صور للأقمار الصناعية تحذر من انهيارات جديدة في هضبة المقطم
صور للأقمار الصناعية تحذر من انهيارات جديدة في هضبة المقطم
غاب ممثلو محافظتي القاهرة والجيزة، عن ورشة العمل التي أقامتها «الهيئة القومية للاستشعار من بعد وعلوم الفضاء»، أمس الأول، التي استعرضت الدراسات التي قامت بها المراكز البحثية المختلفة علي مدي الـ١٥ عاماً الماضية، عن المخاطر الجيوبيئية في المناطق العشوائية، خاصة منطقتي المقطم والدويقة، وأجمع الحضور علي أن تدخل الإنسان «غير الرشيد» وغير المدروس لهضبة المقطم، هو أحد أهم أسباب تدهور حالتها، فيما حذر أحد الباحثين من انهيار منطقة ثالثة بالمقطم.
وقال الدكتور أيمن الدسوقي، رئيس «الهيئة القومية للاستشعار من بعد»، إنه تمت دعوة كبار المسؤولين في محافظتي القاهرة والجيزة، إلا أنهم لم يستجيبوا، مشيراً إلي أنهم في الهيئة سيحاولون مرة أخري التواصل مع صانعي القرار.
وأعلن دسوقي أن الهيئة ستكون فريق عمل لتجميع الدراسات السابقة وتلخيصها لتقديمها لجهات أخذ القرار، موضحاً أن فريق العمل سيبدأ مهمته في ديسمبر المقبل وينتهي منها في يونيو ٢٠٠٩، مؤكداً أن الهيئة ستتكفل بالتكاليف من ميزانيتها الخاصة.
وخلال الورشة، قام كل من رئيسي الهيئة القومية للاستشعار من بعد وعلوم الفضاء، والمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزقية، السابقين، باستعراض نتائج الدراسات التي كانا قد توصلا إليها بعد انهيار جزء من هضبة المقطم عام ١٩٩٣، والتوصيات التي أرسلاها للحكومة ولم يتم العمل بها.
وقال الدكتور محمد عادل يحيي، رئيس الهيئة القومية للاستشعار من بعد وعلوم الفضاء الأسبق، إنه يملك أكثر من ٧٠ بحثاً تم إجرائها علي هذه المنطقة، وأنه «سيسلمها إلي الدكتور أيمن دسوقي لتحمل مسؤولياتها»، مشيراً إلي أن دورهم كجيولوجيين، هو «التشخيص والقياس»، وأن من يريد استخدام هذه الدراسات «أهلاً وسهلاً به».
من جانبه، قال الدكتور حنفي علي دعبس، الرئيس الأسبق للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزقية، إن هذه الندوة «تعيد له ذكريات مؤلمة»، مشيراً إلي الانهيار الذي وقع عام ١٩٩٣ للمقطم، مضيفاً: «لقد قدمنا وقتها التوصيات والتقارير وكانت كلها قيمة ولكن للأسف لم يتم العمل بها»، وتابع: «للأسف تكررت المأساة وسوف تتكرر إن لم تنفذ التوصيات»، مؤكداً أهمية التواجد الحكومي لتنفيذ التوصيات والأخذ بها. وقال الدكتور ماجد الركايبي، أستاذ الاستشعار من بعد ونظم المعلومات الجغرافية، إن هذه الندوة ذكرته «بعمل قمنا به منذ ١٥ عاماً»، معتبراً أن الكارثة في عصرنا الحديث ليست مفاجئة، وأننا «نفاجأ لأننا كنا نيام».
وأشار إلي أنه يوجد حل واحد لا يوجد غيره، وهو إزالة الأماكن الموجودة بالمنطقة وتعميرها من جديد علي أسس علمية.
وحذر الدكتور محمد نجيب حجازي، الباحث الجيولوجي في الهيئة القومية لعلوم الفضاء والاستشعار من بعد، من انهيار منطقة ثالثة شرق المنطقة التي وقع فيها الانهيار الأول، لافتاً إلي أن هذه المنطقة بها منازل تحتها وفوقها.
وأعلن حجازي عن الانتهاء من بناء قاعدة بيانات جغرافية لمحيط منطقة الانهيار، والتي أوضحت أن الكثافة السكانية في منطقة الدويقة أكثر من ٨ آلاف منزل في كل كيلو متر مربع، مشيراً إلي أنه بمقارنة الصور الحديثة للقمر الصناعي الأمريكي بصور ما قبل الانهيار، تبين أن عدد المنازل المدمرة جراء الانهيار هو حوالي ٩٧ منزلاً، مؤكداً أن الرقم لم يحقق ميدانياً، وأن المساحة التي لاتزال مغطاة بالصخور وتحتها منازل مساحتها حوالي ١٢٥٠ متراً مربعاً.
وكشف حجازي عن الصور التي تشير إلي أن الهضبة معرضة لانهيارات أخري في بعض مناطقها الجنوبية وبالتحديد شارع ٩ وميدان النافورة في المقطم، وأنه بمقارنة الصور بين عامي ٢٠٠٥ و٢٠٠٨، يتضح زيادة كمية المياه وتشبع الطبقات بها، لدرجة أن المياه نفذت من خلال «تكسيات» الرملية المقامة علي جانب الهضبة، ووصلت للخارج، مدللاً علي ذلك ببدء نمو النباتات، قائلاً: «إن الهضبة تشر مياه، وأن الدراسات المتتابعة مطلوبة لتلافي الأحداث».
وعن عدم استخدام القمر المصري (egyptsat ١) في تصوير منطقة الانهيار، قال الدكتور أيمن دسوقي، رئيس الهيئة العامة للاستشعار من بعد وعلوم الفضاء، إن الهيئة تملك وسيلتين لتصوير مكان الانهيار، الأولي بالقمر الصناعي، وأنه تم الاستعانة بالقمر الأمريكي «كويك بيرد» لدقته التي تفوق القمر المصري، أما الطريقة الثانية فهي بطائرة الهيئة، لافتاً إلي أننا لم نحصل علي تصريح من هيئة العمليات حتي الآن».
عن جريده المصرى اليوم 29-10-2008
