الجزء الثالث
العقل الباطن يعمل باستمرار من أجل الصالح العام
إن ذاتك الباطنة تعمل بأستمرار لمصلحتك العامة مما يعكس مبدأ فطريا للانسجام على الأشياء . إن عقلك الباطن يمتلك إرادته الخاصة وهذا حقيقى جدا فى حد ذاته فهو يعمل ليل ونهار سواء أردت أنت ذلك أم لا وهو الذى يدير كل أجهزة جسدك ولكنك لا تسطيع أن تسمعه أو تراه أو تحس به وهو يفعل ذلك فهويقوم بكل عملياته فى صمت . إن عقلك الباطن له حياته الخاصة التى تتحرك دائما صوب الانسجام والصحة والسلام والله يوجهه حسبما شاء وهو يعكس تلك التوجيهات ويظهرها من خلالك طوال الوقت .
كيف يتدخل الإنسان فى مبدأ الانسجام الفطرى ؟
لكى تفكر تفكيرا صحيحا وعلميا يجب أن تعرف " الحقيقة " . وكما يقول المثل القديم : " سوف تعرف الحقيقة وعندما تعرفها سوف تحررك " . ولكى تعرف الحقيقة يجب أن تكون متواصلا مع الذكاء المطلق لعقلك الباطن وقوته التى تتحرك دائما صوب الحياة .
وكل فكر أو عمل لايكون منظما او متسقا سواء عن جهل أو قصد سيؤدى إلى التنافر والعجز بجميع أنواعهما .
يخبرنا العلماء بأنك تبنى جسدا جديدا كل 11 شهرا ولذلك فإن عمرك حقا هو 11 شهرا من وجهة النظر الجسدية . فإذا أقمت بناءً به خلل أو عيوب من خلال أفكارك الخاصة بالخوف والغضب والغيرة والنية السيئة فإنك لن تلوم أى شخص اخر سوى نفسك .
أنت الحاصل النهائى لكل أفكارك وأنت وحدك تستطيع أن توقف نفسك عن التفكير فى الصور والاشياء السلبية . إن الطريقة الوحيدة للتخلص من الظلمة هى النور وأفضل طريقة للتغلب على البرد هى الحرارة . وبالمثل أفضل طريقة للتغلب على الأفكار السلبية هى استبدالها بالأفكار الإيجابية سلم بوجود كل ماهو طيب وسيختفى كل شئ سيئ .
لماذا يكون التمتع بالصحة والحيوية والقوة أمراً طبيعيا ويكون المرض هو الشئ الشاذ ؟
إن الطفل يولد ويأتى إلى العالم فى تمام الصحة وكل اعضائه تعمل جيدا وهذه هى الحالة العادية . ويجب أن نظل أصحاء أقوياء ونمتع بالحيوية إن غريزة الحفاظ على النفس هى اقوى غرائزك الطبيعية وتمثل أقوى حقيقة عملية مستمرة ومتأصلة بداخلك . لذا فمن المفروض أن تعمل أفكارك وخواطرك ومعتقداتك بأقصى إمكانتها عندما تكون متسقة مع مبدأ الحياة الفطرى بداخلك الذى يسعى دائما وأبدا لحمايتك طوال حياتك . ونستخلص مما سبق أنه من الاسهل استعادة الانسان لحالته الطبيعية بمنتهى الثقة أكثر من جلب الظروف السيئة او التسبب فى حدوثها .
إنه من غير العادى أن تكون مريضا وهذا يعنى ببساطة انك تتجه ضد تيار الحياة وتفكر تفكيرا سلبيا .إن قانون الحياة هو قانون النمو والطبيعة تشهد على عمل هذا القانون بالتعبير عن نفسها فى صمت واستمرار فى قانون النمو . فكلما كان هناك نمو وتعبير يجب ان تكون هناك حياة وكلما كانت هناك حياة يجب أن يكون هناك نظام واتساق وعندما يكون هناك اتساق ونظام تكون هناك صحة جيدة .
إذا كان فكرك متسقا مع المبدأ الخلاق لعقلك الباطن فأنت فى هذه الحالة تكون متواصلا مع مبدأ الانسجام أو الاتساق الفطرى فإذا تبنيت أفكارا لا تتفق مع مبدأ الانسجام والاتساق فإن تلك الأفكار سوف تعلق بك وتضايقك وتقلقك وتجلب عليك الأمراض وإذا استمرت كثيرا قد تؤدى إلى وفاتك فى النهاية .
أثناء عملية الشقاء عليك أن تحرص على زيادة سريان القوى الحيوية لعقلك الباطن فى جميع أجهزة جسدك وتوزيعها بالشكل الصحيح ويمكنك فعل ذلك من خلال محو افكار الخوف والقلق والتوتر والغيرة والحقد وكل الأفكار الهدامة الأخرى فكل هذه الخواطر تدمر أعصابك وغددك وخلايا جسدك المسئولة عن التخلص من السموم وتنقية الجسم من الشوائب .