هل ثمن الحرية .....ضرب الأحذية!!!
لم أفكر في الأسباب ولا الدوافع ولا الخلفيات التي جعلت الصحفي منتظر الزيدي يرجم الرئيس الأمريكي جورج بوش بفردتي نعله غير آبه بأية عواقب في ختام مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي الذي حاول صد الأحذية. فما أن شاهدت مقطع الفيديو حتى انتابتني موجة هستيرية من الضحك المتواصل ، وكلما قرأت تعليقاً على الحدث استغرقت في ضحك لم ينقطع ، وكلما تذكرته شعرت بأننا أمة ينقصها لحظة فرح. ولسنا نشك لحظة أن من شاهد المقطع للمرة الأولى ، وبه ذرة واحدة لا غير من المشاعر الإنسانية بعيداً عن أية أيديولوجيا أو مواقف مسبقة ، إلا وكاد ينقلب على ظهره من الضحك فرحاً وسروراً وشماتة بما أصاب الرئيس الأمريكي الذي علق على الحدث بالقول: «كل ما أتذكره أن مقاس الحذاء10»!
لكن ، وكالعادة! فقد انشغلت ذاكرة بوش بمقاس الحذاء ونسي هدية الزيدي له : «هذه قبلة الوداع أيها الكلب» ، وسيغادر دون أن يتعلم درساً واحداً في حياته ، ودون أن يشعر بخجل مما صنعت يداه أو مما تلقاه من تكريم عز نظيره. ولا عجب ، فمن دشن حياته بتلقي الإهانات لن يضيره أن يتلقى الأحذية. أما أوباما وفريقه القادم ومن ورائه شعبه فمن المؤكد أنه لن يشمت بسلفه ، لكن عليه أن يفهم أن:
ضربة الحذاء في بغداد تشبه تماماً ضربة 11 سبتمبر ، وهي المرة الثانية التي تتعرض فيها الولايات المتحدة لإهانة بالغة لن تمحوها كل الأساطيل الحربية والأمنية التي سخرت لحماية أمريكا ورموزها العظمى التي لم تفلت من الضرب حتى بالجزم بدء من أبراج منهاتن ومروراً بفخامة الرئيس الإمبراطور وانتهاء بعلم بلاده الذي طالته الفردة الثانية من حذاء الزيدي.
ضربة بغداد لن يمحوها ألف احتلال ، ولن يستطيع أن يمحوها الرئيس القادم ولن يمحوها التاريخ ، ولن تستطع موسوعة جنيس العالمية ولا أشباهها أن تتجاهلها من التوثيق كحدث فريد لحذاء فريد أشهر ألف مرة ومرة من حذاء الرئيس السوفياتي خروتشوف وهو يطرق به طاولة مجلس الأمن الدولي إبان العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956. وعلى أوباما وفريقه وشعبه أن يتدبروا الحدث ويفهموا جيداً أن العرب والمسلمين كانوا على موعد مع التاريخ حين سجل بأنهم أول من أذل الأمريكيين في عقر دارهم وأول من لطم رئيس أقوى دولة في العالم بأحذيتهم.
ضربة بغداد كانت فضيحة للشعب الأمريكي بالذات ، وليس مهما القول أن هذا الشعب انتقم من رئيسه بانتخاب أوباما ، لأن الضربة طالت الإرادة الأمريكية الشعبية التي نصبت بوش مرتين على رأس الهرم السياسي الرمز الأعظم للاتحاد الأمريكي سواء كان جمهورياً أو ديمقراطياً ، وعليه فمن المهم أن يدرك هذا الشعب الآن أنه سيدفع الثمن ، بالأحذية ، هو ورئيسه لقاء ما ارتكبوه من جرائم بحق الشعوب والأمم ولقاء غطرستهم واستهتارهم بحياة البشر.
ضربة بغداد كانت فضيحة مدوية أيضاً ضد الاتفاقية الأمنية بين حكومة المالكي والولايات المتحدة والتي كان التوقيع عليها هدفاً لزيارة بوش إلى العراق. فما هي قيمة اتفاقية لم تستطع أن تحمي الرئيس الأمريكي من من فردة نعل تصفع وجهه؟ أما أولئك الذين وقعوا عليها وقدموا لها التبريرات الشرعية المزيفة لتمريرها فكثير عليهم أن يحظوا حتى بشرف إحدى فردات نعل الزيدي.
