الجزء الاول من الفصل الثانى
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل التانى
الجزء الاول :
العقل الباطن يميل الى الحياة
اكثر من90% من حياتنا العقلية هى العقل الباطن فإذا فشلت فى استغلال تلك القوة المذهلة فإنك تحكم على نفسك بالحياة داخل حدود وافاق ضيقة . وعمليات العقل الباطن تتجه دائما نحو الحياة وهى عمليات بناءة.
إن عقلك الباطن هو الذى يبنى جسدك ويحافظ على وظائفه الحيوية وهو يعمل لمدة 24 ساعة فى اليوم ولا ينام ابدا وهو يحاول دائما أن يساعدك ويحفظك من الأذى . إن عقلك الباطن على اتصال دائم بالله وعلى وعى بحكمته المطلقة وتتجه دوافعه وأفكاره دائما نحو الحياة والطموحات العظيمة والدوافع والتطلعات لحياة أفضل وأنبل تنبثق من العقل الباطن . إن اكثر معتقداتك رسوخا هى تلك التى لاتستطيع أن تجادل فيها منطقيا وذلك لأنها ليست نابعة من عقلك الواعى وإنما مصدرها هو عقلك الباطن . إن عقلك الباطن يتحدث إليك من خلال الحدس والنزعات والهواجس والافكار . ودافع الحب ودافع إنقاذ حياة الاخرين يأتى من أعماق عقلك الباطن . على سبيل المثال : أثناء زلزال " سان فرانسيسكو " الهائل وحريق يوم 18 ابريل عام 1906 نهض المرضى والعجزة والمعوقون الذين طريحى الفراش لفترات طويلة وقاموا ببعض الاعمال البطولية التى تدل على الشجاعه وقوة التحمل .فقد خرجت الرغبة من اعماقهم للإنقاذ الاخرين مهما كان الثمن واستجاب عقلهم الباطن وفقا لذلك.
وكبار الفانين والموسيقين والشعراء والخطباء والكتاب يتواصلون مع قوى عقلهم الباطن وبذلك يحصلون على الالهام والتحفيز . على سبيل المثال : كان " روبرت لويس ستيفنسون " قبل أن ينام يشغل عقله الباطن بمهمة تاليف القصص بينما هو نائم . فكان معتادا أن يطلب من عقله الباطن أن يمنحه فكرة قصة مثيرة تجد رواجا فى السوق عندما يكون رصيده فى البنك منخفضا . وقد ذكر " ستيفنسون " أن ذكاء عقله الباطن يروى له القصة جزءا جزءا مثل المسلسل . وهذا يوضح أن عقلك الباطن يتحدث بكل حكمة ولباقة ويخبرك بأمور لا يعلم عنها عقلك الواعى شيئا ألبتة.
وقد اعترف " مارك توين " فى اكثر من مناسبة بأنه لم يعمل ابدا طوال حياته وان كل رواياته المرحة وأعماله المبدعه جاءت نتيجة لقدرته على استغلال المعين الذى لا ينضب افكاره بداخل عقله الباطن .