ان المرء يموت على ما عاش عليه
ويُبعث على ما مات عليه
عامر بن عبدالله بن الزبير
فلقد كان على فراش الموت
يَعُدُ أنفاسَ الحياة وأهله حوله
يبكون فبينما هو يصارع الموت
سمع المؤذن ينادي لصلاة المغرب
ونفسُهُ تُحشْرجُ في حلقه
وقد أشتدّ نزعُه وعظـُم كربه
فلما سمع النداء قال لمن حوله
خذوا بيدي
قالوا : إلى أين
قال : إلى المسجد
قالوا : وأنت على هذه الحال
قال : سبحان الله
أسمع منادي الصلاة ولا أجيبه
فحملوه الى المسجد
فصلى ركعة مع الامام
ثمّ مات في سجوده
هارون الرشيد لما حضرته الوفاة
وعاين السكرات صاح بقواده وحجابه
اجمعوا جيوشي
فجاؤوا بهم بسيوفهم ودروعهم
لا يكاد يحصي عددهم إلا الله
كلهم تحت قيادته وأمْره
فلما رآهم بكى ثم قال
يا من لا يزول ملكه
إرحم من قد زال ملكه
ثم لم يزل يبكي حتى مات