ضربة بغداد ستسجل في التاريخ أن الأحذية العربية التي خلعت من الأقدام لتقاتل باتت أثمن من السيوف التي تَسلَّمها بوش ليتراقص بها شامتاً وساخراً من أصحابها أو تلك التي أهديت مُذهَّبة لبابا الفاتيكان ليقاتلنا بها فيما يسمى بحوار الأديان.
ضربة بغداد تأتي رداً على أصحاب الدعوات المحمومة التي تنادي بالتخلي عن المقاومة المسلحة ضد الاحتلال لصالح المقاومة السلمية دون أي وجه حق أو مبرر منطقي يذكر إلا من تبني الأطروحة الأمريكية والصهيونية أياً كان الثمن وأياً كانت النتيجة.
ضربة بغداد طالت أيضاً أولئك الذين يلهثون ، بلا خجل ولا عقل ، خلف سراب الاعتراف الأمريكي بقبول التفاوض معهم دون أن يعتبروا من أية سابقة أو تجارب تاريخية لم تسمن ولم تغن من جوع وقهر وحصارات لفترات طويلة وسط قتل وتنكيل بالجملة لم يتوقف لحظة واحدة.
أخيراً لنرى كيف سيتعامل دعاة الحرية وحقوق الإنسان وحرية التعبير مع منتظر الزيدي الصحفي «المعتدل» الذي فاضت به الكأس ولم يعد قلمه يحتمل المزيد من النفاق. أما العرب فستجد منهم من يسارع إلى الإدانة ، وآخرين سيتبرؤون من بوش ويحملونه مسؤولية أفعاله ، وقسم آخر سيجتهد في النأي بالسيد الجديد أوباما عن أي انتقاد بل والثناء عليه وتقديم المواعظ والنصح له كما نصحوا لبوش من قبله
******************
((( قبلة وداع .... بالنيابة عن شعب العراق و العرب !! )))
ان هذا الصحفي ... الذي دخل _ هو وحذائه _ الى التاريخ من المؤكد كان هدفه ايصال رسالة
(( رسالة مباشرة واضحة بلا مجاملات او نفاق او ضغوط سياسية ))
رسالة هشمت ما تبقى من كرامة هذا الرئيس الفاشل على جميع الاصعدة !!
رسالة ... ارتاح لها ملايين من الشعوب المقهورة باسم ((( هيمنة الديمقراطية الامريكية )))
**********
اقتباس
تتواصل في الشارع العربي مظاهر التأييد لإقدام الصحفي العراقي منتظر الزيدي على رشق الرئيس الأميركي جورج بوش بحذائه أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد.
اقتباس:
وفي تفاعلات الشارع المصري قال رئيس اتحاد المحامين العرب سامح عاشور خلال مؤتمر صحفي أن الاتحاد سيشكل هيئة دفاع لتوفير الحماية القانونية للزيدي داخل العراق وهيئة دفاع عربية تسعى لتوفير محاكمة عادلة للزيدي, أول شروطها أن تتم خارج العراق.
اقتباس:
ولم يكتف الفلسطينيون بإعلان التضامن مع الزيدي، بل تعدوا ذلك إلى إطلاق عشرات النوادر والنكات, إضافة إلى تناقل صور الواقعة مع تعليقات تصفها بالبطولية وأخرى تقول إنها هدية رأس السنة ووداع مميز لبوش.
وتقول رسالة كتبها فلسطينيون إن السلطة الفلسطينية أقرت قانوناً عاجلاً يمنع لبس الأحذية أثناء المؤتمرات الصحفية خشية تعرض قادتها للضرب بالأحذية.
وتقول أخرى إن أسواق الضفة الغربية تفتقر إلى الأحذية لشرائها من قبل الصحفيين قبيل زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى رام الله.
اقتباس
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن الرحلة الوداعية التي قام بها الرئيس الأميركي المنصرف جورج بوش إلى العراق لن يتذكر منها أحد إلا لحظة قام صحفي عراقي برمي حذائه تجاه رأس الرئيس وندد به على الهواء مباشرة ووصفه بأنه "كلب" جلب الموت والحزن إلى العراق طوال ست سنوات.
وقد أبرزت الصحف الأميركية "الخزي" الذي توج زيارة بوش الوداعية إلى العراق، فقد تناولت كبريات الصحف الأميركية نبأ قيام الصحفي العراقي منتظر الزيدي برمي حذائه في وجه رئيس أكبر دولة تقود العالم.
