ماذا تركت لي
جعلتني أصيح كأن الصياح لا يجد فجر و لا صباح
اجبرتني أن أبوح فلا أجد سوي أوراق أو جدران صامتة
فكيف أتعلم ؟ و الناس ليس لها سوي ألسنة
ألسنة كألسنة اللهب تحرقني كخنجر مسموم يقتلني
و عيون كطلقات جندي في المعركة تأسرني
فتركتني وحيدة بلا سلاح حتي يلا خيل أعرج يهربني
تركتني أحترق و أقتل و عندما طلبت مساعدتك رفضتني
و حتي أطفئ حريقي غرقت لا أجد سوي جذع شجرة ينقذني
و الأمواج تتلاعب بي و الحيتان تنتظر غذائها حولي
فعجبت لزمنا فيه بلا دم ينجيني و يلقي بي من هو من دمي
جعلتني بين حريق و غريق و بين آهات و أوجاع تركتني
يتسآل البشر عن قساوة تنمو بداخلي و حيرة بين جفوني
و حسرة علي ما فات من أيامي و آلام أنين في صوتي
و آهات و أوجاع تحركني فأجابت الأقدار عند موت قلبي
قتل قلبي و أنت قاتله يمر الزمن فتعاقبني فعلي أي شئ تعاقبني
قف أمام اي محكمة عادلة قص عليهم قصتك و قصتي
قل لهم بأني في حكم الأموات كنت فجعلتني أعيش و سلبت ارادتي
قلت لي الحياة معركة و عن فنون الحرب و القتال لا تعلمني
قلت الحب الحب و الحنان موت فأسست من الحرمان داري
قلت بالصدق يحيا الانسان فوجدت الكذب و الخداع حياتي
قل لهم أنك لا تساعدني و لافي يوم سقيت عطشي
عن ماذا تعاقبني ؟ و أنت تتلذذ من رؤية دمعي
ليت في هذه الأيام أجد محكمة عادلة فقد ماتت العدالة مع موت قلوب من حقها حمايتي