هل انت صادق؟
سؤال يجيب عليه الكل بنعم فكل واحد يتصور انه صادق وانه لايكذب
وقد يعترف احدهم بكذبة اوكذبتين ويعتبر نفسه بلغ الغاية من الدقة والصراحة مع النفس وانه ادلى بحقيقة لا تقبل مراجعة
ومع ذلك دعونا نراجع معا هذا الادعاء العريض وسوف نكتشف ان الصدق شىء نادر جدا
وان الصادق الحقيقى يكاد يكون غير موجود
واكثرنا فى الواقع مغشوش فى نفسه حينما يتصور انه من اهل الصدق
بل اننا لنبدأ فى الكذب من لحظة ان نتيقظ فى الصباح وقبل ان نفتح فمنا بكلمة
احيانا تكون تسريحة الشعر التى نختارها كذبة
والمكياج الذى يحاول صاحبه ان يخفى به التجاعيد هو نوع آخر من الكذب الصامت
كل هذا ولم يبدأ اللسان ينطق ولم ينفتح الفم بعد
اما اذا فتح الواحد منا فمه وقال صباح الخير
فانه يقولها على سبيل العرف والعادة
لمن ينوى له الخير ولمن ينوى له الشر
فهو يكذب
وهو يقرأ السلام على من يبيت له العدوان
فهو يكذب
واذا رفع سماعة التليفون مضى يطلب ما لايريد من الاشياء لمجرد انها مظاهر ومجاملات
فهو يكذب
وقد يرفض خجلا او ادعاء
فهو يكذب
والاعلان الذى يصف لك نكهة السيجارة وفوائدها الصحية
يكذب عليك
وكل ما يدور فى عالم البيع والشراء يبدأ بالكذب
وفى عالم الدين ودنيا العبادات يطل الكذب الخفى من وراء الطقوس والمراسيم
فشهر الصيام الذى هو امتناع عن الاكل يتحول الى شهر اكل
فتظهر المشهيات والحلويات والمخللات والمتبلات
ويرتفع استهلاك اللحم ليصل الى الضعف
واحيانا تكون كلمة الحب كذبة معسولة تخفى وراءها رغبة شريرة فى الامتلاك و الاستحواذ والسيطرة
اين الصدق اذن؟
ومتى تاتى هذه اللحظة التى نتحرى فبها الحق والحق وحده؟
ليعد كل منا الى قلبه
وسوف يدله قلبه على كل شىء
فقد اودع الله فى قلوبنا تلك البوصلة التى لا تخطىء
والتى اسمها الفطرة
فليكن كل منا كما تملى عليه طبيعته لا اكثر
وسوف تدله طبيعته على الحق
كن كما انت
وسوف تهديك نفسك الى الصراط