السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
تروى لنا الاديان حكاية رجل يظهر فى اخر الزمان وياتى من الخوارق والمعجزات بما يفتن الناس من كافة ارجاء الارض فيسيرون خلفه وقد اعتقدوا انه اله.
وتصفه الروايات بأنه اعور وانه يملك من القوة الخارقة ما يجعله يرى بهذه العين الواحدة ما يجرى فى اقصى الارض كما يسمع باذنه ما يتهامس به الناس عبر البحار .كما يسقط الامطار بمشيئته فينبت الزرع ويكشف عن الكنوز المخبوءة ويشفى المرضى ويحيى الموتى ويطير بسرعة الريح.
ويفتن به كل من يراه ويسجد له على انه الله على حين يراه المؤمنون على حقيقته ولا تخدعهم معجزاته ويشهدون رسم الكفر على وجهه. ذلك هو المسيح الدجال احدى علامات الساعة التى نقرأ عنها فى كتب الدين.
ويقول ليوبولدفايس ان المسيح الدجال هو التقدم المادى والقوة المادية والترف المادى...معبودات هذا الزمان.
مدينة العصر الذرى ..العوراء العرجاء التى تتقدم فى اتجاه واحد وترى فى اتجاه واحد هو الاتجاه المادى..على حين تفتقد العين الثانية (الروح) التى تبصر البعد الروحى للحياة..فهى قوة بلا محبة..وعلم بلا دين..وتكنولوجيا بلا اخلاق.
وقد استطاع هذا المسيح فعلا عن طريق العلم ان يسمع ما يدور فى اقصى الارض (باللاسلكى) ويرى ما يجرى فى اخر الدنيا (بالتلفزيون) وهو الان يسقط الامطار بوسائل صناعية..ويزرع الصحارى ويشفى المرضى وينقل قلوب الاموات الى قلوب الاحياء..ويطير حول الارض فى صواريخ وينشر الموت والدمار بالقنابل الذرية..ويكشف عروق الذهب فى باطن الارض.
وقد افتتن الناس بهذا المسيح فعبدوه.
وامام هذا الاستعراض الباهر للتقدم العلمى الغربى فقدنا نحن الشرقيين ثقتنا بانفسنا ونظرنا باحتقار الى تراثنا وديننا.
وفى حمى الشعور بالنقص والتخلف تصورنا ان ديننا ضرب من الخرافات التى يجب ان نتخلص منها لنلحق بركب التقدم وندخل فى رحاب المعبد الجديد..معبد العلم لنعبد ذلك الاله الجديد الذى اسمه القوة المادية.
وسجدنا مبهورين فاقدى الوعى وقد اختلطت علينا الوسيلة بالغاية..فجعلنا من القوة المادية غايتنا..ونسينا انها مجرد وسيلة وأداة.
القطار وسيلة
والتلغراف وسيلة
والكهرباء وسيلة
والطاقة الذرية وسيلة
وبدلا من ان تكون هذه الوسائل فى خدمتنا اصبحنا نحن فى خدمتها نكد ونكدح ونتعارك ونتكالب لنمتلك عربة وراديو وتلفزيون.
والنتيجة هى هذا الانسان الكئيب المهموم الخائف القلق...