الاسكندريه (امبراطوريه الماضي )
تقع مدينة الإسكندرية العصرية على شاطئ مصر الشمالي إلى الغرب من نهر النيل، حيث تلتقي الصحراء بالأبيض المتوسط. وتكمن رومانسية هذه المدينة في الماضي وليس في الحاضر.. فقد تردد في شوارع هذه المدينة على مدار ألفي عام صدى أصوات عدد من أهم شخصيات التاريخ القديم.
وقعت هنا أحداث إحدى أهم قصص الحب في العالم، في العلاقة بين مارك أنطوني وكليوپاترا.
انكشف اليوم ولأول مرة النقاب عن جوانب خفية من ملامح هذه المدينة الغامضة، وألقي الضوء على بعض مزاياها الحقيقية.
نشأت الإسكندرية على تقاطع طرق بين الحضارات العظمى في العالم القديم. وقد اعتبرت مدينة عصرية تشيد بعبقرية أحد مؤسسيها وهو الإسكندر المقدوني.
عندما كانت الإسكندرية من أهم مدن العالم القديم عرِفت بمبانيها الرخامية البراقة وجاداتها المرصوفة وقصورها المهيبة. فشكلت تحفة فنية في الهواء الطلق، لا تقل شأنا عن روما أو أثينا.
وطوال ثلاثمائة عام فصلت بين موت الإسكندر ونشوء الهيمنة الرومانية، إحتلت الإسكندرية موقعاً قيادياً في البحر الأبيض المتوسط، ليس بقوتها العسكرية بل بمكانتها الاقتصادية ورفعتها الثقافية البارزة.
شكلت المنارة الفرعونية التي شيدت عند مدخل الميناء رمزاً لكون المدينة منارة للثقافة والعلوم العصرية في ذلك الوقت. لم يعرف التاريخ مثيلا لمكتبتها العظمى ومجمع المتاحف الفريد هناك. ولكن من المؤسف ألا يبقى أي من هذه المباني حتى يومنا هذا !!
يقال أن أجزاء من هذه المدينة قد دمرت على مراحل عبر زلازل ضربتها على التوالي في القرن الرابع والثاني عشر والرابع عشر حين غمرتها مياه البحر. وأحياناً ما يرى الصيادين ملامح تماثيل من الركام الواقع تحت سطح البحر، فيدعون أنها من عرائس البحر ! ومع نمو المدينة العصرية وتوسعها أخذت أنابيب الصرف الصحي تصب في الميناء لتغيب تلك المشاهد ! مما جعل ملامح عرائس البحر أقل ظهورا للصيادين..!
ولكن ما يجري الآن هنا هو مجرد بداية لمأثرة من الاكتشافات. فقد عثر فريق علماء الآثار على مسافة عشرين قدم من الشاطئ على جزء كبير من الحي الملكي القديم وقصر كليوپاترا.
قول العالم "غوديو": "أحببت البحر والتاريخ منذ نعومة أظافري، وكثيراً ما حلمت بالمزج بين الآثار والبحر. لقد تمكنت من ذلك عام 1993 حين شكلت مؤسسة حولت ما كان حلماً في الماضي إلى احتراف مهني..
فمنذ بداية عام 1996 تمكن الأثري البحري الفرنسي "فراك غوديو" من الحصول على دعم من المؤسسات المتعددة، والتعاون مع المجلس الأعلى للأثريات للعمل على رسم خريطة دقيقة للمدينة القديمة، هي الأول من نوعها للمناطق الغارقة في الميناء.
ويقول: "كيف كان البحر بالمقارنة مع المباني العالية المجاورة؟ وأين كان معبد "بوسيدون"؟ وأين شيد مارك أنطوني القصر الذي سكنه؟ وفي أي منطقة عاشت كليوپاترا في تلك الفترة؟"