و كيف الرحيل و الذنب قد تقدمنى
و سار كل من احب الناس فى عجل نحو المغسل ياتينى ليغسلنى
فجائنى رجل منهم فجردنى من الثياب جميعا و اعرانى و غسلنى
و اسكب الماء من فوقى و غسلنى غسل الممات و ناد القوم بالكفن
و حملونى على الاكتاف اربعه من الرجال و خلفى من يشيعنى
و قدمونى الى المحراب و انصرفوا خلف الامام فصلى ثم ودعنى
صلوا على صلاه لا ركوع لها ولا سجود لعل الله يرحمنى
و انزلونى الى قبرى على مهل و قدموا واحد منهم بلحدنى
و كشف الثوب عن وجهى لينظرنى و اسكب الدمع من عينى و قبلنى
و قال هيلوا عليه التراب و اغتنموا حسن الثواب و كل الناس مغتنمى
فى ظلمه القبر لا ام تصحبنى ولا رفيق بذات اللحد و الكفن
من منكر و نكير ما اقول لهم و قد هالنى امرهم جدا فافزعنى
و اجلسونى و جدوا فى السؤال مالى سواك الهى من يثبتنى
يا نفس كفى عن العصيان و اغتنمى قعلا جميلا لعل الله يحمنى
يا نفس ويحك توبى و اعملى حسنا عسى تجازين بعد الموت بالحسن