أسهل الحلول للتغلب على مشكلة ارتفاع تكاليف الزواج
مما لا شك فيه أن تجهيزات الزواج من أكبر المشاكل وأكثرها تعقيداً فى مصر ، ونجاح هذه المهمه أو فشلها يتوقف عليها مستقبل حياة شخصين قررا بإرادتهما الأرتباط والزواج ، حيث كثيراً ما تحدث خلافات بين أهالى العروسين قد تطيح بكل الآمال فى فسخ الخطوبة سريعاً أو فسخها بعد فترة من الزمن وأحياناً فى نفس يوم الزفاف أو قبلها بأيام قليلة ، وذلك يرجع لتعنت بعض من الأباء والأمهات فى رفع تكاليف ونفقات الزواج والمغالاه فى المهور أو الشبكة أو قائمة المنقولات أو قيمة المؤخر وكل ذلك بدافع تأمين بناتهم ، وكثير من أهالى العروسين يتمسكون بقرارتهم ولا يتساهلون فيها مما يؤدى إلى أن الأمور تزداد تعقيداً وتتوتر الأعصاب وتزيد المشاحنات والتى بدورها تؤثر تأثيراً مباشراً على علاقة الشاب والفتاه المخطوبين، وتنقلب موازين الحياه وبدلاً من أن تكون فترة الخطوبة هى أجمل أيام حياتهم تصبح هذه الأيام اذا قدر لهم المشيئة بالزواج من أسوأ وأتعس أيام حياتهم ، لأنها تحمل بدورها ذكريات أليمة لا يريد احد ان يتذكرها مما يؤثر ذلك تأثيراً مباشراً على الحالة النفسية والمعنوية للطرفين قبل الزواج.
والغريب أن كل ذلك يحدث على الرغم من أن الجميع يعلم تماماً الغلاء والظروف المعيشية فى مصر، ولكن يساهم الأهالى بهذه الطريقة بشكل غير مباشر فى عزوف الشباب عن الزواج ومن ثم تظهر مشكلة اخرى وهى العنوسة وبدورها تؤدى إلى مشكلة أكبر وهى الزواج العرفى والعلاقات المحرمة والتى بنشأ عنها مشكلة اكبر واخطر وهى أطفال الشوارع كل ذلك يحدث نتيجة المغالاه فى متطلبات الزواج بتكاليف باهظة قد تكون بدافع التباهى أمام الغير أو حتى لا تكون البنت أقل من مثيلاتها من بنات أعمامها أو اخوالها او حتى جيرانها بغض النظر عن الحالة الأجتماعية والمادية للطرف الأخر .
وفى الوقت الذى يقوم فيه الشاب بتجهيز شقة الزوجية وتأثيث المنزل يقوم أهل العروس بتجهيز بناتهم والمشاركة معه فى تأثيث هذا المنزل بناءاً على اتفاقات مفترض أن تكون واضحة ومحددة وصريحة من البداية حتى لا يكون هناك مجال لحدوث مشكلة أو خلاف على شىء ما ، ولابد أن يكون الاختيار سليم من الأساس ووجود تقارب فى المستوى الاجتماعى والفكرى والثقافى حتى يكون هناك تعاون بين الطرفين ، وكل طرف يبذل قصارى جهده قدر استطاعته وامكانياته ، ولابد من توافر المرونة بين الطرفين فى انهاء كل ما يخص هذه الزيجة ، فبالإضافة إلى كل ذلك يتضح ان أسهل وأبسط الطرق للتغلب على مشكلة اتمام الزواج هو العمل بقول رسولنا الكريم عندما قال " اذا جاؤكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه " وقوله أيضاً " تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" ففى الوقت الذى يأمر فيه الرجل بأن يتزوج ذات الدين يأمر ولى البنت بأنه اذا جاء خاطب لابنته فعليه أن يختار بالرجل صاحب الدين وحسن الخلق بغض النظر عن المظاهر الدنيويه من مال أو جاه أو منصب وبغض النظر عن التمسك بماديات اتمام الزواج وغير ذلك من أمور الدنيا والتى لا فائدة لها سوى انها فانية وحبر على ورق
أخيراً أطيب تمنياتى القلبية لمن مروا بتلك الظروف بحياة زوجية سعيدة وهانئة ولمن هم مقبلون على تلك الظروف بزواج مبارك ان شاء الله .
المصدر: هانى العنبرى
