قال:ابتسِمْ ،فهممتُ أنْ اتبسما *** فتسعّرت كبدى فأطبقت الفَما
ماذا دهى كبدي، وماذا فى فمي *** لا شئَ لستُ أطيقُ أنْ أتكلّما
قال:ابتسم..وأعادها ،وأجادها *** فتحفّزت شفتيْ فقلّصها الظّما
ملحٌ دميْ، ومطامحي ملحٌ، وفي *** عينىّ ملحٌ ،مَجَّتاهُ ، وما همى
قال: ابتسمْ، فسَرتْ بقلبي بسمةٌ *** ثم اختفتْ ، لماّ تذكرتُ الحِِمى
قلتُ: الحياةُ مريرةٌ، قال: انْسهَا *** فنسيتُها..فنسيتُ أن اتبسّما
قال:ارتشفْ شهدَ الحياة هنيهةً *** فرشفتُ.. لكنىّ رشفتُ العلقما
قال: اطّرحْ عنك التألّمَ إنّه *** سِرُ الضنى..فحذارِ لأن تتأَلما
قلتَ: انتزعْ لبيّ إذنْ، وحُشاشتي *** واسْتَلَّ أعصابي ودُقَّ الأعظُما
ياناصحيْ، أرأيت أرضَك مَرّة *** بعدَ الفَخار، لدى عدوّك مغنَما؟
أرأيتَهُ يختالُ في جنباتِها *** تيهاً ، وشعبُك ينحني مستسلما؟
أوَ ما شعرتَ بأنّ قلبَك مضغةٌ *** للقهر، والأحداقُ يَسحقُها العمى!؟
ياناصحي، لو كان قلبي صخرةً *** لتحطّمتْ.. أَعجِبْتَ أنْ يتحطّما
هَبْني رَسمتُ على شفاهي بسمةً *** أيكونَ قلبي مَسْرحاً أو مَرسَما
فَمِنَ الحِمايةِ للحمى يُدعى حِمىً *** فإذا استُبيحَ فَتِلكَ ذِلّةُ من حَمى
وقد استُبيحتْ كلُّ ذرّةِ نخوةٍ *** فبكتْ على الأرضِ السّما
قال:ابتسمْ، فالأرضُ واسعةُ المدى *** حسبي وحسبُك أنْ نفرَّ فنسلما
قلت:ابتسمْ عَنى وغِبْ عن ناظري *** إن كنتَ قد أقسمتَ ألاّ تفهما
لو كنتُ مثلكَ سادراً فلربمَّا *** ولربمّا لو كنُتُ مثلك أعجَما
ولربمّا لو كنُت مُدْمنُ ذِلّةٍ *** ولربمّا لو كنتُ أعمى أبكما
ولربمّا لو لْم يكن لى خافقٌ *** هيمانُ، يَحلُم أن ينال الأنجما
ولربمّا لو لم يُرَقْ دمُ مسلمٍ *** غَدْراً ولا سحقَ الشقاءُ المسلما
قال: (التجلّدُ)..قلتُ:ليس بان تُرى *** متبّطرأً ،ويجودُ غيرك بالدِّما
إنّ التبسّم والحرائرُ تُستبى *** عارٌ وشرُّ العار أنْ تتنعّما
و(الصبرُ) في ظلِّ الخميلةِ خِسَّةٌ *** إن كانَ غيرك للأسِنّة مطعما
عبد الله عيسى السلامة
شاعر فلسطيني
