المتنبي...واحر قلباه ممن قلبه شبم.......!
واحـر قلبـاه ممـن قلبـه شبـم *** ومن بجسمي وحالي عنـده سقـم
ما لي أكتم حبا قـد بـرى جسـدي *** وتدعي حب سيـف الدولـة الأمـم
إن كـان يجمعنـا حـب لغـرتـه *** فليـت أنـا بقـدر الحـب نقتسـم
قد زرته و سيـوف الهنـد مغمـدة *** وقد نظـرت إليـه و السيـوف دم
فكـان أحسـن خلـق الله كلـهـم *** وكان أحسن مافي الأحسن الشيـم
فوت العـدو الـذي يممتـه ظفـر *** في طيـه أسـف فـي طيـه نعـم
قد ناب عنك شديد الخوف واصطنعت *** لك المهابـة مـالا تصنـع البهـم
ألزمت نفسك شيئا ليـس يلزمهـا *** أن لا يواريهـم بحـر و لا عـلـم
أكلما رمت جيشـا فانثنـى هربـا *** تصرفت بـك فـي آثـاره الهمـم
عليك هزمهـم فـي كـل معتـرك *** و ما عليك بهم عـار إذا انهزمـوا
أما ترى ظفرا حلـوا سـوى ظفـر *** تصافحت فيه بيض الهنـدو اللمـم
يا أعدل النـاس إلا فـي معاملتـي *** فيك الخصام و أنت الخصم والحكـم
أعيذهـا نظـرات منـك صـادقـة *** أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
وما انتفـاع اخـي الدنيـا بناظـره *** إذا استوت عنده الأنـوار و الظلـم
سيعلم الجمع ممن ضـم مجلسنـا *** بانني خير مـن تسعـى بـه قـدم
انا الذي نظـر العمـى إلـى ادبـي *** و أسمعت كلماتي من بـه صمـم
انام ملء جفوني عـن شواردهـا *** ويسهر الخلق جراهـا و يختصـم
و جاهل مده فـي جهلـه ضحكـي *** حتـى اتتـه يـد فراسـة و فــم
إذا رايـت نيـوب الليـث بــارزة *** فـلا تظنـن ان الليـث يبتـسـم
و مهجة مهجتي من هم صاحبهـا *** أدركتـه بجـواد ظـهـره حــرم
رجلاه في الركض رجل و اليدان يد *** وفعلـه ماتريـد الكـف والـقـدم
ومرهف سرت بين الجحفليـن بـه *** حتى ضربت و موج الموت يلتطـم
الخيـل والليـل والبيـداء تعرفنـي *** والسيف والرمح والقرطاس و القلم
صحبت في الفلوات الوحش منفـردا *** حتى تعجب منـي القـور و الأكـم
يا مـن يعـز علينـا ان نفارقهـم *** وجداننا كـل شـيء بعدكـم عـدم
ما كـان أخلقنـا منكـم بتكرمـة *** لو ان أمركـم مـن أمرنـا أمـم
إن كان سركم مـا قـال حاسدنـا *** فمـا لجـرح إذا أرضاكـم ألــم
و بيننـا لـو رعيتـم ذاك معرفـة *** غن المعارف في اهل النهـى ذمـم
كم تطلبـون لنـا عيبـا فيعجزكـم *** و يكـره الله مـا تأتـون والكـرم
ما أبعد العيب و النقصان عن شرفي *** أنا الثريا و ذان الشيـب و الهـرم
ليت الغمام الذي عنـدي صواعقـه *** يزيلهـن إلـى مـن عنـده الديـم
أرى النوى تقتضينني كـل مرحلـة *** لا تستقـل بهـا الوخـادة الرسـم
لئن تركن ضميـرا عـن ميامننـا *** ليحدثـن لمـن ودعتـهـم نــدم
إذا ترحلت عن قوم و قـد قـدروا *** أن لا تفارقهـم فالراحلـون هــم
شر البـلاد مكـان لا صديـق بـه *** و شر ما يكسب الإنسان ما يصـم
و شر ما قنصتـه راحتـي قنـص *** شبه البزاة سـواء فيـه و الرخـم
بأي لفـظ تقـول الشعـر زعنفـة *** تجوز عنـدك لا عـرب ولا عجـم
هـذا عتـابـك إلا أنــه مـقـة *** قـد ضمـن الـدر إلا أنـه كـلـم
************
******
***
*