فرنسا تحترم البكيني وترفض الحجاب والنقاب !!!
http://dc01.arabsh.com/i/00248/mc4vvhdl6oa4.gif
بقلم: عماد رجب
- يبدو أن الجمهورية الفرنسية التي طالما تحدثت عن كونها مدينة النور , وملتقي مختلف الأفكار والمعتقدات , باتت ضيقة الأفق أمام الدين الإسلامي , وباتت رموز الدين الإسلامي أهم من كل مشاكل فرنسا المتعددة , والمتأزمة في الآونة الأخيرة ,’ فبعد منع الحجاب , يأتي الدور علي النقاب , وبرغم قناعتي المستمدة من آراء بعض الفقهاء بكون النقاب ليس فرضا علي المرأة المسلمة , بخلاف الحجاب , الذي هو أصل أصيل , إلا أنني أصر علي حرية المرأة في ارتداء ما تشاء , طالما نتكلم عن الحرية, فكيف تسمح فرنسا للبكيني ونرفض الحجاب ؟, حقيقة ... لم نر من قبل مشكلة تعرضت لها سيدة فرنسية , لارتدائها البكيني سواء في شواطئ فرنسا أو في شوارعها , أو نواديها الليلية , حيث تحترم فرنسا جيدا رغبة المرأة في ارتداء البكيني, أو مرافقة صديق زوجها .
والغريب جدا , والمثير للجدل حقيقة أن السيدة فضيلة عمارة، وكيلة الوزارة لشؤون المدينة، وهي فرنسية من أب جزائري قد قالت أن النساء اللاتي يرتدين هذه الملابس يخضعن للقمع من "السادة الذكور". وأن النقاب هو أحد نعوش الحرية , وبدلا من محاولة تعديل الآراء العنصرية تجاه المرأة المسلمة , ولباسها الذي ارتضته , باتت المرأة المسلمة مطالبة بالتعري والتخلي عن قيمها , وعقيدتها , سواء كان الحجاب أو النقاب , من أجل المجتمع الفرنسي , وهي كلمة حق يراد بها باطل , و محاولات مستميتة من الحكومة الفرنسية , للتحايل علي الحقائق , من أجل فرض العري علي المرأة المسلمة. فلماذا علي المرأة المسلمة وحدها كل الحمل في تجميل وجه فرنسا .
والحقائق المتكررة من العنصرية الفرنسية تجاه كل ما هو إسلامي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الأمر محض افتراء علي الدين الإسلامي وتعدي علي خصوصياته , وتقاليده , وليست كما يدعي الفرنسيون أنها الحرية , فواقعة منع طفل من المشاركة في برنامج تليفزيوني لكون اسمه إسلام دليل علي تلك العنصرية الفرنسية , حيث قالت معدة البرنامج لأم الطفل :لا يمكن لابنك أن يشارك بنفس الاسم الذي يحمله، لأنه عندما تحمل اسم إسلام وأنت طفل وكأنك ترتدي الحجاب بالنسبة للفتيات.
ناهيك عن تغيير أبناء المسلمين لأسمائهم خوفا من العنصرية , وهو أمر بات معروفا وملحوظا في جميع أنحاء فرنسا , في الآونة الأخيرة , واشتكي منها حتى جنود الشرطة الفرنسية المسلمون أنفسهم , وواقعة تعرض الباحث والأكاديمي الفرنسي فانسوني جيسار للمراقبة من قبل أجهزة الدولة في فرنسا طيلة خمس سنوات بسبب اتهامه بحب الإسلام. وتلقي المذيعة الفرنسية مليسيا توريو , أشهر مذيعات فرنسا لشتائم لخطبتها لمغربي , وهو ما ظهر جليا في الإحصاء الذي أقامته مجموعة مناهضة التمييز بحق المسلمين في فرنسا، والذي أكد أن 80 عملا مناهضا للإسلام في فرنسا خلال سنة ,2008, كان منها 59 عملاء استهدف أشخاصا، و21 استهدف الأملاك مثل مساجد ومقابر ومؤسسات.
ولم تكن تلك العنصرية فردية أبدا , فالرئيس الحالي نيكولاي ساركوزي نفسه قد حاول تقليل أعداد الأئمة و شن حملة في عام 2003 ضد استقدام أئمة من مصر أو المغرب, لتعليم المسلمين فروضة دينهم الحنيف , ومحاولة فرنسا التأثير في عالم اختيار وإعداد الأئمة والخطباء , حسب الرؤية الفرنسية , وبالفعل كما يقول الكاتب عبد الباقي خليفة في مقاله " الإسلام والمسلمون في فرنسا , بين العداء والإصرار علي الحرية ,أن وفرنسا أنشأت في كل من جامعتي السوربون وباريس الثانية، دبلوما خاصا بـ"أئمة المستقبل"، يركز على تاريخ فرنسا وقانون الأحوال الشخصية والدستور والحريات العامة . وبذلك تكون الايدولوجيا وليس الحرية من لها الأولوية في فرنسا. وهو ما يؤكد أن الحملة علي الإسلام في فرنسا ممنهجة , ومدروسة , وتهدف إلي إبعاد المسلمين عن دينهم .
وحتى الاختيارات العربية في صفوف الساسة الفرنسيين , أكدت رغبة فرنسا إبعاد المسلمين عن قيمهم , فاختارت الإدارة الفرنسية شخصيات بعينها معروف عنها عدائها الشديد للحجاب , سواء من اليمين أو اليسار , مثل فضيلة عمارة والتي أسست منظمة "لا عاهرات ولا خاضعات" والمعروف عنها عدائها الشديد للحجاب , ورشيدة داتي المغربية الأصل ووزيرة العدل في الحكومة الفرنسية , والتي ثارت تساؤلات عديدة في العام الماضي عن حملها بدون زواج , أو رحمة ياد السنغالية وزيرة الدولة لشئون الخارجية وحقوق الإنسان , والمغرمة برئيسها الفرنسي وأسلوب قيادته للجمهورية , وكلهن يرفضن الحجاب. وهو ما يؤكد رغبة فرنسا في نشر صورة معينة للمرأة المسلمة المتحررة , التي ترفض تعاليم دينها , فتضاجع الرجال , وترفض الحجاب , لذا هي تصل إلي مراتب عليا في السياسة الفرنسية
كاتب مصري
عن صحيفة الوطن الامريكية
منقول