الخرائط الموضوعية بين الطرق التقليدية وبرامج نظم المعلومات الجغرافية
الخرائط الموضوعية بين الطرق التقليدية وبرامج نظم المعلومات الجغرافية
المقدمة :
تهتم الخرائط الموضوعية بتمثيل الظواهر الطبيعية والبشرية بأسلوب نوعي وآخر كمي على خرائط صغيرة أو متوسطة المقياس . وعند الرغبة في بتمثيل الظواهر الجغرافية على الخرائط الموضوعية فيجب أولاً أن نتعرف على الأساليب المستخدمة في الترميز المستخدم لإبراز تلك الظواهر الطبيعية والبشرية على الخرائط . ويمكن أن يتم ذلك من خلال تصنيف للظواهر الجغرافية الممثلة على الخريطة بناء على الهدف الأساسي المراد رؤيته على الخرائط التي ستتضمنها إي دراسة والأسلوب المناسب لبيان ذلك الهدف .
وهنا نوضح بأن الخرائط الموضوعية تعتمد في تمثيلها للظواهر الجغرافية على كل من اللون لتمثيل الظواهر الجغرافية بأسلوب نوعي وكمي ، بالإضافة إلى الرموز الهندسية المختلفة المساحة أو الحجم والمبنية على معايير رياضية بحتة يتم من خلالها بناء الرموز وربط العلاقة بين أرقام المعادلات الخاصة بالفئات اللازم بناؤها لكل ظاهرة جغرافية يراد تمثيلها أو ترميزها على الخرائط الموضوعية بأسلوب الترميز الكمي). ( Robinson & Others 1984 p277-366
وعلى ذلك سنستخدم كل من اللون والرموز الهندسية المستخدمة لتمثيل الظواهر الجغرافية على الخرائط بأسلوب ( نوعي " أسمي " وآخر كمي )، وذلك للمقارنة بين الطرق التقليدية والبرامج الحاسوبية التابعة لنظم المعلومات الجغرافية . التي تستخدم جميعاً الأسس اللازمة لبناء الخريطة الموضوعية وذلك بتطبيق القواعد والقوانين التي تخص كل رمز مستخدم على الخرائط الموضوعية . كما أن الدراسة ستركز على معرفة ما هو المتوفر أو المطبق من الطرق التقليدية حالياً على برامج نظم المعلومات الجغرافية ، وما هى المميزات والسلبيات التي تحتويها كل من الطرق التقليدية وبرامج نظم المعلومات الجغرافية في بناء الخرائط الموضوعية ، مطبقين في ذلك كل القواعد والأسس الرياضية اللازمة لبناء ذلك النوع من الخرائط والذي يركز على استخدام المعايير الحسابية والمعادلات الرياضية العلمية اللازمة لتحويل الظواهر الجغرافية من جداول رقمية إلى أشكال مرئية تعكس محتويات قاعدة البيانات وعرض الظواهر الجغرافية المدروسة على خرائط رقمية في جميع المجالات الجغرافية المتعددة مع ضرورة التعاون مع ذوي الاختصاص من الجغرافيين في العديد من المجالات للتأكد من تطابق أساليب تنفيذ الخرائط المطلوبة على برامج نظم المعلومات الجغرافية بناء على المعايير والقواعد اللازم تطبيقها في قواعد البناء التي تحتويها المراجع المتخصصة في ذلك المجال والذي تتبناه الطرق التقليدية عند تنفيذها لبناء أي خريطة موضوعية مثل " الكثافة السكانية " أو " النسبة المئوية " مثلاً .
أما السؤال الذي تدور حوله الدراسة أو البحث فهو كم من الطرق التقليدية المتبعة في تنفيذ العديد من " الخرائط الموضوعية " تم استيعابها تقنياً لتصبح من ضمن الطرق التي تحتويها نظم المعلومات الجغرافية ؟ .
وإذا نظرنا إلى الخرائط الموضوعية من مفهوم الرموز المستخدمة في التمثيل على الخرائط والخاصية الإدراكية لكل رمز من خلال تمثيل الظاهرة الجغرافية وقدرة الرمز المستخدم في توصيل المعلومة بسهولة ويسر إلى المستخدم لذلك النوع من الخرائط ، فهل أمكن برمجة كل الطرق التقليدية لتصبح من ضمن الأساليب المتوفرة تقنياً ؟ وكم منها لا يمكن تطبيقه حتى الآن نظراً لطبيعة التمثيل الخرائطي والأسس اللازم تطبيقها عند بناء خريطة مثل " خريطة النقاط أو المثلثات المقسمة أو المربعات المقسمة " . وعلى الرغم من التأكيد بضرورة دراسة كل الرموز ، فقد حددنا هنا خرائط النقاط والمثلثات والمربعات لكثرة استخدامها في الخرائط الموضوعية على الأطالس وفي الأبحاث والدراسات . وقد تبين من خلال التطبيق المعملي قصور الجانب التقني في برمجة العديد من الطرق التقليدية على برامج نظم المعلومات الجغرافية والتي سيتم الحديث عنها بعد إلقاء الضوء على مفهوم الخرائط الموضوعية من منظور الرموز الهندسية المستخدمة على الخريطة الموضوعية .