زحف الظلام على مالتبقى من اشعة الشمس الواهنة مصاحبا لها اشتداد برودة الجو وماهى الا لحظات حتى لمع البرق فى السماء وصم الرعد الاذان واشتد صفير الرياح واصبحت الاشجار تتأرجع مع الرياح تارة يمينا وتارة يسارا حتى انفرجت نافذة غرفة على مصرعيها وتتطايرت الستارة الت كانت تغطيها مع حركة الهواء ........... الغرفة ساكنة يكتنف جوانبها الظلام الا من ضوء القمر ....فبرغم العاصفة والغيوم والجو السئ استطاع القمر ان يجد طريقه الى الارض ليلقى بضوئه داخل الحجرة على وجه رجل تمكن منه الزمان فتقدم به العمــر وفجأة استيقظ ذلك الرجل فتح عيناه ولكنه بق ساكنا لبرهة قبل ان ينهض ويمسك بعصاه حاول فتح الاضاءة ولكن يبدو ان العاصفة قد افستدها فتمتم قائلا " يارجل عيب عليك بعد كل هذا العمر ومازلت تحتاج للاضاءة كى تتجول فى منزلك" مضى الرجل متكأ على عصاه ونزل بها على درجات السلم حتى اصبح فى الطابق الارضى لمنزله فتوجه الى غرفة مكتبه وفتحها ودلف اليها وجلس على المقعد خلف مكتبهوامتدت يداه الى احد ادراجه ليخرج شمعة وينيرها بجانبه واخرج ايضا كتاب كتب عليه ذكرياتى وضعه امامه تحسسه بييديه فى بطء قائلا اننى لا اعلم بماذا اشعر ولكننى اخشى ان تكون هذه المرة الاخيرة الى اراك فيها" ولكنه وجد نفسه يمسك بقلمه يفتح صفحة بيضاء ليكتب بها قصة حفظها عقله طوال هذه السنوات لم ينسى حرفا قصة لم يكتبها على سطور فى ورق وانما عاش حياتها يكتبها بدمائه داخل قلبه وعندما احس ان قلبه على وشك التوقف وانه مغادر هذه الحياة كما غادرها الكثيرون من قبله اراد ان يونها بدا فى كتابة اولى الكلمات ولكن القلم لا يتحرك وانحدرت دموعه على وجنتيه لتسقط على الورقة فتغرقها فيستبدلها بورقة اخرى ولكن دموعه تفسدها ايضا وهكذا وهكذا حتى ادرك ان دموعه قد اقسمت ان تروى حكايته
فترك لها العنا ن وابحر فى بحر الذكريات
" تذكر وحبيبته تصارع الموت بين احضانه تذكر لحظات تكفى لان تقتل لا تبقيك حزينا تذكر نظراتها ...الدموع فى عينها لانها ادركت انها مغادرة و عن الحياة راحلة
حمل راسها على ذراعيه ونظر الى عيناها ودموعه مختلطة بالمطر تسقط على وجهها قائلا لاترحلى اصمدى
حملت شفتاها رغم الوهن والتعب ابتسامة وهى تقول لا تبكى انا لن ارحل يمكن جسدى سيموت ولكن روحى ستظل معاك ساعيش فى ق..قلبك
ولكن اوعدنى انك ستتذكرنى ولن تنسانى
انهمرت الدموع من عينيه وهو يقول بصوت متقطع لن انساكى يا حبيبتى
قالت ماجمل كلمة حبيبتى من شفاهك ولكننى لاعتقد انى سا سمع منها المزيد
احتضنها بقوة بين ذراعيه وقرر ان يطبع على وجهها قبلة حانية ولكنه وجد عينيها قد فقدت بريق الحياة ويداها تسقط من يده ومازل وجهها يحمل الابتسامة وهنا صرخ.......وصرخ.......وصرخ......وصرخ لااااااااااااا
من افضل ايها الموت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ "
عاد من ذكرياته وترك الرجل القلم من يدهه ونظرا الى صورتها الموضوعة امامه على المكتب وقال حقا لن انساكى
وامتدت يده الى الصورة ليطبع قبلة عليها ولكن تهالكت يداه واطفأت الشمعة وساد الظلام والسكون فى الغرفة...
بقلم
شخص مجهـــــــــــــول