الفصل الثالث
المشهد الأول
المكان : بعد المعركة
الملك مينا : بذلك النصر قد تحقق املي ،وأصبحت مصر دولة واحدة قوية، ذات جيش واحد وحاكم واحد، واتحد القطران بعد طول فرقة، وتلاقى الشعبان بعد طول بعاد.
ثم أراد الملك مينا أن يرضى أهل الشمال ويزيل من نفسهم مرارة الهزيمة
الملك مينا :أمر جنوده أن تسير الأمور في كلإقليم وفق تقاليده وعاداته، وخصص لكل من القطرين وزارة وإدارة مستقلة، إحداهما للشمال والأخرى للجنوب، بينما الملك يرأس بنفسه جهاز الحكم ويديره من قصره .
ثم أخذ الملك مينا بعد ذلك في زيارة الأقاليم إقليما إقليما، فكان يعزل الحكام الظالمين ويعين غيرهم من أهل الأقاليم، وكان يستمع بنفسه إلى مطالب الشعب ويعمل على تحقيقها، فكان يقابل بالترحاب أينما حل.
المشهد الثاني
المكان : زيارة مقاطعة سايس
وفي رحاله وطوافه وصل إلى مقاطعة "سايس"، وهي المقاطعة الخامسة في الوجه البحري،وكان أميرها من سلالة فراعنة مصر الأقدمين، رجلا صالحا عادلا حكيما محبوبا.
وكان وصول الملك مينا لهذه المقاطعة من أسعد أيامها
الشعب خرج عن بكرة أبيه لاستقبال البطل الفاتح منقذ البلاد وموحد أراضيها، وقضى أفراد الشعب ليلتهم في الطرقات يرقصون ويغنون في انتظار تشريف الملك الزائر، وكان على رأسهم حاكم وعظماء المقاطعة.
وما كاد موكب الملك يقترب من المدينة حتى ارتفعت الهتافات إلى عنان السماء، ممتزجةبأصوات الموسيقى وغناء أفراد الشعب.
أمير سايس:اهلا بك ايها الملك المنتصر
تفضل معى فى قصر الضيافه
الملك مينا : اهلا بك ايها الامير
ثم اتجه الموكب إلى القصر، وهو يشق طريقه بين جموع الشعب الفرح المهلل المتشوق إلى رؤيته.
المشهد الثالث
المكان : قصر الضيافة
بعد أن استراح الملك مينا قليلا في قصر الضيافة ، وأبدل ثيابه
أمير سايس:تفضل لتناول الغداء على المائدة
وكانت المائدة حوت ألذ أنواع الطعام والشراب،وجلس الملك مسرورايتناول غداءه الشهي، بينما أخذت الموسيقى تعزف أشجى الأنغام وأعذب الألحان، وقدتفانى حاكم سايس في إكرام الملك.
الملك سايس :يا اولادى قوموا بأنفسكم على خدمته أثناء تناوله الطعام
وفى هذه الاقناء كان الملك مينا اثلج قلبه وشرح صدره
وكان من بين بنات "سايس" أميرة تدعى "نبت حتب" كانت على قدر عظيم من جمال الَخلق والخُلق، كما كانت تمتاز برشاقة القدر وعذب الحديث وسرعة البديهة، مما جعل الملك مينا يعجب بها من أول نظرة، وتمنى أن تكون زوجة له حتى يرضى أهل الشمال بعد هزيمتهم بزواجه من إحدى أميراتهم،وجعلها الوجهة الملكية إرضاء لكبريائهم وتهدئة لنفوسهم.
في اليوم التالي
الملك مينا :اني اطلب يد ابنتك هذه لتكون زوجتي
امير سايس :بكل سرور انا موافق وانا يكون لي الشرف العظيم ان تكون ابنتي زوجتك
الملك مينا :قوموا ايها الجنوده بأعلان زواجى من اميره امير سايس
لقد عم الفرح في ارجاء البلاد وأقيمت فيها معالم الزينة وبعد عدة ايام تم زواج الملك مينا في قصر الضيافة وقضي فيه شهرا كاملا وقد مضت أيامه بالبهجة والمسرة، ثم أخذ يفكر في العودة إلى عاصمة ملكه القديمة.
المشهد الرابع
المكان : مدينة منف
الملك مينا يتحدث مع نفسه:لقد اري من الحيطة قبل أن اغادر أرض الشمال، أن اترك من ورائي حامية قوية في مكان أمين، للضرب على أيدي المتمردين المفسدين خشية ثورتهم
فقرر إنشاءمدينة جديدة يكون موقعها في مكان وسط بين المملكتين، ويستطيع أن يجعل منها معقلالجنوده، وقاعدة لجيشه، ينزل بها كلما أراد زيارة إقليم الوجه البحري.
الملك مينا :اني استشيركم في امر اختيار مكان مناسب لانشاء المدينة
جنوده :لقد وقع اختيارنا علي مدينة منف المسماه حاليا (ميت رهينة)
وقد استلزم إنشاء هذه المدينة تحويل مياه النيل المندفعة إلى الشمال إلى مجرى آخر،وهو الفرع المعروف حاليا باسم (بحر يوسف)المتجه إلى واحة الفيوم،
امر الملك مينا جنوده بإقامة سدعظيم على مجرى النهر جنوبي مدينة "الواسطى" ، وقد استتبع ذلك تخلف فضاء من الأرض استغل لبناء مدينة "منف" وكان أول ما بنى منها قلعة حربية أحاطتها خنادق الماء منكل جانب ما عدا ناحية الجنوب، وسماها الملك مينا بالقلعة البيضاء، ثم عاد فسماها "من نفر" أي الميناء الجميل ، ومن هذه التسمية اشتقت كلمة "منف" التي أطلق عليهااسم "منفيس" وكانت أول عاصمة للحكومة المتحدة فيما بعد
انتظرونا مع الفصل الرابع مع خالد