صفحات من كتاب الغريب
للشاعر محمود المغربي
الغريب
وحيدٌ
في حديقة يتمهِ
يتأمل ُ
عتمة أيامهِ
في ضجيج الذاكرة ْ
يستعيد الصغيرَ الذي ضيعَّهْ
يُخرج من حقل أنَّاتهِ
آهة ً
تلو آهة ْ
ينظرُ
يبصرُ في البعيدِ
وجهَ طفلٍ
وبعضَ ابتسامة ْ
الغريبُ
مشدوها
يقف ُ أمام رسوم ٍ
باهتةٍ
فوق جدارْ
يخرجُ
من جنبيه صبيا
كُبِحَ جماحُ جواده في التو
خسرَ الجولة َ
تلو الجولة ْ
آثر أن يُنشدَ منفردا
للبعيدة ،
خلف المحيط ْ
الغريب ُ
وحيدٌ
في فضاء وَحْشَته
يرسم ُ
بعضَ وجوهِ
رفاق الدرس ِ
يأمرهم في التو
باسم حركيٍّ
ينفلتُ
ضجيجٌ طُلابيٌّ طازجْ
يزدحم الشارعُ
بهتافٍ
وشهيدْ
الغريبُ
فقيرٌ جدا
بلا طفولة ٍ
هناكْ
هنا
ليس للغريب
مزامير
تؤنس وحْدَتَهُ
لا مناديلَ
ترفرفُ في الوداعْ
ولا حميمَ عناق ٍ
حين يهبط ُ
من سِفْر غربته
الغريبُ
غريبٌ
وليس للغريب سوى الفنَاء