(4)
إكتشفت بمجرد ركوبى السيارة أنها أقرب لزريبة البهائم منها لسيارة تاكسى رائحتها نتنة والوسخ يحيط بى من كل جانب أما التراب فحدث ولا حرج وفوجئت بمجرد تحرك السيارة أن كل جزء منها يعمل بشكل مستقل تماما عن الأجزاء الأخرى وأن كل قطعة تطلق صريرا خاصا بها فى كونشرتو موسيقى بالغ الإزعاج
نظرت الى السائق وجدت حاله ليس أفضل كثيرا من السيارة التى يركبها
أنا: ايه اللى انت راكبه ده ؟
السائق: اعمل ايه .. صاحبها مش عاوز يصلحها عنها ما اتصلحت حيفضل كده يشغلها لحد ما تبرك خالص
كان السائق يتكلم مقلدا طريقى اللمبى فى الكلام
السائق: وبعدين أنا لو جابولى كشك سجاير وتحته طارة حشغله تاكسى أنا سواق ما يهمنيش
أنا: طيب يا سيدى حتاخد كام لغاية المعادى
السائق: اللى تدفعه
أنا: لا نتفق انت لسه ما مشتش خطوتين اللى اوله شرط
السائق: يا سيدى مش حنختلف
أنا: طب وافرض اختلفنا حنتخانق فى الشارع ..لأ قول من دلوقتى حتاخد كام؟
السائق: أنا مش عايز أقطع الرزق .. ده رزق وجاى لى من عند ربنا وانت مجرد واسطة .. اقطع برزقى ليه بس
أنا: يا اسطى انا اللى حادفع لو مش حتقول عايز كام نزلنى
السائق: افرض انى قلت لك حاخد خمس قروش وانت ناوى تدفع لى اكتر ؟ دا رزق ياسيدنا الافندى
أنا: لما بتدخل أجزاخانه وتسأل على سعر دواء الصيدلى بيقول لك ستة جنيه وتمانين قرش ولا ولا بيقولك اللى تدفعه ؟ انت الوحيد اللى لازم تكون عارف المشوار ده حيتكلف كام
السائق: يعنى ايه.... انت مش عارف؟
أنا: لا عارف
السائق: طب يساوى كام؟
أنا: 15 جنيه
السائق: طب ما تجيب عشرين
أنا: صارخا نزلنى
السائق: لأ خلاص 15 حلوين ... رضا ... (قهقه ملء شدقيه)
طب تصدق بايه انا كنت حاقولك عشرة جنيه .. وانت قلت 15 جنية .. يعنى لو سمعت كلامك كنت حاقطع برزقى .. انا بقولك كده علشان تصدق ان الصح صح .. وان الواحد مفروض ما يقولش على سعر .. يسيبها كده على ربنا
أنا: ولو كنت قولت خمسة جنيه
السائق: لآ مش معقول وهو لامؤاخذه مشوار المعادى بخمسه برضه؟
واستمرت السيارة فى الحركة كل جزء منها يسير فى اتجاه واستمرت الآلات تعزف أسوأ سيمفونية فى التاريخ الإنسانى
أنا: وشفت فيلم اللمبى ؟
السائق: لا والله مشفتهوش .. بيقولوا عليه حلو
هنا فقط إكتشفت أنه لم يكن يقلد محمد سعد فى فيلم اللمبى وأن محمد سعد هو الذى يقلده .. !
أما طرف الخيط .. هل لاحظت ما قاله ذلك السائق البسيط "الواحد مفروض ما يقولش على سعر .. يسيبها كده على ربنا" ... توكلوا على الله عباد الله .. حق توكله ... يرزقكم من حيث لا تعلمون ...
وإلى لقاء إنتظرونا ...
الحلقة القادمة بإذن الله تعالى من أرض وطنى الحبيب مصر
دعواتكم ..