ابى الجكم فانه سيد اهل الوادى !!

فقال سعد رضى الله عنه : وانت دعك منى يا اميه فوالله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انه لقاتلك ..

ففزع أمية وقال يقتلنى بمكة أم بغيرها ؟؟ فقال له سعد لا أدرى ..

فاضطرب أميه و فزع فزعا شديداً وولى وهو يقول والله ما يكذب محمد أبداً ..

ثم رجع أميه الى اهله .. فدخل على زوجته وقال لها يا أم صفوان ألم تسمعى ما قال لى سعد ؟

قالت : وما قال لك ؟

قال : زعم أن محمدا أخبرهم أنه قاتلى ..

ففزعت وقالت : بمكة؟

قال : لا أدرى

فقالت: والله ما يكذب محمد ..

فقال أميه : والله لا أخرج من مكة أبدا ً

ومضت الايام .. فأقبلت قافلة لقريش من الشام .. فخرج صلى الله عليه وسلم يعترضها ..

فهرب قائد القافلة ابو سفيان الى قريش فى مكة يستنصرهم للخروج للقتال والدفاع عن القافلة..

ثار أهل مكة ..وقام أبو جهل يستنصر الناس ويستحثهم للخروج للقتال ..
ويقول : أدركوا عيركم ،، أموالكم ..

بدا الناس يتجهزون للقتال .. منهم من يحد سيفه ..ومن يجمع متاعه .. ومن يجهز فرسه ..

كل أهل مكة تجهزوا للقتال .. الا واحداً ..
أمية بن خلف ..

كره اميه أن يخرج وخاف على نفسه .. وجلس فى ظل الكعبة ..

فعلم أبو جهل أن أمية سيتخلف عن القتال

فأتاه قائلاً : يا أبا صفوان .. انك متى يراك الناس قد تخلفت .. وانت سيد اهل الوادى .. تخلفوا معك ..

فأبى أمية أن يخرج فهو يعلم أن محمداً صلى الله عليه وسلم لا يكذب ابدا...

أبو جهل كافر حقير .. لكنه ذكى !!

ابتكر ابو جهل طريقة يستحث بها امية للخروج .. فماذا فعل؟
أخذ أبو جهل مبخرة ووضع فيها جمرا وطيبا .. ثم اقبل بهذا البخور الى امية وهو جالس بين قومه فى ظل الكعبة .. وقال خذ تطيب يا ابا صفوان تطيب انما انت من النساء ...
اى مادام انك لن تخرج للقتال فمعناه فمعناه أنك ستجلس مع النساء ونحن نخرج نقاتل عنك فخذ تطيب كما تتطيب النساء ؟؟
آآآه ..ماأخبث أبا جهل ؟ يعلم من أين تؤكل الكتف؟؟

ماكاد امية يسمع هذا الكلام حتى ثار وقام وهو يقول : أما اذا غلبتنى فوالله لاشترين أجود بعير فى مكة ..

ثم أقبل على بيته وقال : يا أم صفوان جهزينى ..

فقالت : يا أبا صفوان .. قد نسيت ما قاله لك أخوك اليثربى ؟؟

قال : لا وما اريد ان اجوز معهم الا قريبا .. وأعود ..

فكانت خطته ان يسير مع الجيش بعض الطريق ثم يختفى منهم عائدا الى مكة

وفعلا خرج أمية مع الجيش وجعل لا ينزل الجيش منزلا ال ربط بعيره بجانبه استعدادا للهرب لكن ابا جهل كان له بالمرصاد فلم يستطع العودة

فلم يزل يسير مع الجيش حتى وصل موقعة بدر وقتله الله بأيدى المسلمين وتتحقق نبوءة النبى صلى الله عليه وسلم بمقتل امية بن خلف



---رواه البخارى