العصور الوسطى تجدد الاهتمام بالعطور
وبالمثل، في مصر القديمة، لعبت العطور دورًا مركزيًا في العبادة الدينية والممارسات الجنائزية وطقوس العناية اليومية، مما يرمز إلى النقاء والازدهار والاتصال الروحي. كان المصريون القدماء خبراء في صناعة العطور، حيث كانوا يقطرون الزيوت العطرية من نباتات مثل المر واللبان واللوتس لإنشاء عطور رائعة لاستخدامها في المعابد والمقابر والحياة اليومية.
ازدهرت صناعة العطور في العالم القديم، حيث احتضنت الحضارات في جميع أنحاء آسيا وأفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط العطر كجزء لا يتجزأ من الحياة الثقافية والاجتماعية. في الهند، تصف نصوص الأيورفيدا التي يعود تاريخها إلى القرن السادس قبل الميلاد الاستخدام العلاجي للزيوت العطرية والأعشاب في الطب التقليدي والممارسات الروحية، بينما في الصين، تم استخدام الأكياس العطرية والبخور لدرء الأرواح الشريرة وتعزيز الانسجام والرفاهية. .
اقرا المزيد
أوروبا في العصور الوسطى وعصر النهضة:
شهدت فترة العصور الوسطى تجدد الاهتمام بالعطور في أوروبا، مدفوعًا بالحروب الصليبية وطرق التجارة المزدهرة التي جلبت التوابل الغريبة والراتنجات والأخشاب العطرية إلى القارة. أصبحت العطور رموزًا للمكانة والرقي، حيث كانت المحاكم النبيلة والأوامر الرهبانية ترعى العطارين والصيدليات لإنشاء عطور مخصصة للاستخدام الشخصي والهدايا.
خلال عصر النهضة، وصلت صناعة العطور إلى آفاق جديدة من الفن والابتكار، تغذيها التطورات في تقنيات التقطير، والاستكشاف النباتي، وإحياء تقاليد صناعة العطور القديمة. صقل العطارون في مدن مثل فلورنسا والبندقية وغراس حرفتهم، ومزجوا النباتات النادرة والمكونات المشتقة من الحيوانات والمركبات الاصطناعية لإنشاء عطور معقدة ومتعددة الطبقات أسرت الحواس وأذهلت الروح.
