http://up.mrkzy.com/images/images/qt...ci71fchlc5.gif
الحمد لله الذي فضل أوقات رمضان على غيره من الأزمان وأنزل فيه القرآن هدى وبينات من الهدى والفرقان ، أحمده سبحانه وأشكره وأشهد أن لا أله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله الذي كان يخص رمضان بما لم يخص به غيره من صلاة وتلاوة وصدقة وبر وإحسان اللهم صل عليه وعلى آله وأصحابه الطاهرين الذين آثروا رضا الله على شهوات نفوسهم فخرجوا من الدنيا مأجورين وعلى سعيهم مشكورين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين
اما بعد :
قال الله تعالى
: شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
[البقرة:185]
هذا الشهر المبارك موسم خير، وموسم عبادة، في شهر رمضان تتضاعف همة المسلم للخير وينشط للعبادة أكثر، ويقبل على ربه سبحانه وتعالى رجاء رضاه ورجاء مغفرته، وربنا الكريم تفضل على المؤمنين الصائمين فضاعف لهم المثوبة وأجزل لهم العطاء، فهو موسم تكفير السيئات ورفعة الدرجات
اعلموا أيها المؤمنون الصائمون أن من أعظم الأعمال في هذا الشهر الكريم الصيام. ففي الصحيحين
عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
والصيام طريق إلى الجنة وباب من أبوابها,
فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
والصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: رب منعته الشراب والطعام في النهار فشفعني فيه, ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه, قال: فيُشَفَّعَان))
أي يقبل الله جل شأنه شفاعتهما ويدخله الجنة.
رواه أحمد والطبراني
فإن عمر رضي الله تعالى عنه يقول:
(والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون)
وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم نادباً أمته إلى قيام الليل
((يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام, وصلوا والناس نيام, تدخلوا الجنة بسلام)),
وقال صلى الله عليه وسلم في قيام شهر رمضان على وجه الخصوص:
((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)),
وقال عن مزية القيام مع الإمام في صلاة التراويح:
((من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة))
أي ينتهي من صلاته، كأنما قام تلك الليلة كلها في الفضل والثواب.
http://www.giantup.com/get-8-2009-Gi...M_da4fupyl.gif
واعلموا أيها المؤمنون الصائمون أن من أجل الأعمال وأعظمها أيضاً في هذا الموسم الكريم قراءة كتاب الله عز وجل وتلاوته، فهذا شهر القرآن كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلتقي فيه بأمين وحي رب العالمين جبريل يدارسه القرآن, وقال صلى الله عليه وسلم:
((من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف))
, والقرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة,
في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف البقرة وآل عمران بالزهراوين وقال:
((إنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان يحاجان عن صاحبهما))
أي عن الذي يحفظهما ويقرأ بهما دائماً, يأتيان يذبان عنه ويدافعان ويحاجان عنه يوم القيامة
فعليكم بهذا الكتاب العظيم اقرؤوا كتاب الله عز وجل وأكثروا من تلاوته في هذا الشهر المبارك .
http://www.giantup.com/get-8-2009-Gi...M_da4fupyl.gif
واعلموا ـ أيها المسلمون ـ أن من اعظم الاعمال ايضا وخاصة في هذا الموسم العظيمصلة الرحم والصدقة على الفقراء والمساكين والمحتاجين, فهذا الشهر شهر البذل والإنفاق والجود والكرم, وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم الناس وأعظمهم جوداً وكرماً وبذلاً وسخاءً وإنفاقاً, يعطي عطاء من لا يخشى الفقر قط، وكان صلى الله عليه وسلم إذا جاء هذا الشهر الكريم يكون أعظم ما يكون جوداً وكرماً مثل الريح المرسلة كما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
والصدقة من أعظم أبواب البر, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((والصدقة برهان))
أي دليل على صدق إيمان العبد لأنه بذلك يكون قد تغلب على الطبيعة المغروسة في الإنسان وهي الشح,
قال تعالى:
وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
[التغابن:16].
واعلموا أيها المؤمنون أن من أعظم الأعمال وأجلها في هذا الموسم الكريم العمرة، فإنها تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة من الأنصار: