أتمنى أن ترسل لها كلاماً يقطر شهداً ... ولفظاً يشع نوراً ... وهمساً ينبع حباً... وأن تشفع ذلك بابتسامة شفافة رقراقة .. كالماء العذب الزلال ...
فمثلاً.. إذا قربت لك طبق الطعام، فقل لها ما أجمل هذه السفرة... وما أطيب الأكل اليوم... سلمت يداك ولا عدمناك..
إن رأيت منها هنداماً أو لباساً جديداً أو تزينت ببعض الزينة فقل لها: إن لباسك لرائع، وتنسيقك لمبدع ... حقاً إنك متميزة..
إن لاحظت تنسيق البيت وترتيبه، فقل لها: فعلاً إنك لماهرة ومبدعة في التنسيق والتنظيم.. إنه يخيل إلي أني أمام رسام مبدع.. يجيد رسم اللوحة الفنية ............ . الخ
هذا إن رأيت ما يسرك.. فإن رأيت غير ذلك، فقل لها قولاً ميسوراً.. ليناً .. فيه شيء من اللطافة وحصول المقصود..
فمثلاً: إن قصرت في طهي الطعام، فقل لها: الغداء اليوم رائع.. ولو أضيف عليه شيء من الخضار لكان أطيب وأكثر فائدة.. وهكذا....
إن تأزمت الأمور في حدث حصل.. وكل منكما كظم على ما به ... ولم يعد للحديث مجال .. ولا للتفاهم مقال .. فاكتب لها رسالة صغيرة، وقل فيها ( زوجتي الحبيبة، ألا يكفي ما قد حصل؟) ثم ضعها على طاولة التسريحة، أو الصقها أمامها في المطبخ... ثم بعد ذلك تحين الفرصة لإرسال ابتسامة شفافة على محياك...
هنا ستحل أمور ربما يعجز القاضي عن حلها وفوق ذلك لم يدر أحد بما حصل.. ثم إنك كسبت قلبها وستحفظ لك ذلك (إن كانت ذات شيمة) ولن تعود بإذن الله، لأنها عرفت أنها تتعامل مع رجل حكيم يضبط مشاعره وعواطفه حتى لا تطغى على عقله..
ربما تقول لي: لا أستطيع أن أفعل شيئاً مما قلت سابقاً...
فأقول لك: نعم أنا أوافقك على هذه المقولة وهذا الرأي ولا أخالفك.. أتدري لماذا؟
لأنك تعودت على غيرها من خصال وألفاظ .. ومن هنا نتساعد نحن وإياك على أن نتخلص منها .. فضع يدك بيدي .. وأنا أعدك بإذن الله إن سرت كما قلت ستجد نتائجها مثمرة ورائعة وخيالية... في حياتك كلها ... سواء داخل البيت أو خارجه...
نعم إن لم تستطع قولها فماذا تفعل؟
1. تدرب على تلك الألفاظ ( أنت رائعة... متميزة... ) وقلها لوحدك.. كأنك تحفظ بيتاً من الشعر ... وكررها كلما سنحت لك فرصة .. في السيارة أو في أي مكان .... حدث نفسك بها وقلها كأنك تخاطب زوجتك ... حتى تالف نطق هذه العبارات، وتصبح أمرا عاديا لك.
2. ابدأ في تطبيق بعضها، فتأخذ هذا الأسبوع واحدة والأسبوع الآخر ثانية وهكذا .. وأتمنى منك شيئا... أتمنى وأنت تقول هذه العبارة الجميلة أن تقرأ تعابير وجهها، استرق النظر إلى مبسمها، ربما ترى ابتسامة على محيا تفصح عن ثنايا كحبات البرد لم ترها من قبل ..
3. أثق أنك إذا رأيت النتائج على محيا زوجتك.. وأثرها البالغ في نفسها، ستدفع مقابل ذلك شكرا لله عز وجل..
فإن خالفت مشورتي .. فإنك ستلج الباب ولكن بلا مفتاح!!
وإنما ستكسر الباب ومعه سينكسر الزجاج....
صحيح أخذت ما تريد.. ونفذت أمرك. لكن خسرت شيئاً كثيراً ...
الباب وقد كسر.
والزجاج وقد انتثر ..
أتدري ما الباب؟
إنه المهابة والاحترام والتقدير... قد حطمته عندما تضربها أو تهينها بكلمة ساخرة.. أو تسبها أو تسب أهلها أو أبناءها.... أو تسخر مما تقدمه لك سواء طعاماً أو خدمة،
وأعني بالزجاج المحبة والمودة (وجعل بينكم مودة ورحمة) إنك تحطمها وأنت لا تشعر... وهل يصلح الزجاج بعد الكسر..
ستبقى حياتكما جافة كالأرض الفلاة البور ..
فإن قبلت مشورتي فإنك ستظفر بمفتاح للكنز... مفتاح لو عرض عليك بمبلغ مالي كبير لما ترددت في قبوله... إنك بهذا المفتاح ستفتح القلوب... وتلج إليها بسهولة ...
إنني أقول لك من الأعماق: هنيئاً لك هذا المفتاح...
**
مجلة حياة العدد (64) شعبان 1426هـ