وخصصت الصحف صورا تفصيلية لذلك الحدث كما نشرت في نسخها الإلكترونية لقطات الفيديو التي صورت "دراما" الحذاء الذي "أفسد" رحلة الرئيس المنصرف إلى بغداد.
ووصفت نيويورك تايمز الحادثة بأنها "دراما" بدأت بعد وقت قصير من انطلاق مؤتمر صحفي حول الاتفاقية الأمنية عقده بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
وتذكر الصحيفة في خبرها الرئيسي الذي غطى الموضوع قيام الصحفي الزيدي برمي حذائه الأول ثم الصراخ على بوش بالقول "هذه هدية من العراقيين، هذه قبلة الوداع يا كلب".
اقتباس:
ومن جهتها عنونت صحيفة واشنطن بوست تغطيتها للحدث بعنوان "الحذاء المقذوف يفسد رحلة بوش إلى بغداد". وأفردت معظم التغطية للحادثة وسجلتها بتفاصيلها.
وقالت الصحيفة إن وصول بوش في زيارة وداعية مفاجئة مدافعا بشدة عن الحرب التي أتلفت حتى الآن مزيدا من الوقت والمال والأرواح أكثر مما كان متوقعا، لم يحل دون تلقيه "الطعم المحلي من الاستياء تجاه سياساته" عندما رماه صحفي عراقي بحذائه في مؤتمر صحفي.
وقالت الصحيفة بعد وصف دقيق للحادثة، إن بوش لم يجرح بل أطلق النكات بعد دقائق من الحادثة، وأضافت أن الصحفي الزيدي كان قد اختطف سابقا من قبل مليشيات شيعية مسلحة، وأنه كان ينهي تقاريره التلفزيونية بالقول "منتظر الزيدي من بغداد المحتلة".
أما صحيفة لوس أنجلوس تايمز فبدأت تغطيتها بالقول إن بوش بدا مرتبكا بعد أن قذِف بالحذاء، فيما وصفت المالكي بأنه لاعب بيسبول حين مد ذراعه ليلتقط الحذاء دفاعا عن ضيفه الأميركي.
اقتباس
وعن قانونية اعتقال الصحفي الزيدي، قال الدليمي للجزيرة نت إنه "غير قانوني لأن كل ما يحدث في العراق اليوم غير قانوني"، مشيدا في الوقت ذاته بتفاعل رجال القانون المحامين العرب وإعلانهم تشكيل هيئات دفاع عن الصحفي الزيدي.
وبرر الدليمي إلقاء الصحفي العراقي حذاءه في وجه بوش بأن زيارة الرئيس الأميركي تستفز العراقيين بعد أن "دمرت الجيوش الأميركية العراق وقتلت أكثر من مليون عراقي".
وتابع أن "زيارة المجرم بوش استهتار بكرامة الشارع العراقي وهو ما حدا بهذا الصحفي البطل للتعبير عما يجول في خاطر كل العراقيين".
ولفت إلى أن "حذاء منتظر الزيدي أبلغ رد من جانب الشعب العراقي على الاتفاقية الأمنية التي كرست الاحتلال".
لا يوجد نص يعتبر إلقاء الحذاء في وجه زعيم ما جريمة
وبالتالي لا عقوبة إلا بنص،
وبوش نفسه اعتبر أن إلقاء الحذاء في وجهه تعبير عن حرية الرأي
اقتباس:
ووصف الناطق باسم هيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور محمد بشار الفيضي ما قام به الصحفي الزيدي بأنه "تعبير حقيقي عن رأي الشعب العراقي في اتفاقية تكريس الاحتلال".
وقال الفيضي للجزيرة نت إن "أهمية الحادث تكمن في كونه جاء بعد لحظات فقط من توقيع الاتفاقية بين الاحتلال وعملائه".
***************
و هنا افسح المجال للجميع للتعبير عن رأيه فيما حدث
مما لاشك فيه ان الاختلافات من المفترض ان تناقش بشكل حضاري !!
لكن
هل فرض سياسة امريكية بالقوة لتحقيق مصالحها الخاصة ... امر مقبول !!
هل قتل الابرياء و حصار الابرياء و اراقة دماء الملايين من الابرياء امر قانوني !!!
هل كبت الحريات و تبني مواقف مفروضة قهرا و غصبا على الشعوب امر مستساغ !!!!
هل ما حدث مشابه لما يحدث_تراشق الاحذية_ في الكنيست الاسرائيلي وبرلمانات دول تفتخر بالحرية
بها !!
منقول